أخباركم – أخبارنا
في خطوة غير مسبوقة، زار قادة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية الإمارات، حيث حضروا عشاءً رسميًا للإفطار في أبوظبي، والتقوا بمسؤولين كبار، في تحرك يعكس تحولًا استراتيجيًا في الدبلوماسية الإقليمية.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن الوفد ضم رؤساء المجالس الإقليمية لمستوطني “يشع”، وقد استقبلهم الدكتور علي راشد النعيمي، عضو المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي. وبحسب التقارير، يسعى قادة المستوطنين، مستفيدين من علاقتهم بحلفاء دونالد ترامب، إلى التأثير على محادثات التطبيع بين السعودية وإسرائيل، مع التركيز على منع إقامة دولة فلسطينية واستبدال السلطة الفلسطينية بإدارة محلية لامركزية.
تحولات في الاستراتيجية
وصف رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية، يسرائيل غانتس، الزيارة بأنها جزء من “حقبة جديدة في الدبلوماسية”. وقال عقب لقائه بمسؤولين إماراتيين، رجال أعمال، والسفير الإسرائيلي لدى الإمارات، يوسي شيلي: “يتطلب النظام العالمي الجديد تحالفات جديدة وتفكيرًا خارج الصندوق”.
ووفقًا لموقع Ynet، فإن الزيارة، التي نظمت بهدوء من قبل مضيفين إماراتيين، تعكس تحولًا في نهج التعامل مع القضية الفلسطينية. وبينما تستمر الدول العربية في إعلان دعمها لحل الدولتين، تدرك بعض الدوائر في تل أبيب وأبوظبي تراجع شرعية السلطة الفلسطينية، التي تواجه اتهامات بالفساد والضعف الإداري.
ويأمل قادة المستوطنات أن يساعد هذا التحول في تمهيد الطريق لتطبيع وضع المستوطنات داخل العالم العربي، مع استبعاد خيار الإجلاء الجماعي للمستوطنين من أي اتفاقات مستقبلية.
توسيع المستوطنات ومناقشة مستقبل السلطة الفلسطينية
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه حكومة الاحتلال تعزيز النشاط الاستيطاني بوتيرة متسارعة. وتشير بيانات نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أنه من يناير/كانون الثاني إلى منتصف مارس/آذار 2025، تم تقديم خطط لبناء أكثر من 10,500 وحدة استيطانية جديدة، مقارنة بـ3,400 وحدة فقط خلال الفترة نفسها في 2024.
وتشمل المشاريع الاستيطانية الجديدة:
500 وحدة في مستوطنة “معاليه عاموس” (غوش عتصيون) – 13 مارس/آذار
464 وحدة في مستوطنة “ياكير” (شمال الضفة) – 6 مارس/آذار
460 وحدة في مستوطنة “زيت رعنان” (رام الله) – 26 فبراير/شباط
900 وحدة في مستوطنة “ريمونيم” (رام الله) – 12 فبراير/شباط
287 وحدة في مستوطنة “أدورا” (جنوب جبل الخليل) – 5 فبراير/شباط.
كما يجري حاليًا مناقشة تفكيك السلطة الفلسطينية واستبدالها بمناطق فلسطينية مستقلة تخضع لتنسيق أمني إسرائيلي، حيث يُعد مشروع تجريبي لهذا النموذج في مدينة الخليل، وفقًا لمصادر إسرائيلية.
تحولات دبلوماسية في الشرق الأوسط
يُنظر إلى زيارة المستوطنين إلى الإمارات على أنها جزء من جهود أوسع لإعادة تشكيل المشهد الدبلوماسي في الشرق الأوسط. ويعمل قادة المستوطنات، مثل يوسي دغان، رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة، على تعزيز العلاقات التجارية مع الإمارات منذ عدة سنوات، بهدف إعادة صياغة الخطاب حول التطبيع، بحيث لا يكون مشروطًا بإقامة دولة فلسطينية أو تفكيك المستوطنات.
ورغم أن هذه اللقاءات العلنية كانت غير واردة في السابق، إلا أنها تعكس الآن تحولًا استراتيجيًا في محاولة المستوطنين لكسب الشرعية داخل العالم العربي، بعيدًا عن القنوات الدبلوماسية التقليدية المرتبطة بالسلطة الفلسطينية.
