أخباركم – أخبارنا
في ظل تصاعد التوتر الإقليمي بين إسرائيل وحزب الله، كشفت مجلة “جون أفريك” عن تفاصيل ما وصفته بـ”الحرب السرية” التي يخوضها جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” ضد شبكات حزب الله في القارة الإفريقية، حيث تنتشر جالية لبنانية كبيرة تُوضع تحت المجهر الأمني بسبب شبهات التمويل والدعم. وتأتي هذه المعلومات في سياق يتزامن مع تصعيد عسكري إسرائيلي على الحدود مع لبنان، مما يعكس تنامي الأبعاد الدولية للصراع.
النص المعاد صياغته:
تخوض إسرائيل، عبر جهاز استخباراتها “الموساد”، حربًا سرية ضد منظمة حزب الله اللبنانية في عدة دول إفريقية، بحسب تقرير نشرته مجلة جون أفريك في 24 مارس الجاري. وذكرت المجلة أن الموساد ينشط بشكل متزايد في مراقبة الجاليات اللبنانية في القارة، مستهدفًا تحديد شبكات تمويل ونفوذ يشتبه في ارتباطها بالحزب.
ونقلت المجلة عن عميل سابق للموساد عمل في لبنان وساحل العاج، أن “كل الشيعة من لبنان، وخاصة الآتين من الجنوب، يُعتبرون تلقائيًا مشتبهًا بهم كممولين محتملين لحزب الله”. وبحسب خبير أمني إسرائيلي تحدث للمجلة، فإن العديد من رجال الأعمال اللبنانيين في غرب إفريقيا يقدمون ما وصفه بـ”تبرعات طوعية” للحزب، مضيفًا: “إما أن يدفع اللبنانيون هذه الضريبة، أو يتم تهميشهم من مجتمعهم المحلي”.
وأكدت المجلة أن الموساد ينشط بوجه خاص في الغابون وكوت ديفوار والكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى. وبينما ترفض بعض هذه الدول التحقيق مع الجاليات اللبنانية لدورها الاقتصادي المهم، فإنها تسعى في الوقت ذاته إلى الحفاظ على علاقات وثيقة مع إسرائيل، مما يفسح المجال أمام تعاون استخباراتي.
وبحسب المجلة، فإن التعاون بين إسرائيل وبعض الدول الإفريقية، لا سيما كوت ديفوار، يشمل تبادلًا مباشرًا للمعلومات مقابل تزويد هذه الدول بالتكنولوجيا الأمنية المتقدمة. وأوضح مصدر في القطاع الأمني أن “الصفقة دائمًا هي نفسها: الإسرائيليون يوفرون التكنولوجيا، لكنهم يطلبون في المقابل الوصول إلى المعلومات الاستخباراتية التي يتم جمعها”.
ويُظهر التقرير أن إسرائيل نجحت في توسيع هذا النموذج الاستخباراتي ليشمل عشرات الدول الإفريقية، من المغرب ونيجيريا إلى كينيا والكاميرون، بهدف “رسم خريطة كاملة” لشبكات حزب الله المالية وشبكات نفوذه في القارة.
وتأتي هذه المعلومات في وقت حساس، حيث صرح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من شهر مارس أن الجيش تلقى أوامر بقصف عشرات المواقع في جنوب لبنان، ردًا على إطلاق قذائف من لبنان باتجاه منطقة المطلة في شمال إسرائيل. وسجلت قوات الجيش الإسرائيلي لأول مرة منذ نوفمبر 2024 هجمات من الجانب اللبناني باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى إصدار أوامر برد فوري وموسع.
بهذا، يتضح أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله لم تعد مقتصرة على حدود الجنوب اللبناني، بل باتت تمتد في شكل معركة استخباراتية إقليمية تشمل القارة الإفريقية، وتكشف عن تصعيد غير معلن في ساحة قد لا تكون مرئية إعلاميًا، لكنها شديدة التأثير على موازين القوة بين الطرفين.