أخباركم – أخبارنا/ حنا صالح
لم تتوقف إيران أمام أبعاد التهديد الإسرائيلي المتواصل بعد الضربة التي أنهت دفاعها الجوي، ولم تستوعب أبعاد رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمرشد علي خامنئي، والتشدد الأميركي لفرض انكفاء كامل لإيران داخل حدودها الجغرافية، وعدم بقاء أي احتمال لأن تصبح إيران دولة نووية. ربما فكَّر النظام الإيراني بثمن مقابل التخلي عن الأذرع، ومواقفه تشجع إعادة بناء هذه الميليشيات، وحتى الآن هناك اتهام بتشجيع، وربما التخطيط، لأحداث منطقة الساحل السوري التي أفضت إلى فظائع مرعبة. تزامن ذلك مع خطوات داخلية لترميم الشعبية المتهاوية بتخفيف بعض القيود، كوقف تطبيق قانون الحجاب، والسماح ببث آراء منفتحة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وصولاً إلى رفع الإقامة الجبرية عن الوجه الإصلاحي مهدي كروبي، التي استمرت 14 سنة، وهو من رموز الثورة الخضراء. خطوات كان يمكن لها أن تدعم النظام الإيراني، لكنها تأخرت كثيراً زمن اتساع المخاوف من «سورنة» إيران، كما يخشى النائب المحافظ محمود نبويان.
في هذا التوقيت، بدأت الضربات الأميركية المفتوحة لمواقع ميليشيات «أنصار الله» الحوثية، في صنعاء والحديدة وصعدة وغيرها… ومع إبحار أسطول حاملات طائرات إلى المنطقة، بما يؤشر إلى ما هو أبعد، يعلن الرئيس ترمب «ينبغي ألا ينخدع أحد، إن مئات الهجمات التي يشنها الحوثيون تنبع من إيران، وهي من صنعها». ويضيف: «سيتم النظر إلى كل رصاصة أطلقها الحوثيون على أنها رصاصة أطلقت من أسلحة وقيادة إيرانية، وستتحمل إيران العواقب الوخيمة».
الترجمة واضحة، فالاستهداف العسكري الأميركي المباشر لهذه الميليشيات بمثابة مقدمة للقرار الكبير. والقرار معروف، فقد ورد في رسالة ترمب للمرشد: «هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكرياً أو إبرام صفقة».