أخباركم – أخبارنا
كتب حنا صالح في صبيحة اليوم ال1986 على بدء ثورة الكرامة
من صواريخ المطلة إلى إنفلات العدوانية الصهيونية قتلاً وتدميراً من الجنوب إلى أقصى البقاع، وما بدا في بعض اللحظات وكأن الأمور عادت إلى ما قبل إتفاق وقف النار،
يتأكد المؤكد تكراراً وهو أن بقاء السلاح، أي سلاح، خارج الشرعية، هو وصفة سيئة لتوريط البلد وإستدراجه مجدداً إلى حرب مدمرة.
السلاح الفئوي اللاشرعي “المقاوم” لم يوفر الحماية لحامليه، ولم يؤمن الحماية للبلد، ولم يلبي المزاعم عن إسناد غزة. كان سبب الويلات التي ضربت البلد بعد بدء “حرب المشاغلة”، وبقاء هذا السلاح يمنح العدو المتربص بالبلد الكثير من الذرائع، لبقاء الإحتلال الذي يتوسع كل يوم في شريط أمني عازل، ما يترك المنطقة خالية قسراً من أهلها، عندما يؤجل العودة الآمنة والمستدامة ويمنع كل إمكانية لبدء إعمار ما تهدم وهو أضعاف ما أنزله العدو بلبنان في حرب تموز 2006.
لقد تمكن لبنان بصعوبة من إجتياز تداعيات إطلاق الصواريخ، الهدية للعدو، التي إستهدفت كل اللبنانيين ومصالحهم من بوابة إستهداف الموقف التي أطلقها رئيس الحكومة، وعليه السلطة مطالبة بعدم التنازل أو التراجع عن السقف السياسي الذي أبرزه البيان الرئاسي والمواقف الحازمة لرئيس الحكومة. والآن المراوحة بالغة الخطورة، والتتمة معروفة وتفترض خطوات جدية ترسم سياق تسليم السلاح تطبيقاً لإتفاق وقف النار، الذي فاوض بشأنه الثنائي المذهبي وأقر بحصر السلاح بيد الدولة، وتم تثبيت ذلك في خطاب القسم وشكل أحد المحاور الرئيسية في البيان الوزاري.
لقد بات تسليم السلاح اللاشرعي أولوية من شأنها أن تدعم التوجه لتطبيق القرار الدولي 1701 بكل مندرجاته، وتمكن البلد من مواجهة ضغوطٍ سياسية لا طاقة له على تحملها. المصلحة الوطنية تفترض العمل المتكامل للعودة إلى إتفاق الهدنة وما يوفره من ضمانات للحدود والسيادة كما وأنه يمنع إستخدام لبنان منطلقاً لعمليات ضد إسرائيل. أما المزايدة من جانب بعض حزب الله وأبواقه، التي تحث على خوض مواجهة عسكرية للخروقات والتعديات، وتشكك بالمنحى السياسي والديبلوماسي المعتمد لفرض التحرير، فهي تعبير عن عقم بقراءة المشهد كاملاً ولا سيما الخلل الكبير بموازين القوى بين العدو وكل بلدان الطوق من جهة، ومن الجهة الأخرى تعبر عن منحى يستهدف المرحلة الجديدة التي دخلها البلد وقطعه مع مرحلة إختطاف البلد وإستتباعه. إن في خلفية مواقف حزب الله رهان قائم على فرض إبقاء لبنان، بشكلٍ أم بآخر، أسير الأجندة الإيرانية التي لم تنفك تأمل بإستمرار بقاء لبنان ورقة تدعم مخططاتها. وهذا الرهان لا ينبغي التغافل عنه بل العمل الجاد لإحباطه تتويجاً لخروج البلد فعلياً من زمن الثلاثية الخشبية!