كتب إبراهيم بيرم لـ”أخباركم – أخبارنا”
ما هي مآلات الوضع على الحدود الشرقية للبنان مع سوريا، بعد جولة العنف المستمرة هناك منذ أيام، جراء الاشتباكات الأخيرة بين مجموعات سورية مسلحة والجيش اللبناني، والتي شارك فيها بدايةً مسلحون من العشائر البقاعية؟
التوتر مستمر، مع تسجيل اشتباكات متفرقة وتحشيدات، في انتظار أن يفي المسلحون السوريون بمندرجات اتفاق أُبرم خلال الساعات الماضية بين السلطات اللبنانية والسورية المعنية، وينص على انسحاب المسلحين السوريين من بلدة حوش السيد علي اللبنانية، التي تقدموا إليها بعد هجمات، على أن ينتشر الجيش اللبناني في الجزء اللبناني من البلدة.
ويؤكد القيادي السابق في حركة أمل والنائب السابق محمود أبو حمدان أن الوضع على الحدود الشرقية لا يزال متوترًا ومضطربًا منذ أيام، لأن الحكام الجدد في دمشق بحاجة إلى ما يساعدهم على “تصدير أزماتهم الداخلية المتصاعدة” يومًا بعد يوم.
وأبلغ أبو حمدان موقعنا أن هناك مواجهات متقطعة في تلك المنطقة الجغرافية المتداخلة، وقد بدأت عندما حاول عناصر يُقال إنهم على صلة بـ”هيئة تحرير الشام” الحاكمة حاليًا، تنفيذ عمليات سلب وتشبيح واستعراض قوة في بلدة حوش السيد علي الحدودية، حيث يقع القسم الأكبر منها داخل الأراضي اللبنانية، وفيها مدرسة رسمية ومختار منتخب، وكل ذلك بعلم وزارة الداخلية اللبنانية وإشرافها.
وأضاف أبو حمدان أن معظم التقارير والمعطيات المتوفرة تشير إلى أن السبب الأساسي للاشتباكات وجولة العنف الجديدة هو محاولة مجموعة مسلحة على صلة بالهيئة الحاكمة في دمشق السطو على مزرعة مواشٍ تقع ضمن النطاق العقاري للبلدة، لكن أصحاب المزرعة كانوا لهم بالمرصاد، فاشتبكوا معهم وقتلوا ثلاثة عناصر منهم، وقد سلّمهم الجيش اللبناني إلى السلطات السورية المعنية. لكن، سرعان ما شنت المجموعات المسلحة السورية هجومًا على البلدة، ما أدى إلى تهجير سكانها وخطف قسم آخر منهم، بينهم أطفال ونساء وشيوخ.
وردا على سؤال، أكد أبو حمدان صحة نفي الحزب رسميًا علاقته بكل تلك التطورات، وقال إن من تصدى لهجوم المسلحين هم الأهالي أولًا، وكانوا في حالة دفاع عن النفس، ثم تدخل الجيش اللبناني واشتبك مع المسلحين.
وأضاف أنه، وبعد الاتصالات التي جرت بين السلطات اللبنانية والسورية، تم الاتفاق على انسحاب المسلحين السوريين من المناطق التي تمددوا إليها في البلدة، على أن يدخلها الجيش اللبناني ويتولى الأمن فيها حصريًا. لكن المسلحين ماطلوا وسوّفوا، مما سمح لهم بمواصلة أعمال السلب وحرق المنازل أو تدميرها.
وقال أبو حمدان: “أنا أرى أنه لا مبرر ولا قيمة لكل هذه الأحداث التي أُهرقت فيها دماء على جانبي الحدود. كل ما في الأمر أن الحكام الحاليين في دمشق افتعلوا هذا السيناريو الوحشي لكي يغطوا على جرائمهم في الساحل السوري من جهة، وعلى عجزهم عن التصدي للتقدم الإسرائيلي المستمر في الجنوب السوري من جهة ثانية، ولكي يهربوا من فشلهم في معالجة الأزمات الاقتصادية والمالية في الداخل السوري.”
وختم قائلًا: “أهالي القرى الحدودية الشمالية، إضافة إلى الحزب والفعاليات والعشائر البقاعية، أعلنوا أنهم يقفون خلف الجيش والدولة اللبنانية، وكلاهما ماضٍ في سعيه لإنهاء التوتر وفرض الاستقرار. وحسب علمي، هذا قرار متخذ ولا عودة عنه.”