كتب حلمي موسى من غزة يسعد صباحكم ورمضان كريم وأمل لا يتزعزع بقرب الفرج وزوال الاحتلال.
من ناحية ظاهرية الامور هادئة رغم كل ما يجري من قتل وتدمير وحصار. من ناحية جوهرية المخاطر لا تزال قائمة والتهديدات باستئناف الحرب متواصلة والوضع غير مطمئن البتة ولا يبدو ان الاتصالات الجارية تحقق تقدما. اميركا من جانبها تطلق رسائل متناقضة في اتجاهات مختلفة ومع ذلك واضح انحيازها للمحتل وأنها احيانا تأخذ مكانه. والمقترح الاخير الذي قبلته حماس بشأن الاسرى الامريكيين صار غير مقبول رغم انه كان اميركيا.
ونشرت يديعوت بقلم مراسلها السياسي ايتمار آيخنر انه بعد ساعات من إعلان حركة حماس موافقتها على إطلاق سراح عيدان ألكسندر وأربعة رهائن آخرين يحملون الجنسية المزدوجة، ويرجح أنهم أميركيون، أعلنت الحركة بعد ظهر امس (الجمعة) أن وفدا عنها يتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة لبحث الصفقة والمحادثات الخاصة باستمرار وقف إطلاق النار. وفي إسرائيل، نتذكر أنهم قالوا إن إعلان حماس كان تلاعباً رخيصاً ــ وأوضح مكتب نتنياهو أن حماس ترفض مخطط ويتكوف ــ ولم تتحرك قيد أنملة.
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية الصادرة في لندن، عصر اليوم، نقلاً عن مصادر مطلعة على المفاوضات، أن إعلان حماس هو “موافقة مبدئية” تنتظر مناقشتها من “جميع الأطراف” المشاركة في المفاوضات. وذكرت الصحيفة أن قيادة حماس أجرت مناقشات مع الفصائل الفلسطينية الأخرى حول الاقتراح – وهو في الواقع الاقتراح الذي قدمه آدم بولر، الذي تمت إقالته من منصبه في إدارة ترامب بعد المحادثات المباشرة التي أجراها مع حماس و”الموجة” من المقابلات التي أجراها.
وقالت مصادر إسرائيلية اليوم إن هذا الاقتراح تم إسقاطه – ويبدو أن هذه مجرد مناورة من جانب حماس لتجنب الظهور بمظهر الرافض. وبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، تعرضت حماس لضغوط لتوضيح موقفها بشأن استمرار الصفقة مع نهاية اليوم.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مساء امس إن إدارة ترامب “تهتم بجميع الرهائن”، وذلك عندما سئل عن الاقتراح. هذه اقتراحات سخيفة. 400 سجين مقابل ثلاثة. إنه أمرٌ جنوني. اختطفوا أطفالًا ورضعًا وزجّوهم في أنفاق. نتصرف وكأن هذه عمليات تبادل عادية. علينا جميعًا أن نتفق على أن ما فعلته حماس سخيف ومقزز ومثير للاشمئزاز. وما كان ينبغي أن يحدث. هذه ليست مفاوضات عادية. “هؤلاء أشخاص سيئون – نريد إخراج جميع الرهائن.”
ومن وجهة النظر الإسرائيلية، تجدر الإشارة إلى أن هذا الاقتراح لا مجال للنقاش فيه ــ حيث جرت مناقشة عدة خطوط عريضة في الدوحة في الأيام الأخيرة ــ ولكن الأبرز بينها هو مخطط ويتكوف ــ أو على الأقل خمسة رهائن أحياء أو حتى أكثر ــ إلى جانب الرهائن القتلى. ولم تحدد حماس في بيانها الشروط التي تطالب بها لإطلاق سراح عيدان ألكسندر والرهائن الأربعة القتلى.
صرح مسؤول كبير في حماس لقناة الميادين ظهر امس أن المقابل هو “أسرى فلسطينيون – وبدء مفاوضات المرحلة الثانية”. وأفادت مصادر في حماس لـ “الشرق الأوسط” أن المقترح الذي قدمه التنظيم يتضمن أيضًا تمديد وقف إطلاق النار لنحو 50 يومًا، وفتح المعابر لإدخال المساعدات، والتزامًا إسرائيليًا بتطبيق البروتوكول الإنساني كاملًا – بما في ذلك إدخال الخيام والكرفانات والمعدات الثقيلة.
وزعمت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن هذا كان رداً «واضحاً وصادقاً» على ما قدمه لها الوسطاء الذين عملوا على تقريب وجهات النظر بين حماس والمسؤولين الأميركيين في إدارة ترامب، بحسب المصادر. ويزعمون أن الوسطاء كثفوا اتصالاتهم في الأيام الأخيرة للتوصل إلى حلول خلاقة لتمديد وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح.
من جهة أخرى، قال مسؤول إسرائيلي كبير بعد ظهر اليوم إن “عرض حماس المزعوم بالإفراج عن رهائن يحملون الجنسية الأمريكية يهدف إلى تخريب المفاوضات وهو مجرد تلاعب. لم تغير حماس موقفها على الإطلاق، على الرغم من جهود الأمريكيين والوسطاء، وعلى الرغم من استعدادنا للمرونة”.
الطلب الإسرائيلي
واقترح ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع الوسطاء، خطة تتضمن بشكل أساسي إطلاق سراح ما بين ثلاثة إلى خمسة رهائن أحياء وعدد من الرهائن القتلى، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 50 يوما. خلال هذه الأيام الخمسين، ستستمر المفاوضات لمواصلة الصفقة.
وفي تل ابيب قدموا اقتراحا مضادا وطلبوا زيادة عدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم بالإضافة إلى عدد قليل من الجثامين. في هذه الأثناء، يصر الأميركيون على أن يكون عيدان ألكسندر أحد المختطفين الذين سيتم إطلاق سراحهم.
ومساء امس قال ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، إن حماس تُقدم مطالب “غير عملية” بطرق سرية، بعد إعلانها استعدادها للإفراج عن الرهينة عيدان ألكسندر وأربعة رهائن آخرين قُتلوا معه. وأضاف: “حماس تُراهن رهانًا خاسرًا باعتقادها أن الوقت في صالحها”. هذا ليس هو الحال. وحذر المبعوث من أن “حماس تدرك جيدا الموعد النهائي، ويجب أن تعلم أننا سنرد وفقا لذلك إذا انقضى الموعد النهائي”.
بدأ ويتكوف بيانه بالقول إن “الرئيس ترامب أوضح أن حماس ستفرج عن الرهائن فورًا – أو ستدفع ثمنًا باهظًا”، ثم أوضح أنه قدم يوم الأربعاء الماضي في الدوحة مقترح “وساطة” لتمديد وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح – لإتاحة الوقت للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار. “وفقًا لمقترح الوساطة، ستفرج حماس عن رهائن أحياء مقابل إطلاق سراح أسرى وفقًا للصيغ السابقة. وجاء في البيان “سيتم تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار للسماح باستئناف المساعدات الإنسانية الكبيرة، وستعمل الولايات المتحدة على التوصل إلى حل مستقر للصراع المستمر خلال فترة وقف إطلاق النار الممتدة”.
من خلال شركائنا القطريين والمصريين، أُبلغت حماس بوضوح تام بضرورة تنفيذ الوساطة بسرعة، والإفراج الفوري عن المواطن الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر. وللأسف، اختارت حماس الرد بإعلان المرونة علنًا، بينما تقدم سرًا مطالب مستحيلة تمامًا دون وقف إطلاق نار دائم.
اما موقع والا فقد
نشر عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “العرض المزعوم” الذي قدمته حماس لإطلاق سراح رهائن يحملون الجنسية الأميركية كان يهدف إلى تخريب المفاوضات. “حماس لم تغير موقفها قيد أنملة”. ومن المقرر أن يعقد نتنياهو اجتماعا مع الفريق الوزاري يوم السبت لتلقي تقرير من فريق المفاوضات واتخاذ القرار بشأن الخطوات التالية.
أعلن مسؤول إسرائيلي أن فريق التفاوض الإسرائيلي سيعود من الدوحة ليلة أمس (الجمعة)، بعد خمسة أيام من المحادثات في قطر. إلا أن حماس أعلنت لاحقًا أن وفد مفاوضات وقف إطلاق النار، برئاسة القيادي في حماس في غزة، خليل الحية، في طريقه إلى القاهرة “للاجتماع مع كبار المسؤولين المصريين ومتابعة تطورات المفاوضات واتفاق وقف إطلاق النار”.
ويشير إعلان حماس إلى أن المنظمة وافقت على العرض الذي تلقاه مبعوث الرئيس ترامب لشؤون الأسرى، آدم بولر، خلال المفاوضات المباشرة التي جرت في الدوحة الأسبوع الماضي. ولم يكن هذا الاقتراح مقبولا بالنسبة لإسرائيل. لكن الاقتراح الذي نقله مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف إلى حماس يوم الأربعاء، والذي قبلته إسرائيل، تحدث عن إطلاق سراح خمسة رهائن أحياء على الأقل ونحو تسعة رهائن قتلى.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في مؤتمر صحافي في كندا إن إدارة ترامب مهتمة بجميع الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وقال ردا على سؤال حول إعلان حماس بشأن الرهائن الأميركيين: “يجب إطلاق سراح الجميع”.
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه سيجري امس الساعة الثانية ظهرا، جلسة نقاش حول قضية المختطفين. وهذا هو النقاش الذي كان مقررا أمس، قبل إعلان حماس. في هذه الأثناء، أعلن مكتب نتنياهو أن “رئيس الوزراء سيعقد اجتماعا مع الفريق الوزاري مساء السبت لتلقي تقرير مفصل من فريق المفاوضات واتخاذ القرار بشأن الخطوات التالية لإطلاق سراح المختطفين”.
وجاء في بيان المكتب أيضًا أنه “بينما قبلت إسرائيل مخطط ويتكوف، فإن حماس متمسكة برفضها ولم تتحرك قيد أنملة. وفي الوقت نفسه، تواصل الانخراط في التلاعب والحرب النفسية”. وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن فريق التفاوض الإسرائيلي سيعود من الدوحة الليلة، بعد خمسة أيام من المحادثات في قطر. وقال إن “العرض المزعوم” الذي قدمته حماس لإطلاق سراح رهائن يحملون الجنسية الأميركية كان يهدف إلى تخريب المفاوضات. ولم تغير حماس موقفها قيد أنملة، رغم جهود الأميركيين والوسطاء، ورغم استعداد إسرائيل للمرونة.
إضافةً إلى ذلك، سيُجري نتنياهو غدًا نقاشًا أمنيًا مع وزير الدفاع، إسرائيل كاتس، ومسؤولي المؤسسة الدفاعية. يهدف هذا إلى فهم معنى الاتفاق وتداعياته، ورفض “التغلب” على المطالب الإسرائيلية الجديدة أو التنازل عنها، نظرًا لعدم استيفاء المقترح “لمفاتيح” المرحلة (أ). وسيُطلب من مسؤولي المؤسسة الدفاعية توضيح سيناريوهات احتمال الرفض، وانهيار وقف إطلاق النار، والعودة إلى القتال، وردّ جيش الدفاع الإسرائيلي. وفي هذه المرحلة، يقول مسؤولون في جيش الدفاع الإسرائيلي إنه من الصواب استنفاد عملية التفاوض وإعادة أكبر عدد ممكن من الرهائن أحياء.
