كتب إبراهيم بيرم لـ “أخباركم – أخبارنا
أبلغ النائب السابق عن المقعد العلوي في طرابلس علي درويش، الى موقعنا اليوم، أن موجة النزوح من مناطق الساحل السوري الى الشمال قد خفت تدريجاً وبشكل ملموس خلال الساعات الـ 36 الماضية.
وقال إن واقع الحال هذا، قد اوحى لنا بأن الوضع الامني في تلك المناطق بات مستقراً وهادئاً، وهو ما يدعو الى الارتياح ويرفع منسوب التفاؤل وعودة الامور الى طبيعتها، كما يبدد الصورة السوداوية في تلك المناطق التي عانت وقاست على مدى اكثر من اسبوع من موجة عنف وفلتان وفق كل المعلومات، ألحقت الأذى والخراب بعشرات البلدات والقرى والدساكر، وأدت الى سقوط مئات الضحايا من الأبرياء والعزل، مما ولّد موجة استنكار عالمية للممارسات العنفية، وموجة تعاطف مع الضحايا الذين سقطوا بالجملة، لا سيما وان نتائج موجة العنف كانت كارثية ولا انسانية بكل المقاييس، ولا يمكن لأحد ان يتقبلها ويسكت عنها أو يبررها.
وقدر درويش عدد النازحين من ابناء الساحل السوري الى منطقة الشمال اللبناني بنحو 14 الف نازح، وهو رقم ليس بالقليل.
وذكر أن نصف هؤلاء قد لجأوا إلى قرى عكارية، حيث تأمن لهم المكوث في قاعات العزاء العامة والمدارس والبيوت وعند اقاربهم، أما النصف الآخر فقد اكمل رحلة نزوحه إلى جبل محسن في طرابلس، فيما اختارت قلة قليلة الإقامة في مناطق خارج هاتين المنطقتين.
ورداً على سؤال، قال درويش: لقد واجه المعنيون بإيواء هذه الموجة من النزوح، مشاكل وعقبات كبرى لاعتبارين: الاول ان عدد النازحين كبير جداً، والثاني ان امكانات ومصادر الدعم والإيواء والاغاثة كانت متواضعة.
واشار الى أن اعداد النازحين تبقى تقديرية، لأنه من المعلوم أن الحدود الشمالية مع سوريا مفتوحة ولا تخضع لأي رقابة من الجهات الامنية الرسمية.
وعن إمكان عودة هؤلاء النازحين الى مكان سكانهم الاصلية في الساحل السوري، اجاب درويش: لا نبالغ إذا قلنا ان الغالبية العظمى من هؤلاء النازحين عبّروا لنا عن رغبتهم في العودة الى اماكن سكنهم عندما يتيقنون من أن الوضع في الساحل السوري قد عاد الى دائرة الامان والاطمئنان وانتفت كل الأسباب القاهرة التي اجبرتهم على النزوح. وحسب علمنا، فان هؤلاء النازحين ينتظرون اشارات ورسائل من عائلاتهم واقاربهم الذين ما زالوا صامدين في ارضهم لكي يبنوا على الشيء مقتضاه ويعودوا الى ديارهم. وليس خافياً أن هؤلاء قد نزحوا طلباً للأمان والسلامة بعد موجة العنف التي طاولتهم وتعرضوا لها على مدى أيام.
ورداً على سؤال آخر، أكد درويش أن كل ما قيل عن مخاوف من احتمال وقوع اضطرابات أمنية في عكار وطرابلس والشمال عموماً نتيجة هذا النزوح وأسبابه، قد تبددت خلال الساعات والايام الماضية، اذ اثبتت الوقائع على الارض ان لا أحد يرغب في عودة مظاهر الفلتان وموجة العنف السابقة، لا سيما في طرابلس.
وخلص درويش الى القول: إن الاجتماع الموسع الذي دعا اليه دولة الرئيس نجيب ميقاتي في دارته في طرابلس اليوم، وحجم التمثيل والمشاركة ومضمون المناقشات والمداخلات، كانت بمثابة شاهد على رغبة عارمة من كل القوى والشخصيات على تثبيت الاستقرار والأمان في طرابلس تحديداً، والشمال عموماً. فقد كان هذا اللقاء الحاشد ناجحاً ومثمراً بكل المقاييس، ان لجهة المقررات والتوصيات او لناحية حجم التمثيل الوطني الوازن.
