أخباركم – أخبارنا/ همسة/ مصطفى أحمد
تنمو نزعات التطرف السياسي والديني لدى جميع الفئات في المجتمع اللبناني ، صحيح انها لا تزال جنينية لدى البعض ، وقطعت شوطا لا بأس به عند البعض الاخر ، ولا يغرنكم هنا ما الذي يرتديه هذا المتطرف او ذاك من ثياب او ماذا يشرب او ماذا يأكل او كيف يجلس او كيف يتكلم ، بل ينبغي ان تنظروا الى ما يحمله من افكار ، والى ما يقوم به من ممارسات .
وتشكل هذه النزعات مؤشرا خطيرا ، يدل على اننا قادمون على صعوبات ومشاكل كثيرة ، ان لم تقم القوى المتنورة في المجتمع والقوى الحريصة على الوحدة الوطنية ، وعلى لبنان الواحد الموحد ، وعلى تعزيز قيم التسامح والتفاهم بين جميع مكونات المجتمع اللبناني .
المشاكل تطوقنا من كل الاتجاهات والعقلانية تكاد تفسح المجال للغوغائيات المتنوعة والمتعددة ، بعضها هو فعل والبعض الاخر هو ردة فعل سرعان ما سيتحول الى فعل مقابل .
لقد جربنا في الماضي اقصى درجات التطرف وفي كل المجالات وفي كل الميادين عبر تاريخنا الطويل ، ولكنها بالنهاية كانت تتحطم وبشكل تدريجي عند صخرة الوحدة الوطنية ، وصخرة الحياة الحرة والكريمة ، وصخرة الانسانية ، وعند صخرة التقدم والتطور .