أخباركم – أخبارنا
في تصعيد حاد للأزمة في الشرق الأوسط، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتخاذ واشنطن إجراءات عسكرية جديدة ضد جماعة الحوثيين في اليمن، متهمًا إيران بدعمهم، وواصفًا أي هجمات تُنفذ من الحوثيين على أنها ناتجة عن أسلحة وقيادة إيرانية. الهجمات الأمريكية على مواقع الحوثيين في اليمن تتوسع، مما يعكس رغبة واشنطن في محاصرة الجماعة المدعومة من إيران وتكثيف الضغوط على طهران في الوقت ذاته. في هذا السياق، يشير ترامب إلى أن إيران ستتحمل المسؤولية عن أي هجوم من الحوثيين، مما يعكس تصاعدًا في التوترات الإقليمية.
قال ترامب في تصريحات له عبر منصة “تروث سوشيال”: “من الآن فصاعدًا، سيُنظر إلى كل طلقة يطلقها الحوثيون على أنها خرجت من أسلحة وقيادة إيران، وستتحمل إيران المسؤولية وتواجه عواقب خطيرة”. وأضاف البيت الأبيض أن الرسالة الأمريكية لإيران هي أن تأخذ تصريحات الولايات المتحدة على محمل الجد.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنها قصفت أكثر من 30 موقعًا حتى الآن، وهددت باستخدام “قوة مميتة هائلة” ضد الحوثيين، حتى يتوقفوا عن الهجمات التي تستهدف الملاحة الدولية. في هذا السياق، صرح اللفتنانت جنرال أليكس جرينكويش، مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، بأن الحملة العسكرية ضد الحوثيين تستهدف بشكل خاص القيادات الميدانية للجماعة، ويُتوقع أن تستمر هذه الضربات لفترة طويلة.
استهداف المدنيين ومقتل الحوثيين:
على الرغم من الهجمات المكثفة، أفادت وزارة الصحة التابعة للحوثيين بأن الضربات الجوية أسفرت عن مقتل 53 شخصًا على الأقل، بينهم خمسة أطفال وامرأتان. وقد أثار هذا التصعيد قلقًا دوليًا بشأن سلامة المدنيين في المنطقة، حيث تصاعدت الضغوط الدولية لوقف الهجمات المتبادلة.
في تطور آخر، أفاد المسؤولون العسكريون الأمريكيون بأن الولايات المتحدة كثفت هجماتها ضد الحوثيين، معتبرين أن هذه الضربات تهدف إلى تفكيك قدرات الجماعة على حكم غزة، فضلاً عن استهداف الأهداف العسكرية الإيرانية في المنطقة. وأضافوا أن الضربات الجارية تمثل خطوة جديدة في استراتيجية طويلة الأمد لإضعاف الحوثيين وضغط إيران في الملف النووي.
الدور الإيراني وأزمة المفاوضات النووية:
كما كشف تقرير من الإدارة الأمريكية، أن ترامب أرسل رسالة إلى إيران عبر مسؤول إماراتي يدعو فيها إلى محادثات نووية، وهو ما ردت عليه إيران بالتأكيد على أنها ستدرس الرسالة بعناية. وقد أشارت التصريحات الإيرانية إلى أن الجماعة الحوثية لم تكن تحت تأثير مباشر لإيران في القرارات التي تتخذها، رغم الدعم الإيراني المعلن.
العملية العسكرية الأمريكية في اليمن تمثل مرحلة جديدة من التصعيد في المنطقة، حيث تتداخل فيها الأبعاد العسكرية والسياسية. في الوقت الذي تتوعد فيه الولايات المتحدة بتوسيع نطاق الضغوط على إيران، يبقى مصير المدنيين في اليمن وفلسطين معلقًا، وسط تعقيدات مستمرة وتوترات متصاعدة.