أخباركم – اخبارنا
ذكرت قناة “تلفزيون سوريا” أن باصات دخلت من القنيطرة وريف دمشق إلى الجولان المحتل لنقل مشايخ دروز بهدف الزيارة الأولى منذ 50 عاماً، موضحة أن الباصات دخلت من معبر قرية مجدل شمس إلى عين التينة غربي بلدة حضر.
وتأتي الزيارة تلبية لدعوة وجهها الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف، وتتخللها زيارة مقام ديني، ما أثار انتقادات عدد من الدروز، لا سيما أنها تأتي بعد تصريحات اسرائيلية تعهدت بحماية دروز سوريا.
تحذير مشيخة العقل
وفي لبنان حذرت مشيخة العقل من مخاطر زيارة الأماكن المقدسة في الأراضي المحتلة. وجاء في البيان الصادر عن مكتبها الإعلامي: “بعد اعلامنا بالدعوة الموجّهة إلى مشايخ حضر وإقليم البلّان لزيارة الأماكن المقدسة في الأراضي المحتلة، فإن مشيخة العقل في لبنان تحذّر مجددا الأخوة اللبنانيين، وعلى الأخص رجال الدين المعروفيين الكرام، إلى مخاطر الانجراف العاطفي وتبعات المشاركة في هذه المناسبة وغيرها، لما يترتب على ذلك من مسؤولية قانونية على كل من يدخل الأراضي المحتلة، كما تؤكد مشيخة العقل على المحاسبة الدينية، ورفع الغطاء بالكامل عن كل مخالف لتلك التوجهات. آملين التفهم والتجاوب بمسؤولية والتزام”.
تاريخ العلاقة بين الدروز في سوريا وإسرائيل معقد وطويل، وقد شهدت هذه العلاقة عدة مراحل وصراعات، لاسيما في العقود الخمسين الأخيرة.
الخلفية التاريخية
الدروز في سوريا هم جزء من الطائفة الدرزية، التي تتبع مذهبًا من الإسلام الشيعي القريب من الإسماعيلية، ولهم تاريخ طويل في مناطق جبل الدروز في جنوب سوريا، تحديدًا في مناطق مثل القنيطرة والسويداء. في فترة الانتداب الفرنسي على سوريا (1920-1946)، كان الدروز في سوريا يتمتعون بقدر من الاستقلال الذاتي داخل تلك المناطق، حيث كانت الحكومة الفرنسية تدير جزءاً كبيراً من سوريا، وكانت الطائفة الدرزية محورية في تلك الأوقات، خاصة في الجنوب.
علاقة الدروز بإسرائيل:
في خمسينيات القرن الماضي، بعد قيام دولة إسرائيل في عام 1948، كانت هناك بعض العلاقات غير الرسمية بين الدروز في الجولان السوري وإسرائيل. حيث كانت هناك بعض التفاعلات الثقافية والسياسية في المناطق الحدودية، وخاصة بين الجولان السوري والأراضي المحتلة. لكن بشكل عام، كان الدروز في سوريا يعيشون تحت حكم النظام السوري الذي كان ضد إسرائيل من حيث المبدأ، خاصة بعد الحروب المتتالية بين الدول العربية وإسرائيل، بما في ذلك حرب 1948 وحرب 1967.
الخمسين سنة التي لم يدخل فيها الدروز إلى إسرائيل:
على الرغم من هذه العلاقات التاريخية في الحدود الشمالية لسوريا، إلا أن الدروز لم يتمكنوا من زيارة إسرائيل أو التفاعل معها بشكل رسمي طوال خمسين عامًا، نتيجة لعدة عوامل:
- النزاع العربي الإسرائيلي: منذ اندلاع الصراع العربي الإسرائيلي، كانت الحكومة السورية تعتبر إسرائيل عدوًا، وكان من المستحيل على السوريين من جميع الطوائف زيارة إسرائيل أو التواصل معها علنًا. وقد فُرضت قيود شديدة على السفر بين سوريا وإسرائيل.
- السياسة الإسرائيلية: على الرغم من وجود بعض الصلات بين الدروز في الجولان وسلطات إسرائيل بعد عام 1967، بعد الاحتلال الإسرائيلي للجولان، كان الدروز في سوريا عمومًا يحجمون عن زيارة إسرائيل خوفًا من عواقبها السياسية والأمنية في الداخل السوري.
- الخطاب السوري الرسمي: كانت القيادة السورية تحت قيادة حافظ الأسد ثم بشار الأسد تروج للخطاب القومي العربي الرافض لأي تطبيع مع إسرائيل. وفي هذا السياق، كان هناك منع قاطع من النظام السوري لزيارة إسرائيل.
تطور الأحداث بعد 2011:
بعد اندلاع الحرب السورية في عام 2011، أصبح الوضع أكثر تعقيدًا، حيث بدأ الدروز في سوريا يعانون من تضييق من قبل أطراف متعددة. في الجولان السوري، كانت هناك خشية من أن يُجبر الدروز على اتخاذ مواقف سياسية معقدة بسبب النزاع السوري-الإسرائيلي.
لكن، في ظل هذه الظروف الصعبة، بدأت بعض العائلات الدرزية في المناطق الحدودية مع إسرائيل تفكر في تقديم المساعدة والتعاون في شكل غير رسمي مع إسرائيل بسبب ما كانت تعانيه من أزمات في مناطقهم.
الدعوة الأخيرة للزيارة:
في العقد الأخير، وخاصة بعد عام 2018، بدأت السلطات الإسرائيلية بالتوجه إلى بعض الزعماء الدينيين للطائفة الدرزية في سوريا ودعوتهم إلى زيارات دينية في إسرائيل. وفي هذا السياق، كانت دعوة الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، هي أحد هذه الدعوات التي حصلت في وقت لاحق. وقد أثارت هذه الزيارة التي تمت في عام 2025 بعض الجدل بين أوساط الدروز في سوريا، خاصة أن تلك الزيارة جاءت بعد التصريحات الإسرائيلية حول حماية الدروز في سوريا، وهي تصريحات لطالما كانت موضع شك لدى البعض في المجتمع الدرزي السوري.
العلاقات بعد زيارة 2025:
زيارة وفد الدروز من سوريا إلى إسرائيل في عام 2025 مثلت بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين الطائفة الدرزية وسلطات إسرائيل، وهي خطوة نادرة وفارقة بعد عقود من العزلة والقيود المفروضة على التواصل. هذه الزيارة يمكن أن تكون نقطة تحول في نظرة الدروز إلى إسرائيل، لا سيما في ظل الوضع السياسي المعقد في سوريا والضغوط التي يتعرض لها الدروز.
على مدار الخمسين عامًا الماضية، كان الوضع السياسي والعسكري في سوريا يمنع الدروز من التواصل أو الدخول إلى إسرائيل. لكن مع تغير الظروف السياسية والأمنية، بدأت إسرائيل في اتخاذ خطوات لتوسيع العلاقات مع الطائفة الدرزية، وهو ما قد يكون له تداعيات كبيرة على العلاقات بين الدروز وإسرائيل في المستقبل.
انعكاس زيارة وفد درزي سوري إلى إسرائيل على دروز لبنان
مقدمة: الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد من الدروز السوريين إلى إسرائيل أثارت العديد من التساؤلات والردود، خاصة من الطائفة الدرزية في لبنان. التفاعل مع هذا الحدث يختلف من طائفة إلى أخرى داخل لبنان، ويعكس الانقسام السياسي والمذهبي السائد في البلاد، إضافة إلى ارتباط الوضع السوري بالوضع الداخلي اللبناني. في هذا السياق، يطرح السؤال عن التأثير المحتمل لهذه الزيارة على دروز لبنان، الذين يختلفون في السياق السياسي والجغرافي عن دروز سوريا.
1. التقارب مع إسرائيل:
الزيارة الأولى من نوعها التي قام بها وفد من الدروز السوريين إلى إسرائيل يمكن أن تفتح الباب أمام تقارب تدريجي بين بعض الأفراد أو المجموعات الدرزية في لبنان وبين إسرائيل. ولكن هذه الخطوة قد تكون مثار جدل داخل الطائفة الدرزية في لبنان، إذ يعتبرها البعض محاولة للتواصل مع دولة يُنظر إليها على أنها خصم تاريخي للعالم العربي.
من جهة أخرى، هناك من يرى أن التواصل مع إسرائيل قد يكون تحركًا تكتيكيًا لزيادة الضغط على النظام السوري من جهة، أو لتعزيز قدرة الدروز على الدفاع عن أنفسهم في مناطقهم، خاصة في ضوء التوترات المستمرة في سوريا. وقد تؤدي هذه الزيارة إلى قنوات تواصل غير رسمية بين بعض الشخصيات الدرزية في لبنان وإسرائيل، لكن يبقى الأمر محاطًا بالكثير من التحفظات.
2. الصراع الداخلي اللبناني:
لبنان، كدولة متعددة الطوائف والمذاهب، يشهد تقسيمات معقدة على الصعيد السياسي والمذهبي. لذا، قد يتفاعل دروز لبنان مع زيارة وفد الدروز السوري إلى إسرائيل بشكل مختلف تبعًا للانتماءات السياسية. ففيما قد يرحب البعض بهذه الخطوة على خلفية ما تمثله من تحدّ للنظام السوري أو محاولة لتغيير الواقع الأمني في المنطقة، قد يرفض آخرون الفكرة باعتبارها خطوة تضعهم في موقف معادي للدولة اللبنانية والمقاومة.
دروز لبنان، الذين يعيشون في ظل الدولة اللبنانية، لهم تقاليد في الحفاظ على حيادهم نسبيًا بين الفصائل اللبنانية المختلفة. لكن هذه الزيارة قد تثير قلقًا لدى بعضهم من أن تصطف الطائفة الدرزية في لبنان مع إسرائيل بشكل غير رسمي، مما قد يعقد وضعهم داخل لبنان في ظل المعادلات السياسية المعقدة بين أفرقاء الصراع الداخلي.
3. تأثيرات على الهوية الدرزية:
الزيارة إلى إسرائيل قد تثير أيضًا تساؤلات حول الهوية الدرزية في لبنان. إذ يُتوقع أن يراها البعض بمثابة تهديد للهوية الوطنية في لبنان التي تعد المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي جزءًا أساسيًا من سرديتها. قد يُنظر إليها من قبل بعض أفراد الطائفة الدرزية في لبنان كتهديد لوحدة الطائفة في لبنان، خاصة في ظل عدم توافق هذه الزيارة مع المواقف التقليدية للدروز في لبنان.
4. تضارب المواقف السياسية:
فيما يتعلق بموقف دروز لبنان من القوى السياسية الكبرى مثل حزب الله، يمكن أن تؤدي هذه الزيارة إلى ظهور انقسامات سياسية إضافية داخل الطائفة الدرزية اللبنانية. ففي الوقت الذي يواصل فيه حزب الله دعم الموقف الإيراني، قد تكون هذه الزيارة خطوة نحو مزيد من الابتعاد عن مواقف تلك القوى في بعض الأوساط الدرزية. من ناحية أخرى، قد تجد بعض الشخصيات الدرزية نفسها في موقف حساس بين دعم الحفاظ على السيادة اللبنانية والتعامل مع واقع الجوار الصعب في سوريا، خصوصًا بعد زيارة الدروز السوريين إلى إسرائيل.
5. ردود الفعل المستقبلية:
الزيارة قد تؤدي إلى دعوات للحوارات الداخلية بين دروز لبنان لمناقشة مستقبلهم في سياق العلاقات مع الدول المجاورة وإسرائيل. قد تبرز أيضًا تيارات سياسية تدعو إلى مزيد من التأثير على السياسة اللبنانية بشكل يتماشى مع المصالح الدرزية، بعيدًا عن الضغوط الخارجية.
إن زيارة وفد درزي سوري إلى إسرائيل تُعتبر خطوة قد تحمل تبعات استراتيجية على الطائفة الدرزية في لبنان. في الوقت الذي قد يراها البعض بمثابة فرصة لتحسين الأوضاع الأمنية أو السياسية، فإنها قد تثير جدلًا داخليًا بين مؤيدين ومعارضين لهذه الخطوة. ما زال الوضع غير مستقر في سوريا، وسيتعين على الدروز اللبنانيين تحديد موقفهم بناءً على المعطيات السياسية والميدانية الحالية، في ظل تطور العلاقات الإقليمية والمعادلات الداخلية اللبنانية.
من هو سلمان الذي زار دروز سوريا مرقده؟
سلمان هو شخصية محورية في تاريخ الديانة الإسلامية، لكنه لا يُعتبر نبيًا بالمعنى التقليدي في الإسلام. يُعتقد أن “النبي سلمان” هو سلمان الفارسي، الذي كان أحد الصحابة البارزين للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وُلد سلمان في بلاد فارس (إيران الحالية) وكان اسمه الأصلي “مهاب بن عبدالله”، ثم تحوّل إلى سلمان بعد انضمامه إلى الإسلام. يُذكر سلمان في العديد من الكتب الإسلامية والشيعية كأحد الصحابة المهمين الذين كان لهم دور كبير في نشر الإسلام وفتح العديد من المناطق.
يُعتبر سلمان الفارسي رمزًا للتضحية والبحث عن الحقيقة، حيث كان في البداية ينتمي إلى الديانة المجوسية، ثم تنقل بين الديانات المختلفة قبل أن يعتنق الإسلام ويصبح أحد أبرز أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
أهمية مرقده للدروز
بالنسبة للطائفة الدرزية، يُعتبر مرقد النبي سلمان في منطقة “الدامون” شمال فلسطين مرقدًا مقدسًا. يُعتقد أن سلمان الفارسي ليس فقط صحابيًا للنبي محمد، بل كان يُعتبر رمزًا دينيًا متقدمًا في الطائفة الدرزية.
تُعتبر زيارة مرقد النبي سلمان لدى الدروز أحد الطقوس الدينية الهامة، ويُعبَر عن احترام وتقدير كبير لشخصيته ومساهماته. يُعتقد أن زيارة هذا المكان تُحقق بركة روحية وتزيد من التقوى والنقاء الروحي، وقد أصبحت هذه الزيارة جزءًا من الطقوس والممارسات الدينية الخاصة بالدروز.
أهمية مرقد النبي سلمان في الديانة الدرزية
- التاريخ والرمزية: يُنظر إلى مرقد النبي سلمان باعتباره أحد المعالم الدينية التي تعكس ارتباط الدروز بالعالم الإسلامي وأثر الصحابة على الطائفة الدرزية. يُعتبر النبي سلمان نموذجًا للبحث عن الحقيقة والتفاني في خدمة الحق.
- الروحانية والتقاليد: يشكل مرقد النبي سلمان مكانًا مميزًا للعبادة والروحانية لدى الطائفة الدرزية. حيث تُقام هناك احتفالات دينية وطقوس خاصة تعبر عن تمسك الدروز بموروثاتهم الدينية والروحانية.
- الإجماع الدرزي: يُعتبر المرقد كذلك مصدرًا لوحدة الطائفة الدرزية، حيث يجتمع هناك أفراد من مختلف البلدان الدرزية للاحتفاء بتاريخهم المشترك.
إجمالًا، يعد مرقد النبي سلمان الفارسي واحدًا من المواقع الدينية المهمة في الذاكرة الروحية الدرزية، ويُمثل جزءًا من الطقوس الدينية التي تحافظ على الاستمرارية الروحية لهذه الطائفة.