أخباركم – أخبارنا
كتب حنا صالح في صبيحة اليوم ال1979 على بدء ثورة الكرامة
يتنامى القلق من الجنوب إلى الشمال الشرقي، وتتسع المخاوف من إمكانية أي إنزلاقٍ أمني واسع. غارات العدو الإسرائيلي والإغتيالات في وتيرة متزايدة. وصراع عصابات التهريب في المنطقة الحدودية المحاذية للهرمل حمل مؤشرات سلبية جداً ومن شأنها أن تتفاقم، ما لم يتم إقفال الممرات الحدودية غير الشرعية نهائياً حماية للمواطنين ولتأسيس علاقات ندية بين البلدين. هنا يجدر التنبه إلى تداعيات الأداء الخطير لحزب الله الذي كما يبدو ما زال يقدم التوجيهات الآتية من طهران على المصالح الوطنية ومصالح الناس وبيئته كذلك(..)، وإستطراداً إن بقاء الحدود المفتوحة جنوبأ وشرقاً وشمالا يحمل كل يوم الكثير من المخاطر على المرحلة الجديدة التي يمر بها لبنان.
هم الجنوب تقدم ماعداه، وبدأ أهل القرار يتوجسون من الموقف الأميركي المماليء للسلبطة الإسرائيلية، حيث تتسع وتيرة الغارات والإختراقات على أنواعها من تخل بري إلى تدمير بيوت جاهزة تستخدم لتسيير بعض الخدمات، ثم الإغتيالات التي يدعي العدو أنه يستهدف تحركات لعناصر عسكرية من حزب الله. والأكيد أن تعزيز العدو لتواجده على الأرض اللبنانية لفرض حزام أمني على إمتداد الحدود،يضاف إليه كل يوم مساحات جديدة وإستمرار المطاردات بالمسيرات وكأن الحرب لم تنته. أمر مقلق جداً لأنه يمنع محاولات الأهالي العودة إلى بلدات الحافة الأمامية كما يعلق حتى المحاولات الفردية لشيء من الإعمار والترميم. إذن مع الضغط الميداني لجعل العودة متعسرة جداً، يجري التوقف عند التسريبات التي تتالى بشأن الموقف الأميركي، وكلها تطلق التحذيرات من زاوية أن الخلاص من سلاح حزب الله اللاشرعي يتم بوتيرة بطيئة لا تتماشى مع متطلبات الإيفاء باتفاق وقف النار والقرارات الدولية ذات الصلة. وبدأت بيروت الرسمية تتوجس كثيراً لجهة ربط الدعم الخارجي لإعادة إعمار ما تهدم بأجندة تنفيذ مضمون إتفاق وقف النار والقرار الدولي 1701 بكل مندرجاته. ومرة أخرى كل محاولة للتعامي عن منحى العودة إلى ما كان قبل حرب الإسناد سيكلف لبنان الكثير!
بهذا السياق لا مجال بعد للقبول بسياسة الكيل بمكيالين، التي يتبعها حزب الله خصوصاً عندما يركز بشكل يومي، على تفسير مجتزأ غير صحيح لإتفاق وقف النار، ليعلن تمسكه بالسلاح شمال الليطاني. على السلطة التي تحاذر أي توتر داخلي غير محمود، المبادرة إلى خطوات تحمي المسار الجديد للبلد، لأن بقاء السلاح أمر خطير على كل المسار اللبناني. إن كل ترسانة السلاح لم توفر الحماية لا لحاملي السلاح ولا للبلد بل إستدرجت الإحتلال مجدداً، فما هي وظيفة بقاء السلاح بعد اليوم غير فرض أمر واقع داخلياً، فيتم وضع العصي بدواليب قيام الدولة القوية العادلة، التي تحمي الجميع وتصون الحقوق والكرامات وتقود عملية التحرير وإعادة الإعمار؟
وبعد، في يوم كمال جنبلاط الحاشد شعبيا وسياسيا وديبلوماسيا أطلق وليد جنبلاط مواقف لافتة بين أبرزها إعلانه: “ختم هذا التقليد كون عدالة التاريخ أخذت مجراها في مكان ما ولو بعد حين”. وتوجه إلى بني معروف في مئوية سلطان باشا الأطرش ومئوية الثورة الوطنية السورية قائلاً: “حافظوا على تاريخكم النضالي المشترك مع الوطنيين العرب والسوريين في مواجهة الإستعمار والإنتداب، حافظوا على موقفكم في مواجهة إحتلال الأرض العربية في الجولان السوري، وإحذروا من الإختراق الفكري الصهيوني.. ومن دعوات تحالف الأقليات الذي عارضه كمال جنبلاط وقد إستشهد رفضاً لهذا المشروع”.