أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين السياسي
دخلت حرب غزة في المجهول بعد التصعيد الاسرائيلي امس الاول، فقد توعد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، سكان غزة بالمزيد من القتل والخراب. وفي رسالة إلى سكان غزة، قال كاتس إن “هجوم سلاح الجو لم يكن سوى الخطوة الأولى”. وأضاف “الباقي سيكون أكثر صعوبة وستدفعون الثمن كاملا”.
وتابع “إن إجلاء السكان من مناطق القتال سيبدأ قريبا مرة أخرى”.
وأضاف “إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين ولم يتم طرد حماس من غزة فإن إسرائيل ستتحرك بقوات لم تعرفوها بعد”، مشيرا إلى أن “خيارات أخرى ستفتح أمامكم بما في ذلك الذهاب إلى أماكن أخرى في العالم لمن يرغب في ذلك.
ودعا كاتس الفلسطينيين في غزة إلى الامتثال لما وصفه بـ”نصيحة الرئيس الأميركي”، دونالد ترامب، من خلال تسليم الأسرى وإبعاد حماس، مقابل فتح “خيارات أخرى”.
واعتبر أن “السينوار الأول (في إشارة إلى زعيم حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار)، دمّر غزة، والسينوار الثاني (القيادي في كتائب القسام، محمد) سيقودها إلى الخراب الكامل”.
في المقابل، أعلنت حركة حماس أن أي اتفاق يؤدي للدخول في المرحلة الثانية من المفاوضات مع إسرائيل، ووقف دائم للحرب، “مرحب به”.
وقال الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، إن “إغلاق الاحتلال لطريق صلاح الدين انقلاب تام على الاتفاق وإمعان في حصار غزة وتشديد الخناق على أهلها”.
وشدد على أن “أي مقترح يستند للدخول لمفاوضات المرحلة الثانية ووقف دائم للحرب مرحب به ومحل نقاش”.
وأكد أن حركة حماس حريصة على “وقف نزيف الدم”، مؤكدا على انفتاح الحركة على أي جهود تضفي لوقف دائم للحرب والانسحاب من غزة.
وأضاف في البيان: “استدامة حالة الحرب لا تخدم إلا نتنياهو ومستقبله السياسي وتهدد حياة الأسرى في غزة”.
وحذر: “الاحتلال الصهيوني وبغطاء أمريكي وصمت دولي يدمر الحياة في غزة ويتنصل من الاتفاق الموقع”.
كما اعتبرت الحركة مساء امس أن التوغّل البري الذي نفّذه الاحتلال الإسرائيلي في محور نتساريم وسط قطاع غزة يشكّل خرقًا خطيرًا لاتفاق وقف إطلاق النار، محمّلةً الاحتلال وحكومته المسؤولية الكاملة عن تداعياته.
وشدّدت أن الشعب الفلسطيني سيظل صامدًا في أرضه، وسيُفشل كل محاولات التهجير القسري أو الطوعي، مشيرةً إلى أن “لا هجرة إلا إلى القدس”.
وشهد محور نتساريم وسط قطاع غزة تطورات ميدانية لافتة بعد عصر الأربعاء، حيث بدأت آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتقدّم نحو شارع صلاح الدين، والتمركز في المنطقة، في خطوة تعكس تصعيدًا جديدًا في خرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وجاء هذا التحرك متزامنًا مع انسحاب اللجنة الأمنية المصرية القطرية من المحور، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل المساعي الدبلوماسية لاحتواء الموقف.
وفي السياق ذاته، أقرّ المتحدث باسم جيش الاحتلال بتنفيذ عملية برية محدودة في وسط وجنوب القطاع، مبرّرًا ذلك بالسعي لتعزيز السيطرة الأمنية وإقامة فاصل جزئي بين شمال القطاع وجنوبه، في خطوة قد تحمل تداعيات خطيرة على الأوضاع الإنسانية والميدانية في غزة.
وبدأت آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي التقدم باتجاه شارع صلاح الدين، والتمركز وسط “محور نتساريم”، بعد عصر الأربعاء، بينما انسحبت اللجنة الأمنية المصرية القطرية من المحور.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في تصريحات له مساء الأربعاء، إن الجيش نفذ عملية برية محدودة في وسط قطاع غزة وجنوبه، بهدف تعزيز السيطرة الأمنية وإقامة فاصل جزئي بين شمال القطاع وجنوبه.
وأضاف أن الجيش استعاد السيطرة على مناطق جديدة ووسّعت انتشارها حتى وسط ممر نتساريم. وأشار المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي إلى أن قوات “لواء جولاني” تتمركز في القطاع الجنوبي، وهي جاهزة للعمل داخل القطاع.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر عسكري قوله إن الجيش يُسيطر حاليًا على نصف محور نتساريم.
انسانيا، دان مفوض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليب لازاريني، مقتل موظف تابع للوكالة بغارة إسرائيلية على قطاع غزة، واصفا الواقعة بأنها “يوما أسود آخر” للأمم المتحدة.
وقال “لازاريني”، في منشور له على منصة “إكس”، الأربعاء، إن “أونروا”، تتقدم بأحر التعازي لزملائها في مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS) على خسارتهم الفادحة، وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى.
واعتبر مفوض وكالة “أونروا”، مقتل وإصابة موظفين تابعين للأمم المتحدة في غزة بمثابة “يوما أسود آخر” تعيشه المنظمة، مشددا على ضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني في جميع الأوقات.
وأضاف “لازاريني”، أنه لا تزال الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا، تدفع ثمنا باهظا أثناء قيامها بواجباتها الإنسانية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن وفاة أحد موظفي الأمم المتحدة عقب استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمقر تابع للهيئة الأممية في المحافظة الوسطى بقطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة إن شخصًا توفي وأصيب 5 بجراح بليغة، من الطواقم الأجنبية العاملة في المؤسسات الأممية باستهداف الاحتلال لها.
ونوهت إلى أن حالة الوفاة والإصابات وصلت لمستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع.
وفي وقت سابق اليوم، استهدفت طائرة إسرائيلية مُسيرة مقرًا للأمم المتحدة في محافظة دير البلح، بـ “لُغم”؛ قبل أن ينفجر ويُسفر عن 6 إصابات نُقلت إلى “شهداء الأقصى”.