أخباركم – أخبارنا/ الكاتب السياسي حسين قاسم
بدأ “الغزل الأمريكي” لإيران في حرب الخليج الثانية عقب الاجتياح العراقي للكويت عام 1990، وذلك لحاجة الولايات المتحدة لإيران للمساهمة في ضرب العراق. ومنذ ذلك الحين، تم تبادل الخدمات بين الطرفين، وشهدت العلاقة تقلبات وتغيرات وفقًا لسياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة على البيت الأبيض. بلغت هذه العلاقة أوج ازدهارها في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما.
ويرى المحللون أن السبب الرئيسي لهذه الصداقة هو العداء الأمريكي تجاه السنة والعرب، وخاصة بعد اعتداءات 11 سبتمبر الشهيرة، مما أدى إلى استخدام “البعبع الفارسي” كأداة ابتزاز، وصولاً إلى تشكيل ما يُسمى بـ “الهلال الشيعي”. وقد سعى المحللون من الطرفين إلى الترويج لهذه المقولات والنظريات. ومع ذلك، من البديهي القول إن هذه المخططات والتحليلات سقطت مع مرور الوقت، وانتقلت المسألة إلى سياق آخر، شأنها شأن التغيرات المستمرة في الصراعات الدولية. وبالتالي، أصبحت إيران كـ “ليمونة الحامض” التي استُنزفت من قبل أمريكا على مدار ثلاثة عقود ونيف، وحان وقت التخلص منها.
لم يكن التخلص منها أولوية في عهد إدارة الرئيس بايدن، بينما أصبح الآن هو الأولوية في إدارة الرئيس ترامب. لذلك، شكَّلت حرب غزة الراهنة بداية لانتهاء المحور، لتليها اليمن وصولاً إلى إيران. وفي هذه الأثناء، لا يوجد مجال كبير للخيارات أمام إيران؛ إما الموافقة على الشروط الأمريكية الجديدة المتعلقة بوقف برنامجها النووي ووقف تدخلاتها الإقليمية، أو انتظار ضربة هائلة تستهدف هيكل النظام ومؤسساته النفطية والنووية.
أما بالنسبة للبنان، فلا يظهر أن هناك نية لاستئناف الحرب ضده، حيث يعتقد البعض أن حرب “البايجرز” قد قضت على القدرات الفعلية لحلفاء إيران. إلا إذا كانت تقديرات حزب الله تشير إلى أمور أخرى، قد تكون غير معروفة، مما يتيح إعادة إحياء مهمة استئناف الحرب لتصفية الأوهام التي استمرت طويلاً في الجمهورية وجماعاتها، والتي خلَّفت فائضًا من القوة التي قضت على حاملها وأهلكته، وألحقت الدمار بالبيئة المحيطة وبلبنان بشكل عام.
وأخيرًا، هل من يتعظ؟ هل من يقرأ المتغيرات؟ هل من يسمع عن الصفقات بين كبار الكون؟
بصراحة كاملة، إن مصلحة حزب الله تكمن في وجود فرصة ذهبية له لتسليم الدولة اللبنانية بشكل كامل دون شروط.