أخباركم – أخبارنا
كتب حلمي موسى من غزة يسعد صباحكم ورمضان كريم وأمل لا يتزعزع بقرب الفرج وزوال الاحتلال.
تكاد المفاوضات من اجل انهاء الحرب وتبادل الاسرى تحوم في دوامة المماطلة والرفض. فحماس تصر على احترام المرحلة الاولى وانجاز ما تم الاتفاق عليه وإسرائيل بعد ان فرضت عدم الخروج من محور فيلادلفي واعادت فرض الحصار على غزة تريد الاستثمار في ذلك. واميركا تعرض نفسها وسيطة ولكن عبر تبني الموقف الاسرائيلي والتهديد بالجحيم.
وحماس تشعر انها صاحبة الحق ولا تريد ان تتنازل عما تملك من اوراق ضغط من دون مقابل. واهالي الاسرى الاسرائيليين يشعرون ان فرصتهم في عودة ابنائهم تتوارى فيما غزة تعيش على حافة المجاعة بعد منع الوقود والغذاء واغلاق المعابر.
وفي الجهة الثانية تتفجر القنابل الموقوتة في حكومة نتنياهو بعد اعلان رئيس الحكومة نيته اقالة رئيس الشاباك رونين بار ورفض الاخير الاستقالة. وتعلن المستشارة القانونية رفضها لهذه الاقالة قبل دراستها وفهم موجباتها. ومعروف ان حكومة نتنياهو قررت كذلك البدء باجراءات اقالة المستشارة القانونية نفسها. ومعروف ان هذه التطورات تأتي في ظل مخاوف من انفجار الائتلاف الحكومي وسقوط الحكومة اذا فشلت في تمرير قانون الميزانية في الايام المقبلة بعدما فشلت حتى الان في اقرار قانون تجنيد مقبول على الاحزاب الحريدية. ويؤمن كثيرون في اسرائيل ان التهديدات باستئناف الحرب فارغة وان استعادة الاسرى بالطرق العسكرية اشبه بالمستحيل. وربما لهذا السبب طالب اعضاء كنيست برئاسة رئيس الاركان الاسبق غادي آيزنكوت بعقد جلسة خاصة للجنة الخارجية والامن في الكنيست لمناقشة فشل الحكومة في تحقيق اهداف الحرب. واشار هؤلاء الى ان العودة للحرب مكلفة لاسرائيل في كل النواحي نظرا لاعبائها البشرية والاقتصادية والسياسية.
ويتعرض نتنياهو منذ ايام لحملة شديدة من جانب قادة سياسيين وعسكريين حاليين وسابقين يوجهون له اتهامات شديدة تصل الى ما يشبه الخيانة وتدمير البنية السياسية والمجتمعية الاسرائيلية من اجل مصالحه الخاصة. وقد اضطر نتنياهو لتقديم شكوى في الشرطة ضد رئيس الشاباك السابق واعلن انه سيرفع دعوى ضد وزير الدفاع الاسبق موشي يعلون وآخرين.
الوضع العام في اسرائيل مقبل على مفترق طرق حاد بعد ان اعلنت عدة جهات انها سوف تشل الحياة العامة في الدولة اذا استمر نتنياهو على نهجه سواء بشأن مفاوضات انهاء الحرب وتبادل الاسرى او بشأن مخططاته للاحتذاء بترامب وضرب ما يعرف ب الدولة العميقة او ما يسمى في اسرائيل ب حراس العتبة.