أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين الميداني
عادت مشاهد الدماء تُمزِّق قلوب أهالي قطاع غزة، التي لم تهدأ ولم تسكن، أوجاع مركبة ومتراكمة، عادت رائحة الموت في اليوم الـ 58 من اتفاق وقف إطلاق النار، لتجدد حرب الإبادة، ويُلقي المودعون نظرات الرثاء فوق رؤوس أحبتهم للمرة الأخيرة.
وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، شابا يتوسط جثامين شهداء عائلته وهو يقول:” الحمد لله، شهداء في أيام مباركة، ربنا اصطفاهم في شهر رمضان الفضيل”.
وأظهر مقطع آخر أم تجلس بجوار نجلها تشيعه بنظرات القهر والحزن، دون أن تنبس ببنت شفة، تتحسس بنظراتها وجهه للمرة الأخيرة، لن تراه بعد الآن، ولن تتكرر أحضان الوداع مرة أخرى.
تُعيدنا هذه المشاهد إلى آلاف المشاهد المماثلة، قبل اتفاق وقف إطلاق النار، تقصم ظهور أهالي قطاع غزة بفقدهم عائلاتهم وأحبتهم، وسط صمت دولي وتخاذل عربي.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استانف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة عبر استهدافات وغارات مكثفة طالت مختلف مناطق القطاع منذ فجر امس الثلاثاء.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن 404 شهداء و562 إصابة وصلوا لمستشفيات قطاع غزة، نتيجة الاستهدافات والمجازر المتعددة التي ارتكبها الإحتلال منذ ساعات فجر اليوم.
وأوضح مدير مستشفى الشفاء في غزة، محمد أبو سلمية، أن “المنظومة الصحية في القطاع عاجزة عن التعامل مع حجم الكارثة الإنسانية، حيث يستشهد الجرحى في كل دقيقة بسبب نقص الإمكانيات”.
وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني الفلسطيني أن من بين الشهداء أكثر من 130 طفلاً جراء المجازر في غزة.
وبمعدات بدائية، تجري الطواقم المختصة عمليات بحث عن مفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة في مختلف أنحاء القطاع.
ونعى مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، عددًا من قادة العمل الحكومي ارتقوا في الغارات الإسرائيلية على القطاع فجر الثلاثاء.
وقال الإعلامي الحكومي إنه عرف من الشهداء القادة كل من: رئيس متابعة العمل الحكومي الشهيد القائد عصام الدعليس، ووكيل وزارة العدل الشهيد القائد المستشار أحمد الحتة، ووكيل وزارة الداخلية الشهيد القائد اللواء محمود أبو وطفة، ومدير عام جهاز الأمن الداخلي الشهيد القائد اللواء بهجت أبو سلطان.
وارتقى شهيدان وأصيب عدد من المواطنين، عصر امس الثلاثاء، بعد استهداف طائرات الاحتلال منزلا يعود لعائلة عابد في شارع الجية بمنطقة المطاحن غربي القرارة شمال خانيونس، فيما ارتقى شهيد بنيران مسيرة للاحتلال وسط مدينة خانيونس.
وشنت طائرات الاحتلال الحربية غارة شمال شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وصل شهيدان وإصابة إلى مستشفى العودة بمخيم النصيرات، إثر استهداف طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين بالقرب من مقبرة الزوايدة وسط قطاع غزة.
وأصيب مواطنان برصاص طائرات الاحتلال المسيّرة شرقي بيت حانون شمال قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، إن عددًا من المواطنين استشهدوا وأصيبوا بعد ظهر الثلاثاء، جراء قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين بينهم إمرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة أمام بوابة مستشفى الرنتيسي غرب مدينة غزة.
وصلت 5 إصابات إلى مجمع الشفاء الطبي، بعد ظهر الثلاثاء، بعد استهداف طائرات الاحتلال مركبة في شارع النصر غربي مدينة غزة.
وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، خيمة تؤوي نازحين غرب مدينة أصداء شمال غرب خانيونس جنوب الضفة الغربية.
واستشهد وأصيب عدد من المواطنين في استهداف طائرات الاحتلال في محيط مستشفى الرنتيسي بمدينة غزة.
وقال مستشفى العودة، إن 6 شهداء وصلوا إليه ظهر الثلثاء من بينهم طفلين، إضافة لـ24 إصابة جراء استهداف منزل في بلوك C بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وارتقى مواطن جراء إلقاء طائرة إسرائيلية مسيّرة قنبلة عليه قرب شارع صلاح الدين بمنطقة نتساريم جنوب مدينة غزة.
وقال مستشفى غزة الأوروبي، إن 57 شهيدًا وصلوا إليه منذ فجر امس جراء القصف على مناطق متفرقة من خان يونس ورفح.
وشهدت منطقة المغراقة منذ ساعات الصباح، حركة نزوح للمواطنين إلى أماكن أكثر أماناً وسط قطاع غزة.
ودعت الجبهة الداخلية بغزة المواطنين في محافظات القطاع إلى البقاء في أماكن سكناهم، وعند الشعور بالخطر يتم الانتقال إلى أقرب مكان آمن مجاور لمنطقة سكنهم.
ونعت حركة “حماس”، قادتها وقالت الحركة في بيان: “ننعى ثلة من القادة الشهداء الكبار، من رموز العمل الوطني في قطاع غزَّة، الذين ارتقوا إلى الله شهداء فجر اليوم، إثر قصف صهيوني همجي وغادر، استهدفهم وعائلاتهم بشكل مباشر ومتعمّد”.
- عصام الدعليس، رئيس متابعة العمل الحكومي، وترأس منذ حزيران/ يونيو 2021، لجنة متابعة العمل الحكومي في غزة. وقبل ذلك بعام، كان الدعليس المولود عام 1966، عضوًا في المكتب السياسي لحركة حماس، وسبق أن عمل مستشارًا لرئيس الوزراء الأسبق، الشهيد إسماعيل هنية، وكان قبل ذلك رئيس “قطاع التعليم في وكالة الغوث”، ونائب رئيس اتحاد الموظفين العرب.
فجر الثلاثاء، نفّذ طيران الاحتلال الحربيّ غارة على منزل المهندس عصام الدعليس في مخيم النصيرات، فاستُشهد هو، وثلاثة من أبنائه، واثنين من أحفاده. - عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمد داود الجماصي، أبو عبيدة، محمد داود الجماصي، من مواليد مدينة غزة عام 1967، متزوج وله ستة أبناء. نال درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من الجامعة الإسلامية، ودرجة الماجستير في الدبلوماسية والعلاقات الدولية، عمل مهندسًا في عدة شركات بينها شركة الكهرباء، ووكالة (الأونروا).
اعتقله الاحتلال عام 1986، وعام 1988، وعام 1989، وحوَّله للتحقيق في سجن غزة المركزي لمدة ثلاثة شهور، وحكم عليه بأربع سنوات، ثمَّ اعتقله مجددا عام 1993، واعتقلته السلطة الفلسطينية عام 1995، قصف الاحتلال منزله في حرب العصف المأكول عام 2014، ودفعته الأونروا إلى تقديم استقالته من عمله فيها، لأن قوانينها لا تسمح بتوظيف المنخرطين في الشأن السياسي.
- ياسر حرب، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، استشهد اليوم، ليلتحق بأبنائه الخمسة، وخلال الحرب قبيل سريان التهدئة، استُشهد خمسة من أبناء ياسر حرب أثناء مواجهاتهم قوات الاحتلال شمال القطاع.
- اللواء/ محمود أبو وطفة، وكيل وزارة الداخلية، مع بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال كانون ثان/ يناير الماضي، فاجأ انتشار عناصر الشرطة وخروجهم المنسق للشوارع، الاحتلال الإسرائيلي. يومها، كان مدير عام قوى الأمن الداخلي في قطاع غزة اللواء محمود أبو وطفة، المسؤول عن مشهد الانتشار السريع بعد 470 يومًا من حرب الإبادة، وهذا ما قد يفسّر مسارعة الاحتلال الإسرائيلي لاستهدافه صباح اليوم.
تقول مصادر محليّة في غزة إن وكيل وزارة الداخلية والأمن الوطني، اللواء أبو وطفة (58 عامًا) ظلّ طيلة الحرب يتنقّل على دراجة هوائية، يدير عمل المنظومة الأمنية، ويتابع أدقّ التفاصيل.
وقالت وزارة الداخلية إنه كان له دور مشهود في التصدي لمخططات الاحتلال التي حاول من خلالها ضرب الجبهة الداخلية في قطاع غزة، وقدّم نموذجًا عظيمًا في شرف الخدمة، وتحمل المسؤولية في أصعب المحطات والظروف لخدمة أبناء شعبنا الفلسطيني.
- المستشار/ أحمد الحتة، وكيل وزارة العدل، بحسب المعلومات المنشورة عنه، فإنّ أحمد عمر الحتة، حاصل على الماجستير في القانون، وشغل منصب عميد كلية الرباط الجامعية الشرطية في قطاع غزة. ولاحقًا، عُيّن وكيلًا لوزارة العدل في غزة منذ ديسمبر/كانون الأول 2021، خلفا للمستشار محمد النحال.
- اللواء/ بهجت أبو سلطان، مدير عام جهاز الامن الداخلي، ونعت حركة حماس الشهيد اللواء بهجت أبو سلطان (56 عامًا) المدير العام لجهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة، وقالت وزارة الداخلية إن كان له دور مشهود في التصدي لمخططات الاحتلال التي حاول من خلالها ضرب الجبهة الداخلية في قطاع غزة. وقدم نموذجًا في شرف الخدمة وتحمل المسؤولية في أصعب المحطات والظروف.
- ناجي أبو سيف الناطق العسكري باسم سرايا القدس (أبو حمزة)، ونعت حركة الجهاد الإسلامي، القيادي الشهيد ناجي أبو سيف (أبو حمزة)، الناطق باسم سرايا القدس، وقالت إن جيش الاحتلال اغتاله في استهداف غادر طال عائلته وعائلة أخيه.
- محمد محمود البطران قائد وحدة المدفعية في ألوية الناصر، كما نعت ألوية الناصر صلاح الدين محمد محمود البطران قائد وحدة المدفعية وعضو المجلس العسكري في لواء الوسطى، وأكدت استشهاده في غارة إسرائيلية على غزة.
