أخباركم – أخبارنا/ د. وفيق ريحان
لماذا كل هذا الاصرار على التطبيع والالزام بفرض قيد العبودية من جهة الصهاينة والاميركيين. على شعوب المنطقة ؟
نحن نتفاوض حاليا على الية تطبيق القرار الاممي ١٧٠١ والبيان المرفق الذي اضافته اميركا تلبية لرغبات الصهاية. ولقد وافقت الحكومة اللبنانية مبدئيا على تطبيقه عند الجانب الجنوبي بنهر الليطاني وفقا للقرار ١٧٠١ بحذافيره. كما وافقت الحكومة اللبنانية على هذا الاتقاق من اجل انهاء الحرب التدميرية على لبنان. وان العودة الى اتفاقية الهدنة للعام ٤٩ تصب هي ايضا في ذات الاطار رغم تبدل الظروف الذاتية والموضوعية وحيث لا يمكن فصل التصعيد العسكري والامني والدموي من قبل اميركا والصهاينة بحق الشعب اللبناني والفلسطيني واليمني عن هذا الاطار في الوقت الراهن. وحيث من الممكن ايضا ان تمتد نيران هذا التصعيد الى بلدان اخرى في سوريا والعراق وربما نحو ايران فيما بعد يبدو جليا ان جميع هذه العمليات هي متزامنة ومترابطة الى حد بعيد وتتفاعل بسرعة وقوة بعد تولي الرئيس الاميركي الجمهوري ترامب لمنصبه الجديد وكأن الالية تسير وفق خارطة طريق معدة سلفا لتحقيق اهداف معينة في الشرق الاوسط المسمى بالجديد وفق مزاعم الصهاينة وحلفائهم لتطويق تمدد المشروع الايراني في المنطقة المتمثل بالقوى الاسلامية الشيعية بوجه عام وبعض الحلفاء وفرض الشروط التي تتناسب مع مخطط السيطرة الاستعمارية للولايات المتحدة وحلفائها في هذا الشرق. وتقوية النفوذ الاسرائيلي بوجه المقاومات الاسلامية المنتفضة ضد الغطرسة الصهيونية وابقائها الاداة الارهابية القادرة على لجم اي معارضة لمشاريعها العنصرية والتوسعية التي اصبحت واضحة وصريحة لا سيما من خلال شلال الدم النازف بقوة في فلسطين ولبنان في الوقت الحاضر. والتملص من كل الاتفاقيات او القرارات الدولية السابقة باللجوء دائما الى استعمال القوة المفرطة وبما يتعارض مع حقوق الانسان في العيش بسلام وحفظ كرامته الانسانية على ارضه و حقوقه المشروعة في العيش بسلام ..
ان اخطر ما تمر به المرحلة الحالية من الصراع هي المجاهرة من قبل الصهاينة وحلفائهم بعدم احترام القرارات الدولية وميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف الحامية لحقوق المدنيين في زمن الحرب والاستهتار التام بقرارات الامم المتحدة ومجلس الامن والمحاكم الدولية العدلية والجنائية. وتشريع شريعة الغاب في المحافل الدولية دون اكتراث لتداعيات هذه السياسة المدعومة أميركيا على مسيرة السلم العالمية التي تذكرنا الان بعهد النازية العنصرية من جديد.
هل من قوة سوف تستطيع ان تردع هذا التفلت والانقلاب على المواثيق والمعاهدات الدواية وحق الشعوب في تقرير مصيرها في ظل مؤسسات الحماية الدولية لحقوق الشعوب والانسان ؟ ام ان البشرية سوف تتجه عموما نحو المزيد من التوحش والهمجية في ظل تدهور مسيرة السلم العالمية التي تسوقنا نحو الحروب الواسعة والمدمرة من اجل السيطرة بالقوة على مصادر الثروات لجميع شعوب هذه المنطقة وتشديد طوق العبودية حول اعناقنا؟