الثلاثاء, أبريل 29, 2025
18.4 C
Beirut

القلق على حياة الزعيم وليد جنبلاط وتهديدات فكرة “الدويلة الدرزية” في لبنان وسوريا!

نشرت في

أخباركم – أخبارنا/ مسعود محمد

في ذكرى استشهاد كمال جنبلاط: آل جنبلاط يستمرون في مواجهة المشاريع التقسيمية

تاريخ وليد جنبلاط مع المشاريع التوسعية

منذ بداية الحرب الأهلية اللبنانية في السبعينيات والثمانينيات، كان وليد جنبلاط شخصية محورية في صراع القوى السياسية والطائفية في لبنان. كان جنبلاط يشغل موقعًا قياديًا في صفوف الحركات الوطنية اللبنانية، وشدد دائمًا على تعزيز الوحدة الوطنية بين الطوائف اللبنانية المختلفة. كان أحد أبرز المواقف التي اتخذها هو معارضته الحازمة لما سمي باتفاق 17 أيار 1983، والذي كان ينص على تسوية بين لبنان وإسرائيل. اعتبر جنبلاط هذا الاتفاق خيانة للسيادة اللبنانية، وكان له دور كبير في إسقاطه، مما جعله محط إعجاب من قبل الكثيرين الذين اعتبروا موقفه في إطار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

وليد جنبلاط يواجه فكرة تقسيم لبنان وسوريا وإنشاء “الدويلة الدرزية”

في ظل التوترات الأمنية والسياسية المستمرة في لبنان وسوريا، يواجه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط تحديًا سياسيًا خطيرًا يتعلق بفكرة تقسيم البلدين وإنشاء “دويلة درزية” في المنطقة. هذه الفكرة لا تشكل تهديدًا للسيادة الوطنية للبنان وسوريا فقط، بل تضع مصير المنطقة بأسرها على المحك. يعتبرها البعض محاولة لتوفير حاجز حدودي جديد لحماية إسرائيل، بينما يرى آخرون أنها تهديد مباشر لوحدة البلدين واستقرار المنطقة.

خلفية فكرة “الدويلة الدرزية”

منذ سنوات، هناك تيار متنامي في لبنان وسوريا يرى في فكرة “الدويلة الدرزية” حلاً لحماية المصالح الطائفية في ظل الأزمات المتلاحقة، سواء على الصعيد الداخلي أو الإقليمي. هذا التيار يطرح أن إنشاء منطقة درزية مستقلة قد يكون الوسيلة الأفضل لضمان الأمن والوجود للأقلية الدرزية في لبنان وسوريا، خصوصًا في ظل الانقسامات الطائفية العميقة التي يعاني منها كلا البلدين.

في لبنان، تزداد هذه الفكرة طرحًا بين بعض القوى السياسية التي تعتقد أن هذه “الدويلة” يمكن أن تؤمن حاجزًا أمنيًا بين إسرائيل والمناطق المحيطة بها. وفي سوريا، يظهر تيار مشابه، خاصة في مناطق جنوب سوريا المحاذية لإسرائيل، حيث يراهن بعض المتطرفين على تعزيز الكيان الدرزي في هذه المنطقة لمواجهة الضغوط الداخلية والخارجية. وهذا يخلق تهديدًا حقيقيًا ليس فقط للدولة السورية، بل للبنان الذي يُعتبر الجبل الدرزي جزءًا أساسيًا من هويته الوطنية.

موقف وليد جنبلاط

وليد جنبلاط، الذي طالما عُرف بمواقفه الثابتة ضد أي محاولات لتقسيم لبنان، يرفض هذه الفكرة بشكل قاطع. جنبلاط يرى أن وحدة لبنان وسوريا لا يمكن التفريط بها تحت أي ظرف من الظروف. وهو يعتبر أن أي محاولة لإنشاء “دويلة درزية” هي بمثابة تهديد مباشر ليس فقط للسيادة اللبنانية والسورية، بل لاستقرار المنطقة بأسرها. وقد أدلى جنبلاط في عدة مناسبات بمواقف شديدة اللهجة ضد هذا التيار، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على وحدة لبنان وسوريا بوصفهما دولتين مرتبطتين تاريخيًا وثقافيًا.

التيار المؤيد لفكرة “الدويلة الدرزية”

رغم المعارضة الحازمة من جنبلاط، لا يزال هناك تيار يدعم فكرة تقسيم لبنان وسوريا إلى مناطق طائفية ومذهبية، ويعتقد أفراده أن هذا قد يكون الطريق الوحيد لضمان حقوق الأقليات وشكلت زيارة بعض المشايخ امس لاسرائيل انذاراً مبكراً بهذا الاطار. واصبح واضح انه في سوريا، بعض الشخصيات التي كانت مقربة من النظام السابق ترى أن الوضع المتأزم في البلاد يستدعي إعطاء بعض الطوائف امتيازات أمنية وجغرافية، وترى أن الدروز قد يكونون في وضع أفضل إذا تم إنشاء “دويلة” خاصة بهم في جنوب سوريا.

أما في لبنان، فهناك بعض القوى السياسية الدرزية الصغيرة، إضافة إلى قوى إقليمية ودولية، تروج لهذا الطرح تحت ذريعة تأمين الحماية للأقليات في لبنان والجنوب السوري. هؤلاء يرون أن فكرة “الدويلة” قد تضمن الأمان للطائفة الدرزية في وجه التحديات الإقليمية والدولية.

التحديات الناجمة عن هذه الفكرة

إن فكرة تقسيم لبنان وسوريا وقيام “دويلة درزية” تطرح العديد من التحديات. أولاً، فإنها قد تفتح الباب لتقسيمات أخرى على أسس طائفية، مما يهدد بتفكيك المنطقة بأسرها. ثانيًا، فإن تعزيز أي كيان درزي مستقل في سوريا ولبنان قد يتسبب في تفاقم الصراع بين مختلف الطوائف اللبنانية والسورية ويزيد من تدخل القوى الإقليمية والدولية.

جنبلاط، بحكم موقعه القيادي في الطائفة الدرزية اللبنانية، يعد من أبرز المدافعين عن وحدة لبنان وسوريا. ومن خلال مواقفه الرافضة لفكرة “الدويلة الدرزية”، يعزز جنبلاط رسالة الوحدة الوطنية اللبنانية والسورية في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تمر بها المنطقة.

رغم الضغوطات والتحديات الكبيرة التي تواجهها لبنان وسوريا في ظل الأزمات الإقليمية المستمرة، فإن موقف وليد جنبلاط الرافض لفكرة تقسيم البلدين وقيام “الدويلة الدرزية” يعكس التزامه الراسخ بوحدة الأرض والشعب. هذه الفكرة تهدد ليس فقط وحدة لبنان وسوريا، بل أيضًا استقرار المنطقة ككل، وهي بحاجة إلى رفض قاطع من جميع القوى الوطنية لضمان استمرار العيش المشترك بين مختلف الطوائف والمذاهب في لبنان وسوريا.

هل يستطيع جنبلاط مواجهة هذا التحدي؟

من غير المستغرب أن يتعرض جنبلاط لمثل هذه التهديدات في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ لبنان. فجنبلاط ليس فقط زعيمًا درزيًا، بل هو أيضًا أحد أبرز الشخصيات السياسية اللبنانية التي تمثل قيمة كبيرة في الحفاظ على وحدة لبنان. وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها، يتمسك جنبلاط دائمًا بمواقفه التي تدعو إلى بناء لبنان قوي وموحد، بعيدًا عن المشاريع الطائفية أو التقسيمية.

إضافة إلى ذلك، فإن جنبلاط قد أظهر قدرة كبيرة على التكيف مع التحولات السياسية الإقليمية والدولية، وتمكن من الحفاظ على تحالفات استراتيجية مع مختلف الأطراف السياسية اللبنانية. من غير المرجح أن يتراجع جنبلاط عن مواقفه الثابتة في مواجهة أي محاولة لتفكيك لبنان أو تقسيمه. ومع ذلك، فإن الأوضاع الأمنية والسياسية المعقدة في المنطقة تجعل التحديات التي يواجهها أكبر من أي وقت مضى.

يظل وليد جنبلاط رمزًا للوحدة اللبنانية، ورغم التهديدات التي يواجهها من داخل لبنان وخارجه، يظل يتمسك بمواقفه التي تدعو إلى الحفاظ على وحدة الدولة ومؤسساتها. إن أي محاولة لإحياء فكرة “الدويلة الدرزية” لن تكون إلا تهديدًا لمستقبل لبنان وأمنه، وسيستمر جنبلاط في مقاومتها بكل ما أوتي من قوة، مدافعًا عن مبادئ السيادة الوطنية والاستقلال.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

هدوء حذر في جرمانا بعد اشتباكات دامية على خلفية إساءة دينية وتحركات لاحتواء الأزمة

أخباركم - أخبارناهدأت الاشتباكات التي اندلعت في جرمانا على خلفية تسجيل صوتي يسيء للرسول،...

خاص:”أورتاغوس” تؤكد دعمها للرئيس عون والجيش اللبناني وستبلغ الرئيس نيتها لتمديد فترة السماح .. والرئيس بري داعم ومتفهم .. زيارة جيفرز مقدمة لزيارة أورتاغوس...

أخباركم - أخبارنا/ تقرير لبنان الميداني ما زالت اثار وتداعيات الغارة العدوانية الاسرائيلية على الضاحية...

أسود يُحاول فرض سيطرته على جزين مجددًا.. وذكريات الماضي تفضح مخططه

أخباركم - أخبارنا ينشغل الجزينيون بالتحضير للانتخابات البلدية والاختيارية المقررة في الرابع والعشرين من...

رويترز عن مصادر أمنية سورية: ارتفاع حصيلة اشتباكات منطقة جرمانا إلى 12 قتيلاً!

أخباركم - أخبارنا ذكرت وكالة رويترز نقلاً عن مصادر أمنية سورية أن حصيلة الاشتباكات...

More like this

الضربة الجوية الاسرائيلية بلا قيمة عسكرية فما هي مقاصد تل أبيب السياسية من التصعيد؟

كتب ابراهيم بيرم لـ "أخباركم - اخبارنا"كانت الضربة الاسرائيلية الاخيرة على الضاحية الجنوبية الأكثر...

مسارات التطبيع في عنق الزجاجة الأميركي

أخباركم - أخبارنا / كتب د. وفيق ريحان: يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية تعاني منذ...

هياف ياسين ومقاربته للسنطور

هالة نهرا/ أخباركم - أخبارنا بين السنطور الفارسي والسنطور المشرقي العربي وفي العالم صلة...