أخباركم – أخبارنا
كتب إبن مجدل شمس الدكتور ثائر أبو صالح في الجولان السوري المحتل والعبرة لمن يعتبر :
يطالعنا في الأونة الأخيرة بعض البسطاء ممن يطلبون العون من هذا الشيخ او ذاك، مع احترامي الشديد للمشايخ طبعا، ولنياتهم الطيبة في المساعدة، يطلبون منهم حماية هذه الطائفة او تلك، او نقل خط وقف إطلاق النار، او استجلاب عمال للعمل في الكيبوتسات أو.. وكأن إسرائيل جمعية خيرية توزع الحماية والمال على الناس، ويتناسون ان إسرائيل دولة لها مصالحها وهي تستعمل المشايخ والطوائف والقوميات من أجل تنفيذ مآربها، فهي تسعى لتقسيم سوريا وافتعال اقتتال طائفي، لأنها تريد ان تبقى سوريا، وفقاً لمفهومها الأمني، دولة ضعيفة لا تشكل خطراً على إسرائيل.
كلنا يذكر دويلة سعد حداد التي اقامتها إسرائيل في جنوب لبنان وكلنا يذكر استجلاب عمال من لبنان ليعملوا في إسرائيل، وللتذكير فقط عندما قرر باراك الانسحاب من لبنان لم يّبلغ جيش لحد بذلك، فبدأوا يتراكضون ليدخلوا إسرائيل قبل اغلاق بوابة فاطمة بين إسرائيل ولبنان، لأنهم يعرفون أنهم أصبحوا في العرف اللبناني خون، وفي العرف الإسرائيلي مرتزقة.
يا اخواني لو كان هذا الشيخ أو ذاك يقرر سياسة إسرائيل لكان استطاع الغاء قانون القومية الذي حولهم، وهم بالمقدمة، الى مواطنين من الدرجة الثانية، ولكان استطاع هذا الشيخ او ذاك الغاء قرار هدم بيت واحد لأحد الجنود الدروز الذين يخدمون بالجيش الإسرائيلي كما حصل في يركا مؤخراً، أو الغاء مشروع المراوح في الجولان الذي يصادر ألاف الدونمات من أراضينا، فكفوا عن هذا الهراء، ولا تحملوا هؤلاء المشايخ ما ليس بإمكانهم حمله، فإذا كانت مصلحة إسرائيل تقتضي فعل شيء فهي ستسعى لفعله وتدفع البعض بهذا الاتجاه وليس العكس.
وهناك من يظن للأسف، أن الأموال التي اقرتها حكومة اسرائيل لدعم المجالس المحلية الدرزية والشركسية تهدف لدعم دروز السويداء، وهذا محض هراء وكذب، ولتعلموا ان هذه الخطة سبقها العديد من الخطط التي لم يصل منها الا النذر اليسير، فهي وعود خلبية لأربع سنوات قادمة، ستتغير الحكومة قبل تنفيذها وتذهب هذه الأموال مع الحكومة ادراج الرياح، وما هذه السياسات الا مسكنات للدروز والشركس ليقنعوهم ان لهم مكانة خاصة، والحقيقة ان هذه الدولة هي دولة اليهود فقط ولن يتشاركوا بها مع أحد.
وهنا اريد أن أتوجه لبعض إخواننا في جبل العرب، واعتقد انهم قلة، مما انطلت عليهم هذه السياسات، وأقول لكم بكل صدق ومحبة، وأنا اعرف وضعكم الاقتصادي المزري واتفهم حاجاتكم ،ليكن جيش سعد حداد لكم عبرة، فلا تتعاملوا مع أي مشروع يأتيكم من الخارج، فلا تستمعوا الى ما ألفوا، ولا تصغوا الى ما زخرفوا، وعودوا الى صحائفكم وبيضوها بتجديد حسن الولاء الى تاريخكم المشرف، والذي كانت بوصلته دائما تتجه نحو دمشق، فأنتم ركيزة الوحدة السورية، والصخرة التي تكسرت عليها كل مشاريع التقسيم عبر التاريخ، وإن اختلفتم مع حكام دمشق، فلا بأس أن تناضلوا لبناء الدولة الديمقراطية المدنية مع كل شرائح الشعب السوري. ولكم بقائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش قدوة؛ عندما جاء اديب الشيشكلي ليعتقله فرفض رفع السلاح بوجه الجيش السوري، ولم يدع الى التقسيم، بل كانت ثقته كبيره بأن الشعب السوري سيسقط كل من يطغى ويتجبر وهذا ما حصل.