أخباركم – أخبارنا/ مسعود محمد
في كل عام، في مثل هذا الوقت، يحيي اللبنانيون ذكرى اغتيال المعلم كمال جنبلاط، الزعيم الوطني والمفكر التقدمي، الذي ترك إرثًا كبيرًا في تاريخ لبنان والمنطقة. وفي هذا اليوم، يذهب اللبنانيون إلى المختارة، معقل آل جنبلاط، ليقفوا إجلالًا وتقديرًا لحياة كمال جنبلاط ومسيرته النضالية التي كانت مليئة بالعطاء والتضحيات من أجل لبنان الحر المستقل. إن ذكرى غيابه ليست مجرد مناسبة حزينة، بل هي لحظة تتجدد فيها القيم والمبادئ التي نادى بها المعلم الراحل، مثل الحرية، العدالة الاجتماعية، ومكافحة الطائفية. وبينما تتناثر الورود على قبره في المختارة، تظل كلماته ومواقفه حيّة في الذاكرة الوطنية، ويظل اللبنانيون، بشتى أطيافهم، يتذكرون كيف كان كمال جنبلاط رمزًا للوحدة والتضحية من أجل وطنهم.
في كل عام، في 16 آذار، تعود ذكرى اغتيال كمال جنبلاط، الزعيم اللبناني والمفكر التقدمي، لتعيد إلى الأذهان مسيرته النضالية وأفكاره التي شكلت علامة فارقة في تاريخ لبنان والمنطقة. وبينما يُستذكر بكلماته ومواقفه، يحرص نجله وليد جنبلاط على إحياء هذه الذكرى بمواقف تعكس الإرث السياسي والفكري الذي خلفه والده، إضافة إلى مقارنات بين رؤيته والواقع اللبناني الراهن. واليوم من جديد يواجه وليد جنبلاط مخطط اخراج الطائفة من مسارها العروبي التاريخي بموقف ثابت ليلبي الجبل كله نداء الوليد لا بل لبنان كله لتبقى المختارة رمزا لوحدة لبنان.
كمال جنبلاط: كلمات لا تموت
كان كمال جنبلاط رجل فكرٍ قبل أن يكون رجل سياسة، فكتب كثيرًا عن الحرية، العدالة، والمجتمع، وكانت له كلمات خالدة تعبر عن رؤيته للعالم، نضاله، وموقفه من القضايا الكبرى.
عن الحرية والكرامة: • “لا معنى للحياة من دون حرية، ولا كرامة للإنسان من دون قرار مستقل.” • “أنا أؤمن بالحرية إيمانًا مطلقًا، ولا أتصور الحياة من دونها.” • “السياسة الحقيقية هي فن خدمة الشعوب، لا استغلالها ونهب ثرواتها.”
عن العدالة الاجتماعية والمساواة: • “إن لم يكن الإنسان ملتزمًا بقضايا شعبه، فما معنى وجوده في العمل السياسي؟” • “لا إصلاح حقيقي من دون تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين.”
عن النضال والتغيير: • “الثورة الحقيقية تبدأ في العقل والقلب قبل أن تنزل إلى الشارع.” • “التغيير لا يأتي من الانتظار، بل من العمل والنضال المستمر.”
عن العروبة والقضية الفلسطينية: • “إنني عربي الهوى والهوية، لكنني أرفض الطغيان والظلم أينما كان.” • “القضية الفلسطينية ليست قضية شعب واحد، بل قضية كل أحرار العالم.”
وليد جنبلاط في ذكرى رحيل كمال جنبلاط: بين الوفاء والمراجعة
على مدى سنوات، استذكر وليد جنبلاط والده بكلمات حملت معاني الوفاء لمسيرته، ولكنها في الوقت ذاته كانت محطات نقد وتأمل في الوضع اللبناني الذي لم يكن دائمًا على قدر تطلعات كمال جنبلاط. وفيما يلي أبرز كلماته في ذكرى اغتيال والده:
عن كمال جنبلاط وإرثه السياسي والفكري: 1. في ذكرى 16 آذار 2011: • “كمال جنبلاط كان رجل فكر ورجل قضية، استشهد من أجل مبادئه، ونحن نحاول أن نحافظ على هذا الإرث رغم التحديات.” 2. في ذكرى 16 آذار 2015: • “لم يكن كمال جنبلاط زعيمًا تقليديًا، بل كان ثائرًا حقيقيًا على الظلم والطائفية والفساد، وكان يسعى إلى بناء لبنان آخر، لبنان الحرية والعدالة والمساواة.” • “الاغتيال لم يكن فقط استهدافًا لشخص كمال جنبلاط، بل كان استهدافًا لمشروعه الوطني والعربي والإنساني.” 3. في ذكرى 16 آذار 2018: • “بعد 41 عامًا على استشهاده، لا تزال أفكار كمال جنبلاط حية، لأنها أفكار تتجاوز الزمان والمكان. العدل، الحرية، المساواة، هذه كانت قضاياه وستبقى قضايانا.” 4. في ذكرى 16 آذار 2020: • “ربما لو كان كمال جنبلاط بيننا اليوم، لكان أول من يثور على هذا النظام الطائفي والاقتصاد الريعي، لكنه كان أيضًا سيحذرنا من السقوط في الفوضى.” 5. في ذكرى 16 آذار 2023: • “كلما تأملت في حال لبنان، أعود إلى كمال جنبلاط، إلى رؤيته عن الإصلاح الحقيقي، عن بناء الدولة الحديثة، عن رفض الطائفية والفساد.” • “نحن في حاجة إلى فكر كمال جنبلاط اليوم أكثر من أي وقت مضى.”
عن الأوضاع اللبنانية ومقارنة بين الماضي والحاضر: • “لبنان الذي حلم به كمال جنبلاط لا يزال بعيدًا، لأننا لا نزال عالقين في الطائفية والزبائنية السياسية.” • “كمال جنبلاط كان يرى أن التغيير يبدأ من الفرد، من الوعي، من الفكر الحر، وليس فقط من السياسة.” • “اليوم، في ذكرى استشهاده، أتساءل: هل بقينا أوفياء لنضاله؟ هل حققنا شيئًا من أحلامه؟ أم أننا لا نزال ندور في الدائرة نفسها؟”
عن العلاقة بالعدالة ومفهوم الاستشهاد: • “لن تتحقق العدالة لكمال جنبلاط إلا بعد أن تتحقق العدالة لهذا الوطن، وطن القانون والمؤسسات.” • “كمال جنبلاط استشهد لأنه أراد لبنانًا مختلفًا، واغتياله كان رسالة لكل من يحاول كسر القيود وإطلاق مشروع تحرري.”
تيمور جنبلاط عن الكمال
في لحظة القبض على قاتل كمال كتب تيمور جنبلاط عبر تويتر “انتصرت دماء كمال جنبلاط على قاتله ولو بعد حين.. وانتصرت عدالة التاريخ على رصاص الغدر”
في الذكرى الـ ٤٥ لاغتيال المعلم قال تيمور جنبلاط عنه: رغم كل ألقابه، المعلم، البيك، الرفيق كان كمال جنبلاط أولاً إنسانياً.
بين الماضي والحاضر: هل تحقق حلم كمال جنبلاط؟
على الرغم من مرور أكثر من أربعة عقود على اغتيال كمال جنبلاط، لا تزال أفكاره تُستحضر في الخطاب السياسي اللبناني. فبينما حلم بدولة حديثة خالية من الطائفية والفساد، لا يزال لبنان غارقًا في أزماته السياسية والاقتصادية، ما يدفع بالكثيرين إلى التساؤل: هل كان اغتياله هو نهاية مشروعه، أم أن فكره لا يزال يشكل قاعدة للنضال المستمر؟
وفي كل مرة يحيي وليد جنبلاط هذه الذكرى، يبدو وكأنه يخوض مراجعة داخلية، بين ما حاول أن يحافظ عليه من إرث والده، وبين ما فرضته عليه التحولات السياسية في لبنان والمنطقة. لكنه في النهاية، يظل مؤمنًا بأن فكر كمال جنبلاط لا يزال حيًا، لأنه لم يكن مجرد زعيم سياسي، بل كان مشروعًا فكريًا وإنسانيًا يتجاوز الزمن.