الأربعاء, أبريل 30, 2025
18.4 C
Beirut

التهجير القسري والتاريخ المظلم: نكث العهود والإفساد في الأرض .. غدر اليهود في القرآن والإنجيل!

نشرت في

أخباركم – أخبارنا/ مسعود محمد

التهجير القسري ليس ظاهرة حديثة، بل هي جزء من تاريخ طويل من الظلم والاضطهاد الذي تعرض له العديد من الشعوب على مر العصور. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، نكث العهود والوعود من قبل بني إسرائيل مع الفلسطينيين، وهو ما يظهر بوضوح في مواقفهم الحالية تجاه الشعب الفلسطيني. فالتهجير القسري هو صورة من صور التحدي للحق في الأرض والكرامة الإنسانية. وهذا ما تطرحه النصوص القرآنية التي تتحدث عن إفساد بني إسرائيل في الأرض، وعن معاقبتهم على ذلك، مشيرة إلى نماذج من التمرد والظلم في التاريخ.


غدر اليهود بالعهود والمواثيق يظهر في نصوص دينية متعددة، سواء في القرآن الكريم أو في الإنجيل. ففي كلا الكتابين السماويين، يتعرض اليهود لانتقادات شديدة بسبب نقضهم للعهود مع الله، ورفضهم للأنبياء الذين أرسلهم الله لهم. يتناول هذا المقال كيف تم تناول غدر اليهود في القرآن الكريم والإنجيل، ويعرض الشهادات الدينية التي تطرقت إلى هذه القضية.

غدر اليهود في القرآن الكريم:

القرآن الكريم يتعرض في العديد من آياته لمواقف اليهود مع الله، وتظهر بوضوح قسوة غدرهم وخيانتهم للعهد. هذه الآيات تُظهر كيف أن اليهود نقضوا العهود التي قطعوها مع الله، وكيف أن هذا الغدر كان له نتائج سلبية عليهم، وعلى الأمة التي كانت تمثلها:

  1. سورة البقرة (2: 61):
    “وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نَصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تَنبُتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ إِهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ.”

هذه الآية تشير إلى أحد أشكال غدر اليهود الذي يتكرر في القرآن، وهو رفضهم لما قدّم لهم من نعم واستهانتهم بتوجيهات الله، بل وتجاوزهم حدوده.

  1. سورة النساء (4: 155):
    “فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلَامَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَمَا زِلْتَ تَفْتَأْ تَفْعَلُهُ بِهِمْ.”

تشير هذه الآية إلى غدر اليهود بنقضهم العهود مع الله، وتحريفهم للكلام عن مواضعه.

  1. سورة المائدة (5: 13):
    “فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلَامَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظَّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۖ وَلَا تَزَالُ تَفْعَلُونَ.”

هذه الآية تشير أيضًا إلى أن غدر اليهود وحرفهم للكلام عن مواضعه كان سببًا في لعنهم.

غدر اليهود في الإنجيل:

الإنجيل أيضًا يعكس رفض اليهود لأوامر الله وخيانتهم لعهوده، مما يعكس غدرهم المستمر مع الله ومع الأنبياء الذين أرسلهم. ومن الأمثلة على ذلك:

  1. سفر الخروج (32: 7-8):
    عندما عبد بني إسرائيل العجل الذهبي أثناء غياب موسى على الجبل، خالفوا العهد مع الله:
    “فقال الرب لموسى: اذهب، انزل، لأن شعبك الذي أخرجته من مصر قد فسد. قد أسرعوا في الانحراف عن الطريق الذي أوصيتهم به.”
  2. سفر إشعياء (1: 2-4):
    يتحدث عن غدر بني إسرائيل مع الله ويقول:
    “اسمعي يا سماوات، وأصغي يا أرض، لأن الرب قد تكلم: ربّيت بنيّ، ونشأتهم، ولكنهم عصوا عليّ.”
  3. سفر متى (23: 37-39):
    في العهد الجديد، يشير يسوع المسيح إلى كيف أن بني إسرائيل رفضوا الأنبياء الذين أرسلهم الله إليهم:
    “يا أورشليم، يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء، وراجمة المرسلين إليها! كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم تريدوا!”
  4. سفر متى (21: 33-41):
    يروي يسوع في مثل الكرامين الذين قتلوا عبيد صاحب الكرم وابنه:
    “فقال لهم يسوع: هل قرأتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية. من قبل الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا.”

في كل من القرآن الكريم والإنجيل، يُظهر التاريخ الديني لشعب بني إسرائيل كيف أنهم خالفوا عهودهم مع الله، ورفضوا الأنبياء الذين أرسلهم إليهم. في القرآن، يتم التأكيد على غدرهم بنقض العهود وتحريف الكلمات عن مواضعه، بينما في الإنجيل نرى كيف كانوا يرفضون الرسالات التي أُرسلت إليهم. هذا يشير إلى أن غدر بني إسرائيل كان جزءًا من تاريخهم الطويل الذي له تأثيرات مستمرة على الأحداث التي نراها في الواقع السياسي المعاصر.

التاريخ المعاصر .. نكث العهود ونقض الاتفاقات:

على مر التاريخ، قدم اليهود وعدًا للفلسطينيين بحقوقهم في الأرض والكرامة، لكن ما حدث هو العكس. فبعد اتفاقات ومعاهدات كانت تهدف إلى السلام، نكثت إسرائيل العديد من هذه العهود. ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي اليوم يسعى إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم في سياسة ممنهجة تهدف إلى القضاء على القضية الفلسطينية.

من خلال ممارسات عديدة، مثل بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية، وقصف المنازل، وفرض الحصار الجائر، تواصل إسرائيل انتهاك حقوق الفلسطينيين وتحرص على فرض واقع جديد على الأرض. ويظل هذا التهجير القسري عملية مستمرة، كما حدث مع العديد من القرى الفلسطينية التي دُمِّرت أو تم تهجير أهلها منذ نكبة 1948 حتى اليوم.

التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني:

من خلال النصوص القرآنية والأحداث التاريخية، نرى أن التهجير القسري ليس مجرد قضية سياسية، بل هو جزء من صراع طويل مع الاحتلال والإفساد في الأرض. والتهجير المستمر من قبل إسرائيل لا يهدف فقط إلى شطب وجود الفلسطينيين في أرضهم، بل يسعى إلى محو هويتهم الثقافية والاجتماعية.

إن مواجهة هذا الواقع تتطلب تضافر الجهود الدولية والعربية لنصرة الشعب الفلسطيني، من خلال العمل على تطبيق القرارات الدولية الخاصة بحقوق الفلسطينيين، وضمان حقهم في العودة إلى أراضيهم التي اقتُطِعت منهم قسرًا.

إن ما يحدث اليوم من تهجير للفلسطينيين وتهديد لمستقبلهم يشكل امتدادًا للتاريخ الطويل من الظلم والتجاهل الذي تعرض له هذا الشعب. وبينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عمليات التهجير، تبقى القضية الفلسطينية قضية الأمة بأسرها، ويظل الأمل في العودة والحرية حيا في قلوب الفلسطينيين وفي قلوب كل الأحرار في العالم.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

التصعيد يفرض إيقاعه: الأنظار على الجنوب بين زيارة جيفرز إلى لبنان وعون إلى الإمارات … عناوين و مختارات واسرار من الصحف

أخباركم - اخبارنا/ اعداد عايدة الأحمدية تصدّرت زيارة رئيس لجنة المراقبة على وقف إطلاق...

في صبيحة اليوم 2022 من ثورة الكرامة .. ناصر، فلسطين، ولبنان.. دروس من التاريخ وخطوط المستقبل

أخباركم أخبارنا / كتب حنا صالح في صباح يوم 2022، وفي لحظة تتجدد فيها...

خاص : ما لا يعلمه نعيم قاسم او يتجاهله .. لبنان يطالب الولايات المتحدة بالمساعدة على تحقيق الامن والاستقرار .. حشد دبلوماسي لوقف اعتداءات...

أخباركم - أخبارنا/ تقرير لبنان السياسي ضربني وبكى ..وسبقني واشتكى… هذا هو وضع الامين العام...

More like this

الضربة الجوية الاسرائيلية بلا قيمة عسكرية فما هي مقاصد تل أبيب السياسية من التصعيد؟

كتب ابراهيم بيرم لـ "أخباركم - اخبارنا"كانت الضربة الاسرائيلية الاخيرة على الضاحية الجنوبية الأكثر...

مسارات التطبيع في عنق الزجاجة الأميركي

أخباركم - أخبارنا / كتب د. وفيق ريحان: يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية تعاني منذ...