أخباركم – أخبارنا/ تقرير لبنان السياسي
في تصريح مدويا انفجر كالقنبلة… نقل كلام عن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من الدوحة، أنه سيتم الطلب من لبنان التوجه إلى مفاوضات سياسية مباشرة وجهاً لوجه مع إسرائيل وتكليف شخصية مدنية هذه المهمة، على أن يمثل تل أبيب وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر.
وعبّر ويتكوف عن عدم رضى الادارة الاميركية عن أداء المسؤولين اللبنانيين في التعامل مع حزب الله وتشديد بلاده على رفض هذه الطريقة من الالتفاف وتدوير الزوايا التي لم تحقق المطلوب.
ويأتي كلامه ليكمل ما سبق وأعلنته الموفدة الامريكية مورغان أورتاغوس عن تشكيل ثلاث مجموعات دبلوماسية للتفاوض بين لبنان وإسرائيل لحل قضايا عالقة.
في المقابل، استحوذ ما شهده دخول الجيش اللبناني الى حوش السيد علي استغرابا محليا، فالجيش هو حامي الوطن والحدود والحامل على منكبَّيه وزر كل الازمات والمشاكل الامنية على مساحة لبنان، فعلى رغم ان معظم المهام الملقاة على عاتقه في الأعوام الاخيرة ليست من صلب وظيفته، لكنّه لا ينتظر في المقابل تخوينه واتهامه بالعمالة واستقباله بعبارات نابية عوض رشقه بالورود والأرز،كما يليق به ويفعل كل وطني مخلص لا ولاء له الا الى وطنه.
فما حصل في بلدة حوش السيد علي اليوم إبان دخول الجيش اليها لضبط الوضع، بعد اشتباكات دامية سقط بنتيجتها ستة قتلى من الجانبين، لا يقبله عقل ولا منطق مهما كانت خلفياته، خصوصا اذا كانت على صلة بنزع سلاح او غيره حماية لأهالي المنطقة والبلدة، من حمام دم كان يمكن ان يؤدي اليه استمرار الاشتباكات.
على اي حال وعلى أمل ان يعود كل لبناني الى لبنانيته ويؤدي التحية لكل عسكري في الجيش، يبقى ان المؤسسة العسكرية تفرض هيبتها وتضع حداً لأي انتهاك وتكفل حماية لبنان واللبنانيين مما يفبركه بعض المستفيدين من التفلت وضرب الاستقرار لمصالح لم تعد خافية على أحد.
في المقابل، تابع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون التطورات الأمنية عند الحدود الشمالية – الشرقية، وتلقى سلسلة اتصالات من قائد الجيش العماد رودولف هيكل اطلعه فيها على الإجراءات التي يتخذها الجيش لإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة. وشدّد الرئيس عون على “ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار ووقف الاعتداءات وضبط الحدود على القرى المتاخمة”.
وسط هذه الاجواء، وصلت الى بيروت بعد ظهر امس وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك، وجالت على الرؤساء ، واكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لبيربوك في حضور وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، أنه مقتنع بأن “لبنان لا يمكن ان ينهض من جديد من دون اصلاحات وبالتالي فإن هذا المطلب ليس مطلبا دوليا او اقليميا، بل حاجة لبنانية”، مؤكدا ان “توجهات العهد والحكومة واضحة لجهة السير بهذه الاصلاحات على مختلف المستويات”.
وأكد الرئيس عون ان “استمرار احتلال اسرائيل لاراض وتلال في الجنوب يعرقل تنفيذ القرار 1701 ويتناقض مع الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي”، لافتا الى ان “الجيش اللبناني الذي انتشر في كل الاماكن التي انسحب منها الاسرائيليون يقوم بواجبه كاملا في بسط الامن ومصادرة السلاح على انواعه”.
وأكد الرئيس عون للوزيرة الالمانية ان “اسرائيل رفضت كل الاقتراحات التي تقدم بها لبنان لإخلاء التلال الخمس التي لا تزال تحتلها واحلال قوات دولية مكانها، ولا تزال المساعي الديبلوماسية والمفاوضات مستمرة من اجل ايجاد حل جذري لهذه المسألة”، مشيرا الى أن “اسرائيل لا تزال تحتفظ بعدد من الاسرى اللبنانيين ولم تسلم سوى خمسة منهم، علماً ان لبنان مصر على استعادة جميع الاسرى الذين اعتقلتهم اسرائيل مؤخرا”.
وردا على سؤال حول الاوضاع على الحدود اللبنانية-السورية، ابلغ الرئيس عون وزيرة الخارجية الالمانية ان “الاتصالات مستمرة مع الجانب السوري لاعادة الاستقرار الى الحدود اللبنانية- السورية وأن الجيش اللبناني انتشر في البلدات المتاخمة لمنع تكرار ما حصل خلال الايام الثلاثة الماضية”.
وشكر الرئيس عون الوزيرة الالمانية على “الدعم الذي قدمته بلادها للبنان لا سيما في مجال دعم القوات البحرية اللبنانية والمراقبة البحرية من خلال “اليونيفيل”، متمنيا ان “يستمر هذا الدعم”.
وكانت الوزيرة الالمانية نقلت الى الرئيس عون اهتمام بلادها بالاوضاع في لبنان عموما وفي الجنوب خصوصا، وتحدثت عن “اهمية اقرار الاصلاحات لا سيما بعد تشكيل الحكومة الجديدة”، واستوضحت “طبيعة الاحداث التي وقعت على الحدود اللبنانية-السورية”.
من جهته أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام خلال استقباله وزيرة خارجية ألمانيا أن توطيد الاستقرار في لبنان يبدأ من الجنوب، وأشار إلى أن تحقيق الاستقرار يتطلب دعم لبنان بالمجالات المختلفة، لا سيما في ملف إعادة الاعمار، وفي القطاعات الاقتصادية. خصوصاً أن الحكومة استأنفت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ووضعت خطة شاملة للإصلاح وهي التزمت بالإصلاح في بيانها الوزاري، كحاجة وضرورة وطنيتين.
واعتبر سلام أن هناك فرصة جدية في سوريا بنتيجة التغيير الذي حصل، مطالباً ألمانيا بالمساعدة على توفير المتطلبات اللازمة لإعادة النازحين السوريين بما يتطابق مع شروط عودتهم الكريمة والمستدامة.
وقد أكدت الوزيرة الألمانية استمرار دعم بلادها للبنان في هذه المرحلة، عبر مشاريع اقتصادية واجتماعية بالاضافة إلى استمرار دعم الجيش اللبناني ومن خلال المشاركة في قوات اليونيفيل.
في هذه الاثناء، وعشية جلسة لمجلس الوزراء ستخصص لاقرار آلية التعيينات اليوم، أكد رئيس الحكومة نواف سلام، أن حكومته بدأت العمل على جملة ملفات، سياسية واقتصادية واجتماعية، معتبراً أن لا بد لقطار الدولة أن ينطلق على أكثر من مستوى أو مسار، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وفي العاصمة بيروت.
وأشار سلام إلى التركيز على معالجة كل الأزمات في بيروت، بما تعنيه من عاصمة وحاضنة ومدينة جامعة لكل اللبنانيين من مختلف المكونات. وذلك من خلال تكثيف العمل على تعزيز الأمن والسلم الأهلي، والتنسيق مع كل الجمعيات المعنية في المدينة لتعزيز الواقع الأمني، والإنمائي والاجتماعي والصحة. فعلى الصعيد الأمني نعمل على إطلاق خطة أمنية وخطة تتصل بالسير والسلامة المرورية في العاصمة. وسترون نشاطاً بارزاً للقوى الأمنية على هذا الصعيد.
في سياق آخر، إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، النائب فريد هيكل الخازن، الذي اعتبر بعد اللقاء أنّ” الوضع الأمني على الحدود خطير، وأن الأمور تتجه نحو مزيد من التأزم “،مؤكّداً أن “الرادع الوحيد لحماية لبنان يكون بتعزيز مؤسسات الدولة، وإعادة بنائها، والمضي في الإصلاحات لتمكينه من مواجهة التحديات المتصاعدة”.
من جهة ثانية وفي اطار التشكيلات الامنية، عيّن مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله العميد محمود قبرصلي رئيساً لشعبة المعلومات، بعد فصل العميد خالد حمود من هذا المنصب.