أخباركم – أخبارنا/ تقرير لبنان السياسي
كالصاعقة… نزل تصريح رئيس الحكومة نواف سلام على الممانعة، فقد أكد في حديث لقناة “العربية” أن “صفحة سلاح حزب الله انطوت بعد البيان الوزاري وشعار “شعب جيش مقاومة” أصبح من الماضي، وشدد على أن “البيان الوزاري ينص بوضوح على حصر السلاح بيد الدولة والجميع ملتزم بذلك، ولا أحد يعمل في اتجاه معاكس لحصر السلاح بيد الدولة”، معتبرا ان “حصر السلاح بيد الدولة لن يحدث بين ليلة وضحاها”.
في المقابل، اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان ان شطب المقاومة يمر بشطب لبنان وسيادته وهذا يعني أن المقاومة تساوي نصف عمر لبنان منذ تأسيسه.
ولفت سلام الى ان “إسرائيل تتذرع بسلاح حزب الله للبقاء في الجنوب، وهذا البقاء بالجنوب مخالف للقانون الدولي والتفاهمات الأخيرة”. واضاف: “على إسرائيل الانسحاب الكامل من الجنوب ونضغط عربيا ودوليا لذلك، والدولة وحدها هي المسؤولة عن تحرير الأراضي من إسرائيل”.
لم يكد هذا الجدل ينطلق حتى انطلقت الصواريخ باتجاه اسرائيل بما بدا رداً على تصريح رئيس الحكومة وبالتالي تسود حالة من التوتر الشديد على لبنان في ظل التصعيد العسكري الأخير على الحدود الجنوبية، حيث أُطلقت صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه المناطق الإسرائيلية، مما دفع الجيش الإسرائيلي للرد سريعًا عبر غارات جوية وقصف مكثف. التصعيد الذي شهدته المنطقة يأتي في وقت حساس حيث تسود المخاوف من تأجيج الأوضاع وتحولها إلى صراع مفتوح يهدد استقرار المنطقة.
وفي حين عبر الرئيس اللبناني جوزيف عون عن إدانته “لمحاولات استدراج لبنان مجددا إلى دوامة العنف”، أكد وزير الخارجية يوسف رجي للجزيرة أن بلاده لا تسعى للتصعيد وتعمل لدفع إسرائيل إلى وقف اعتداءاتها.
واعتبر الرئيس اللبناني أن “ما حصل اليوم في الجنوب وما يستمر هناك منذ 18 فبراير/شباط الماضي يشكل اعتداء متماديا على لبنان، وضربا لمشروع إنقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون”.و
ودعا “القوى المعنية في الجنوب اللبناني، ولا سيما لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار والجيش، إلى متابعة ما يحصل بجدية قصوى، لتلافي أي تداعيات، وضبط أي خرق يمكن أن يهدد لبنان في هذه الظروف الدقيقة”.
وطلب عون من قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل اتخاذ الإجراءات الميدانية الضرورية للمحافظة على سلامة المواطنين، والتحقيق لكشف ملابسات ما حدث.
من جهته، حذر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، وقال إنها ستعود بالويلات على لبنان واللبنانيين، وتحمل مخاطر جر لبنان إلى حرب جديدة.
وشدد سلام خلال اتصال بوزير الدفاع ميشال مِنسَّى على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والعسكرية، “بما يؤكد أن الدولة اللبنانية وحدها هي من يملك قرار الحرب والسلم”.
كما أجرى سلام اتصالا بالممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان هينيس بلاسخارت، وطالب بمضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل، للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة بالكامل.
وبدوره، دعا رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الجيش اللبناني والسلطات القضائية والأمنية ولجنة مراقبة وقف إطلاق النار إلى كشف ما حصل في الجنوب، مشيرا إلى أن إسرائيل خرقت القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 1500 مرة ولبنان ومقاومته التزما به كليا.
وقال حزب الله، في بيان، إنه يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة التصعيد الإسرائيلي الخطير، معتبرا أن “ادعاءات العدو الإسرائيلي ذرائع لاستمرار اعتداءاته على لبنان التي لم تتوقف منذ إعلان وقف إطلاق النار”.
ونفى الحزب القومي السوري علاقته باطلاق الصواريخ وأكد وقوفه خلف الدولة.
اذا الهم اللبناني يتنقل بين السياسي والامني والمالي والمعيشي ، في غضون ذلك ترأس الرئيس عون قبل الظهر امس اجتماعا امنيا في قصر بعبدا حضره قائد الجيش العماد رودولف هيكل، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء رائد عبد الله، المدير العام للامن العام اللواء حسن شقير، المدير العام لامن الدولة اللواء الركن ادغار لاوندوس. وقد هنأ الرئيس عون القادة الأربعة على تعيينهم وتسلمهم مسؤولياتهم، وزودهم بتوجيهاته لاتخاذ الاجراءات المناسبة للمحافظة على الامن والاستقرار في المناطق اللبنانيه كافة.
الى ذلك، أكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أنه على تواصل شبه يومي مع البنك الدولي في سبيل تخصيص مبلغ أولي قيمته ٢٥٠ مليون دولار وإقرار منهجية اعادة الاعمار، على أن يُبت بذلك في اجتماعات البنك الدولي أواخر شهر نيسان المقبل. على أن يتبع ذلك اجتماع لكبار المانحين بهدف جمع مليار دولار، كخطوة أولى يليها عقد مؤتمر لإعادة الإعمار. وهذا ما يفترض ان يترافق مع إجراءات داخلية تتصل بإعادة الفعالية لمجلس الانماء والإعمار، معتبراً أن آلية التعيينات التي اعتمدتها الحكومة هي المدخل الفعلي للتطبيق من خلال فتح باب الترشح لمركز رئيس وأعضاء مجلس الإنماء والإعمار.
وبما يتعلق بالودائع، أكد سلام أن لن يكون هناك أي شطب للودائع، قائلاً سنشطب كلمة “شطب الودائع”، والهدف هو تحرير الودائع، وأنه لن يقبل إلا بحل منصف للمودعين، مشدداً على البدء بمسار الإصلاح المالي عبر إعادة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وإعداد مشاريع القوانين الاصلاحية المطلوبة، وفي مقدمها مشروع قانون جديد لرفع السرية المصرفية.
وشدد سلام خلال استقباله وفداً من مجلس التنفيذيين اللبنانيين في السعودية برئاسة ربيع الأمين وأعضاء الهيئتين الإدارية والعامة، على إجراء الانتخابات البلدية في موعدها، قائلاً نحن كحكومة جاهزون لإجراء الانتخابات، ومسألة التأجيل ليست لدينا، وأي تأجيل حتى لو كان تقنياً فيقرره النواب وليست الحكومة.
وزار الوفد ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التية وقدم له رؤيته وبرامج عمله ومطالبه لا سيما حفظ حقوق المودعين المغتربين ومشاركة الإغتراب اللبناني في الإنتخابات النيابية انطلاقا من حق أي اللبناني أينما وجد أن يقترع لـ128 نائب.الرئيس بري أكد أمام الوفد على أهمية تعزيز لبنان لعلاقاته مع كافة الدول العربية الشقيقة قائلاً: هناك حقيقة يجب أن يدركها الجميع بأن لبنان لم يشتهر بأي صناعة إلا بصناعة واحدة ، هي صناعة الإنسان وهو بحمد الله قد أبدع في هذه الصناعة حيث تألقت الطاقات اللبنانية في شتى الإختصاصات وساهمت في نهوض المجتمعات والدول التي ينتشرون فيها في كل قارات العالم.
وكان الرئيس بري عرض الأوضاع العامة لا سيما المالية والإقتصادية منها خلال لقائه حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري. كما استقبل بعد الظهر قائد الجيش العماد رودولف هيكل في زيارة بروتوكولية بمناسبة تسلمه مهامه الجديد كقائد للجيش ، وكانت مناسبة جرى خلالها عرض للاوضاع العامة لاسيما الامنية والميدانية.
في سياق آخر، لبى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون غروب امس دعوة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى، الى مأدبة إفطار رمضانية، شارك فيها عدد من المسؤولين والفاعليات اللبنانية.
ووصل الرئيس عون الى دار طائفة الموحدين الدروز في بيروت، حيث كان في استقباله الشيخ ابي المنى، وعدد من الفعاليات والمشايخ الدروز.
وشدد الشيخ ابي المنى في كلمة القاها خلال الإفطار، على أهمية تضامن اللبنانيين ووقوفهم الى جانب رئيس الجمهورية واركان الدولة لبناء الوطن. وقال “ان المِنطقة تواجهُ مخطّطاً فظَاً لتفتيت العالم العربي، ونحن نرى المحاولاتِ المتكررةَ لسلخ الأقليات عن هُويتها وتاريخها وعمقِها الوجدانيّ، لكنَّ طائفةَ الموحدين الدروز كانت وستبقى في بلاد الشام مرتبطةً بجذورها العربيةِ الإسلامية، ومتمسكةً بهويتها التوحيديةِ المعروفية، وحريصةً على رسالتها الوطنيةِ القومية”.
وكان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رداً على تصريح رئيس الحكومة، اعلن في خطبة الجمعة ان “ما سمعناه من البعض من ذوي الرؤوس الطائشة كان خطيرًا، وكأن البعض منهم مندوب صهيوني في هذا البلد”، وأكد في هذا السياق قائلاً: “أحب أن أذكر أنه لولا المقاومة وتضحياتها وصمودها الأسطوري على الجبهة الأمامية وإذلالها للجيش الإسرائيلي في بلدات مثل الخيام وغيرها، لما بقي لبنان كما هو”.
وتوجه بالنصيحة إلى “أرباب هذا البعض”، قائلاً: “يجب أن يلقّنوا بعض وزرائهم معنى الوطنية حتى لا تبتلعهم المشاريع الصهيونية. وأقول وأؤكد أن حرب السيادة هي حرب تضحيات، والتضحيات السيادية هي مفخرة نصر وبقاء. ومن هزم إسرائيل وشركاءها بحربها، انتصر للبنان ودولته ومؤسساته وعيشه المشترك”.
وأعرب عن خشية من أن “بكاء البعض على إسرائيل، لا على لبنان”.
وتابع قبلان: “للتاريخ، أؤكد أننا لن نتنازل قيد شعرة عن ثقل لبنان السيادي، والمقاومة والجيش والشعب ستظل الثلاثية الضامنة للسيادة الوطنية، سواء ذُكرت في البيان الوزاري أم لم تُذكر، اعترف بها البعض أم لم يعترف. ومن يتنكّر للبنان ولتضحياته وسيادته، فهو يرتكب أسوأ خيانة وطنية”.