أخباركم – أخبارنا
كتب حلمي موسى من غزة يسعد صباحكم ورمضان كريم وأمل لا يتزعزع بقرب الفرج وزوال الاحتلال.
تشدد إسرائيل من غاراتها على القطاع شمالا وجنوبا وتعيد تجريب المجرب حينا وتختبر وسائل وادوات لم يسبق لها ان استخدمتها على نطاق واسع. وفي كل الاحوال تسغى لتحطيم ارادة شعبنا وصموده على امل ان تفرض واقعا يخدم فقط اغراضها ولا يسمح بتسوية عادلة. وبكلمات اخرى تعود إسرائيل الى منهج نتيجته صفر اما في جانبها او في الجانب المقابل وهو منهج اطال الصراع وادماه. ولا يبدو في الافق ان هناك وسيلة لاجبار العدو على تغيير منهجه هذا سوى المقاومة. فالاسترخاء امامه ينعش الظاهرة الكهانية ويتوج بن جفير وسموتريتس على راس الحملة والمنهج.
ورغم ان ادارة ترامب تسابق نفسها للتقدم حتى على خطوات اليمين المتطرف في اسرائيل فانها تضطر احيانا للاعتراف بالواقع.
مظهر الانقسام داخل اسرائيل يثير شكوكا داخلية قوية حول مستقبلها. كثيرون يفكرون في تركها اما بسبب تفاقم الوضع الامني جراء منهج الحرب الدائمة الذي اختطته حكومة نتنياهو او بسبب الاعباء الاجتماعية والاقتصادية لهذه الحرب. اميركا تحذر مواطنيها من السفر الى إسرائيل او التحرك فيها وترى ان تطورات امنية سيئة يمكن ان تقع. والشيكل في تراجع زكذلك البورصة الإسرائيلية. تحذيرات من تراجع نسبة المستجيبين لاوامر الخدمة الاحتياطية.
ومع ذلك حرب تشن باشكال مختلفة في اربع جبهات حتى الآن وسياسات حكومة نتنياهو قد تزيدها. وفي المقابل جمود تقريبا على جبهة الاتصالات من اجل تبادل الاسرى ووقف الحرب في غزة.
وتشير الصحافة الاسرائيلية الى ان
المفاوضات لإطلاق سراح الاسرى وصلت إلى طريق مسدود تماما، حيث لم تبد حماس أي استعداد للعودة إلى طاولة المفاوضات ومناقشة خطة ويتكوف. وعلى خلفية الجمود في المحادثات، فإن التقييم في إسرائيل هو أن الجيش الإسرائيلي سوف يكثف جهوده وينتقل إلى المرحلة التالية من القتال في قطاع غزة خلال فترة قصيرة للغاية من الزمن.
في الوقت نفسه، قال مكتب رئيس الوزراء إن بنيامين نتنياهو تحدث قبل مساء (الأحد) مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. وفي الاتصال ناقش الجانبان التطورات الإقليمية، وتركزت على قضية إطلاق سراح الرهائن وتجدد القتال في قطاع غزة. وبحسب الإعلان الرسمي، أعرب وزير الخارجية روبيو عن دعم الولايات المتحدة “الثابت” لإسرائيل وسياساتها. ويأتي هذا التصريح في وقت مهم، حيث تستعد إسرائيل لتصعيد حملتها العسكرية في قطاع غزة.
وحسب معاريف فانه منذ انتهاء وقف إطلاق النار المؤقت قبل عدة أسابيع، استمرت الجهود الدبلوماسية لاستئناف المفاوضات، ولكن دون أي نجاح حقيقي. وتهدف خطة ويتكوف، التي صاغها وسطاء دوليون، إلى إطلاق سراح الرهائن مقابل المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار المؤقت، لكن حماس لم توافق بعد على مبادئها.
منذ استئناف القتال، يعمل جيش الدفاع الإسرائيلي على ثلاثة مستويات رئيسية: الأول، استهداف القيادة السياسية والحكومية لحماس في غزة، بما في ذلك وزراء حماس وكبار المسؤولين وأولئك الذين يشغلون مناصب داخل قيادة المنظمة. ومن بين الذين تمت تصفيتهم حتى الآن: وزير العدل في حكومة حماس، ووزير الداخلية، ورئيس جهاز الأمن الداخلي لحماس في غزة.
وتركز الطبقة الثانية على تعطيل هياكل القيادة والإضرار بقدرة المنظمة على إدارة نفسها بطريقة عسكرية منظمة. ويقوم جهاز الأمن العام (الشاباك) بتحديد الأهداف، ويقوم جيش الدفاع الإسرائيلي بتنفيذ عمليات الاغتيال استناداً إلى معلومات استخباراتية دقيقة. وفي الأيام الأخيرة تم اغتيال نائب قائد لواء غزة الذي كان مسؤولاً عن التخطيط للعمليات وكان مشاركاً في التخطيط لعملية السابع من أكتوبر. كما تم القضاء على قائد كتيبة الشجاعية ، الذي قاد الكتيبة خلال معظم فترة الحرب. أما الطبقة الثالثة فهي ضرب عناصر حماس الميدانيين، باستخدام قوات المناورة وأنظمة النيران التابعة لسلاحي الجو والبحرية.
وبناء على تقييم الوضع، بدأت قوات الفرقة 36 الاستعداد للنشاط في قطاع القيادة الجنوبية. وفي الأشهر الأخيرة، أنجزت الفرقة مناورات في لبنان وأشهراً طويلة من النشاط العملياتي في القطاع الشمالي. تتضمن الفرقة وحدات مناورة (مدرعات، مشاة، وهندسة) بما في ذلك اللواء 188، واللواء السابع، ولواء الجولان، ولواء عتسيوني، وكتائب سلاح الهندسة، بالإضافة إلى لواء مدفعية تشكيل الجولان، ولواء مشاة فرقة، وقوات دعم قتالية إضافية.
وتأمل المؤسسة الأمنية أن يؤثر الهجوم على الأهداف البشرية في حماس على المنظمة في المدى القريب، حيث ينشغل الناشطون والمسؤولون الكبار في الوقت الحالي بالبقاء على قيد الحياة. ويُقدَّر أيضاً أن الهجوم على الرتب العليا والمتوسطة قد يضعف حماس ويجعل من الصعب عليها استعادة قدراتها العسكرية والحكومية على المدى الطويل.
اما ويتكوف فاعلن بشكل لا لبس فيه: “حماس مسؤولة عن تجدد القتال – إنها مسؤولة عن ذلك”
وفي مقابلة أجراها المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ترامب، ستيف ويتكوف، مقابلةً امس (الأحد) على قناة فوكس نيوز، وأعرب عن موقفٍ قاطعٍ بشأن تجدد القتال في غزة ومسؤولية حماس عن انهيار محادثات الصفقة. وزعم ويتكوف في المقابلة: “كانت لدى حماس كل الفرص لنزع سلاحها وقبول العرض الذي عُرض عليها، لكنها رفضته”. “حماس هي المعتدية هنا.”
واصل ويتكوف توضيحه بشأن القتال: “الأمر يتعلق بحماس. الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل”. وأضاف: “حماس مسؤولة عن تجدد القتال في غزة بعد رفضها جميع الجهود المبذولة للمضي قدمًا في الاتفاق الذي طُرح على الطاولة وكان مقبولًا تمامًا”.
ومع ذلك، أعرب ويتكوف عن أمله ورغبته القوية في عودة الجميع إلى طاولة المفاوضات والعودة إلى مناقشة الاقتراح الذي طرحه على الطاولة، والذي ادعى أنه “مقبول تماما”.
وتأتي هذه المقابلة بعد مقابلة دراماتيكية أخرى أجراها ويتكوف خلال نهاية الأسبوع مع الصحفي المحافظ تاكر كارلسون، حيث أعرب عن شكوكه بشأن سلوك نتنياهو وانتقده. قال ويتكوف آنذاك: “أعتقد أن بيبي يشعر بأنه يفعل الصواب. لكنه يفعل ذلك ضد الرأي العام. يريد الجمهور الإسرائيلي عودة المختطفين، ونحن بحاجة إلى إعادتهم إلى ديارهم”.