أخباركم – أخبارنا/ ميشال ن. أبو نجم
يمضي التيار الوطني الحر قُدماً في استنهاض قاعدته الشعبية والحزبية التنظيمية، مع انتقاله مجدداً إلى المعارضة التي يهواها مناصروه ومؤيدوه. ويُعتَبر شهر آذار بمناسباته المتنوعة حزبياً، شهراً ينكبُّ فيه “التيار” على التحضير والتخطيط والتشاور تحضيراً للمؤتمر الوطني الذي يتوِج أنشطة “التيار”. ومن المتوقع أن يتميز هذا العام بمقاربة شاملة للوضعين اللبناني والاقليمي مع التركيز على المخاطر والتداعيات، إضافة إلى إظهار طابع شبابي متجدد أصرَّ عليه باسيل وتابعه في كل تفاصيله.
وستكون لباسيل كلمتان شاملتان تضيئان على محاور العلاقة بالحكم والمقاربة الشاملة للوضع اللبناني وكيفية الدفاع عن الوجود الوطني، وذلك الجمعة في العشاء السنوي للتيار، والأحد في اختتام كلمات المؤتمر.
وفي هذا الإطار، كشفتْ نائبة رئيس “التيار” للشؤون السياسية مارتين نجم كتيلي ل”أخباركم- أخبارنا” أنَّ التيار سيتميز بنوعين من المعارضة إذا صح التعبير، الأولى إيجابية مرتبطة بالملفات الإصلاحية و”نمد فيها اليد للتعاون مع الحكومة بما هو مفيد لخير الناس وبناء الدولة”. لكن هناك نوع آخر من المعارضة متميز بالتنبه ورفع السقف، متصل بالقضايا الوجودية الكيانية، وفي “هذا الإطار سيكون “التيار” متشدداً لأنَّ هناك مؤشرات إلى التهاون في هذه القضايا”، كما تشير كتيلي.
وفي ملف الورقة السياسية للتيار، كشفت كتيلي أنه “صحيح أن التيار يعد ورقة سياسية شاملة في كل سنة، لكن هذه الأوراق لم تكن منقطعة عم قبلها بل متصلة في السياق النضالي نفسه للتيار، وبسبب المتغيرات في المنطقة من حرب غزة ولبنان إلى سقوط النظام السوري، تمت معالجتها في الورقة وبلورة موقف التيار منها، وهي أتت في سياق داخلي طويل من المناقشة والإضافات”.
وتلفت كتيلي إلى أن الورقة السياسية للتيار تتطرق إلى كل
المخاطر الوجودية على الكيان، وعلى التحديات التي تتطلب موقفاً واضحاً ورؤية شاملة”. وتوضح أن ذلك يشمُل الموقف من السيادة وحصر السلاح في يد الدولة في ظل ما يواجهه لبنان، وكذلك العلاقة مع سوريا وخاصة فيما يتصل بملف النازحين السوريين إلى لبنان، والذي كان “التيار” أول من نبّه إلى مخاطره، وقاد مساراً عملياً للعودة.
أما في ملف المعارضة التي يتموضع فيها “التيار”، فتشير كتيلي إلى أن ذلك يتطلب “شرح هذه المعارضة وحدودها ومتطلباتها في ظرف دقيق كهذا”. ويُستَكمل ذلك ببدء تحضير جمهور “التيار” للإستحقاقات الإنتخابية البلدية والنيابية، في وقت سبق وأدارَ “التيار” ماكيناته في كل المناطق استعداداً للإستحقاقين.
ويبقى الأهم بالنسبة للتيار هو رفع القضايا الوطنية اللبنانية العليا، والحفاظ على وجوده السياسي في وقت يسعى الكثيرون لمحاصرته ومحاولة إلغائه، وهي عملية سبق وفشلت في كل المحطات السابقة.