في تصعيد جديد للأزمة اليمنية، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، وذلك ردًا على هجماتهم المتكررة على الملاحة في البحر الأحمر. تُعد هذه العملية الأكبر من نوعها منذ تولي ترامب منصبه، وتهدف إلى حماية حرية الملاحة الدولية وردع التهديدات الإيرانية في المنطقة.
تفاصيل العملية العسكرية
بدأت القوات الأمريكية، مساء السبت، بتنفيذ ضربات جوية مكثفة استهدفت مواقع استراتيجية للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى. شملت الأهداف أنظمة الرادار، مواقع الدفاع الجوي، ومنصات إطلاق الطائرات بدون طيار. أسفرت هذه الهجمات عن مقتل 19 شخصًا، بينهم 13 مدنيًا، وإصابة آخرين، وفقًا لتقارير محلية.
أفاد مسؤولون أمريكيون أن هذه الضربات ليست عملية منفردة، بل تمثل بداية لحملة عسكرية قد تستمر لأيام أو أسابيع، بهدف تقويض القدرات العسكرية للحوثيين وضمان أمن الملاحة في المنطقة.
تصريحات الرئيس ترامب
في بيان رسمي، أكد الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة لن تتهاون مع الهجمات التي تستهدف سفنها وطائراتها، مشيرًا إلى أن الحوثيين شنوا حملة مستمرة من “القرصنة والعنف والإرهاب” ضد الأصول الأمريكية والدولية. وأضاف أن القوات الأمريكية ستستخدم “قوة قاتلة ساحقة” لتحقيق أهدافها وحماية حرية الملاحة.
كما وجه ترامب تحذيرًا شديد اللهجة إلى إيران، داعيًا إياها إلى وقف دعمها للحوثيين فورًا، ومؤكدًا أن الولايات المتحدة ستحملها المسؤولية الكاملة عن أي تهديدات لأمنها أو أمن حلفائها.
ردود فعل الحوثيين
من جانبهم، أدان الحوثيون الغارات الأمريكية، واصفين إياها بـ”جريمة حرب مكتملة الأركان”. وأكدوا أن هذه الهجمات لن تثنيهم عن مواصلة دعمهم للقضية الفلسطينية ومقاومة ما وصفوه بـ”العدوان الأمريكي والإسرائيلي”. كما توعدوا بالرد على هذه الضربات، مشيرين إلى أن “العدوان الأمريكي على اليمن تصعيد إجرامي لن يكسر عزيمة الشعب اليمني وسيزيده إصرارًا على دعم غزة والمقاومة”.
التحليلات والتوقعات
يرى محللون أن هذه العملية العسكرية تمثل رسالة واضحة لإيران ووكلائها في المنطقة بأن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي تهديد لأمنها أو أمن حلفائها. كما أنها تهدف إلى إعادة تأكيد حرية الملاحة في الممرات المائية الحيوية، والتي تعرضت لتهديدات متكررة من قبل الحوثيين في الفترة الأخيرة.
ومع ذلك، يُخشى أن تؤدي هذه الضربات إلى تصعيد أكبر في المنطقة، خاصة في ظل تهديد الحوثيين بالرد واستمرار التوترات بين الولايات المتحدة وإيران. يبقى المجتمع الدولي مترقبًا لتطورات الأوضاع، وسط دعوات لضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات لحل الأزمة اليمنية سلميًا.