أخباركم – أخبارنا/ تقرير سوريا

اتخذت قوات إدارة الأمن العام في مختلف ساحات العاصمة السورية دمشق، إجراءات أمنية، بالتزامن مع الاحتفالات التي جرت بذكرى الثورة السورية، التي تصادف اليوم، مع العلم أن السوريين يختلفون على تاريخ الاحتفال فهناك من يقول بأنها البداية كانت في 15 آذار حين خرجت مظاهرة بعدد محدود لخلاف بين شرطي مرور مع مواطن وانتهت بحسب بعضهم بهتاف “بالروح بالدم نفديك يا بشار”، بينما طالب آخرون باعتماد يوم 18 آذار يوما للاحتفال بذكرى الثورة، حين خرجت أول مظاهرة ضخمة في درعا احتجاجًا على اعتقال الأطفال الذين رسموا على جدران مدرستهم في منتصف شباط شعارات تطالب باسقاط النظام، وقد قامت باعتقالهم في 26 شباط وعذبتهم بشدة مما أثار غضب الأهالي، وطالب المتظاهرون بإطلاق سراحهم وإنهاء الفساد والقمع، حيث ردّت قوات الأمن عليهم بالعنف والدم، مما أدى إلى سقوط شهداء.
وبعدها بأيام قليلة اقتحمت قوات الأمن المسجد العمري، الذي كان ملجأً للمصابين والمتظاهرين، ثم اشتعلت الثورة في كل المناطق السورية مطالبة بالحرية والكرامة واسقاط النظام.
ومع الاحتفال بذكرى الثورة لا يخفي بعض الناشطين من تحول الاحتفالات الى تكريس للسلطة الجديدة ومن تجاهل المجازر الطائفية التي حصلت في الساحل السوري، ومن الاستئثار بالحكم ومن التمييو والتطرف وعدم قيام دولة المواطنة والمدنية والعدالة.

بيدرسون: لإنشاء حكومة انتقالية
أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، أن الوقت ذات مصداقية وإطار دستوري شامل في سوريا، محذراً من أن مناخ عدم الثقة والخوف يُعرض الانتقال السياسي بأكمله للخطر.
وقال في بيان له في الذكرة الـ14 للثورة السورية، إن “14 عاماً مروا منذ أن خرج السوريون إلى الشوارع في احتجاجاتٍ سلمية، مطالبين بالكرامة والحرية ومستقبل أفضل، وتردد صدى دعواتهم في جميع أنحاء البلاد، مما أثار حراكاً أعاد تشكيل تاريخ سوريا”.
وأضاف أن “ما بدأ كمطالبة بالإصلاح قوبل بوحشية هائلة، أسفرت عن أحد أكثر الصراعات رعباً في عصرنا، حيث كشف الصراع عن مدى عمق القسوة البشرية، ولا تزال العائلات تنعى فقدان أحبائها، ولا تزال المجتمعات ممزقة، ولا يزال الملايين مشردين من منازلهم، ويستمر الكثيرون في البحث عن المفقودين.
وشدد بيدرسون على أنه “يجب ألا تُنسى آلام وتضحيات الشعب السوري أبداً”، مشيراً إلى أنه “مع ذلك، يستمر صمود السوريين وسعيهم لتحقيق العدالة والكرامة والسلام، وهم يستحقون الآن انتقالاً سياسياً يليق بذلك، فبعد أكثر من ثلاثة أشهر على سقوط نظام الأسد، تقف سوريا الآن في لحظة محورية”.

ماذا عن الوضع الميداني؟
ميدانيا، تمكن الأمن العام السوري من إحباط هجوم لفلول النظام الأسدي المخلوع في مدينة بانياس بريف طرطوس، الليلة الماضية.
وأفيد أن القوى الأمنية المتمركزة قرب دوار المحكمة في مدينة بانياس تصدت لهجوم شنّه عناصر “الفلول” مستهدفين نقطة أمنية بالقنابل والأسلحة الخفيفة.
وذكر مصدر أمني قوله إن عنصرين من فلول النظام المخلوع، كانا يستقلان دراجة نارية، اشتبكا مع عناصر الأمن العام بالقنابل والأسلحة الخفيفة، مضيفاً أن القوى الأمنية لاحقت العنصرين واشتبكت معهما، ما أدى إلى مقتل أحدهما وإلقاء القبض على الآخر.
من جهة ثانية، وثق الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، منذ 27 تشرين الثاني الماضي وحتى 14 آذار الجاري، مقتل 80 مدنياً، بينهم 18 طفلاً و4 نساء، إضافةً إلى إصابة 116 آخرين، بينهم 43 طفلاً، بجروح بعضها خطيرة، نتيجة انفجارات ناجمة عن الذخائر غير المنفجرة والألغام المنتشرة في مختلف المناطق.

زيارة الشيباني للعراق
قال وزير الخارجية السيد أسعد الشيباني في مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي فؤاد حسين خلال زيارته إلى بغداد امس: إن مصائرنا مشتركة وإن البلدين يجب أن يقفا ضد التهديدات وضد التدخلات الخارجية التي يتعرضان لها كما أننا مستعدون للتعاون مع العراق في محاربة داعش فأمن سوريا من أمن العراق.
وقال إننا شعب واحد وجزء من الأمة العربية ويجب أن نواصل تعزيز علاقاتنا ليس كحكومات فحسب بل كشعوب لتحقيق مستقبل أفضل”، مشيرا إلى أن “الطريق لن يكون سهلاً لكننا واثقون أن دمشق وبغداد ستخرجان من هذه المرحلة أقوى مما مضى”.
من جانبه قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أكد “على احترام علاقات حسن الجوار وعدم التدخل بشؤون الدول والتجربة العراقية قد تفيد السوريين في مواجهة التحديات الأمنية”.
وثمن تشكيل لجنة التحقيق بشأن أحداث الساحل السوري ونتمنى أن تخرج بنتائج تخدم السلم والاستقرار.

دي فاسن: سنعمل على حماية الأقليات
أكد نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، أن واشنطن لن ترسل قوات أميركية إلى سوريا لكنها ستعمل على “حماية الأقليات” بالوسائل الدبلوماسية.
وقال فانس في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” مساء أمس الجمعة، إن بلاده “لن تنشر قوات أمريكية في سوريا، ولكنها تملك الكثير مما يمكنها فعله دبلوماسياً واقتصادياً لحماية الأقليات هناك”. ورأى أنه على الإدارة الأميركية أن “تتذكر مع من تتعامل في سوريا، وعليها ضمان حماية هذه المجتمعات التاريخية”.
وأوضح أن واشنطن تتحدث مع حلفائها وتعمل بعيداً عن الإعلام، من أجل تشجيع الإدارة السورية، التي وصفها بـ “المتشددة” على “حماية الأقليات المسيحية والدرزية وغيرها”.

فيدان يدعو لأقصاء عناصر الإرهاب
من جهته، طالب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بإقصاء كافة العناصر المسلحة المتورطة في أنشطة إرهابية من الصراع في سوريا لضمان عودة السكان إلى حياتهم الطبيعية.
وقال فيدان في مقابلة تلفزيونية أمس الجمعة، إن سوريا “عانت كثيراً، ومن غير المقبول أن تظل البنادق تريق الدماء على الجانب الآخر من حدودنا، بينما يعيش الجميع بالسعادة والرخاء في المنطقة والعالم”، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.

ورداً على سؤال بخصوص مطالب الحكم الذاتي التي يرفعها تنظيم “بي كي كي/واي بي جي”، نفى فيدان أي احتمال لتقديم تنازلات في سوريا تخص الحكم الذاتي أو “الإدارة الذاتية”.
وتحدث فيدان عن الاتفاق الأخير بين الرئيس السوري أحمد الشرع وفرهاد عبدي شاهين (مظلوم عبدي)، قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، قائلاً إن هذا الاتفاق “يمثل فرصة تاريخية للإدارة الجديدة في سوريا كي تمنح حقوقا متساوية للأكراد وترفع عنهم الاضطهاد والظلم التاريخي الذي تعرضوا له”.

عبد العاطي
في القاهرة، قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن القاهرة توظف اتصالاتها مع الأشقاء في سوريا من مختلف المشارب والاتجاهات، وأيضاً السلطة السورية الانتقالية الموجودة حالياً، وتقدم النصح بضرورة عدم الإقصاء، وضرورة توفير الضمانات والحماية لكل الأقليات، ولكل المجموعات العرقية والإثنية والدينية الموجودة هناك.
وشدد على أن “قضية الأمن والاستقرار مهمة جداً، ولا بد من التعامل مع قضية المقاتلين الأجانب، وهي قضية مهمة للغاية، وأن يتم التأكيد على الدولة وطنية، وألا تكون سوريا قاعدة لتهديد أي من جيرانها أو أي من الأطراف الإقليمية”.

الجيش الأميركي يعمل خلف الكواليس
إلى ذلك، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن ضباط أميركيين، بأن الجيش الأميركي يؤدي دوراً دبلوماسياً مهماً خلف الكواليس في سوريا، من خلال التوسط في محادثات بين الحكومة السورية والمقاتلين الأكراد، بهدف تحقيق الاستقرار ومنع تجدد الصراع الأهلي.
ووفقاً للمصادر، فإن الوساطة الأميركية تهدف أيضاً إلى ترسيخ دور واشنطن في رسم مستقبل سوريا، حيث شجعت الولايات المتحدة فصائل من الجيش السوري الحر على التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية الجديدة.
وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن التهديد بانسحاب القوات الأميركية من سوريا مارس ضغطاً على “قوات سوريا الديموقراطية”، مما دفعها إلى التعامل بجدية أكبر في محادثاتها مع دمشق، وأدى إلى جعل الاتفاق بين الأكراد والحكومة السورية أكثر إلحاحًا.

إلى ذلك، أكد مسؤول عسكري أميركي أن المسؤولين السوريين أبدوا تجاوباً وتعاوناً مع الوساطة الأميركية، مشيراً إلى أن خطوة وزارة الدفاع السورية ساهمت في تجنب ضربة عسكرية لوقع صواريخ مهجورة تعود لجماعة مرتبطة بإيران، كان من الممكن أن تؤدي إلى أضرار جانبية كبيرة.

“بيلد”: ألمانيا تبحث في إعادة اللاجئين
من جهتها، قالت صحيفة “بيلد” الألمانية أن وزيرة الداخلية الاتحادية، نانسي فيزر (من الحزب الاشتراكي الديمقراطي)، تسعى لإبرام اتفاق مع الرئيس أحمد الشرع بشأن عودة آلاف السوريين، مشيرةً إلى أن الحكومة تخطط لزيارة بالغة الحساسية إلى دمشق.
وأكد متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية، في رد على استفسار الصحيفة، أن الوزارة على اتصال بالحكومة الانتقالية السورية، وذلك لمناقشة قضايا تتعلق بعودة اللاجئين السوريين في ألمانيا. ومع ذلك، رفض الكشف عن خطط سفر محددة.
وتقول الصحيفة في تقريرها إن المفاوضات تتعلق بشكل أساسي بـ 974 ألف مواطن سوري يعيشون في ألمانيا، ومن المتوقع أن تؤثر عملية العودة الواسعة هذه بشكل ملموس على صناديق الرعاية الاجتماعية في البلاد، حيث يتلقى 512 ألف سوري إعانات اجتماعية بقيمة إجمالية تصل إلى نحو أربعة مليارات يورو سنوياً، أي بمتوسط 664 يورو شهرياً لكل مستفيد.