أخباركم – اخبارنا
في ظل التطورات الدبلوماسية المتسارعة، تشهد بيروت حراكًا دوليًا مكثفًا، حيث وصلها المبعوث الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، في زيارة تستمر يومين، وذلك قبيل زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى فرنسا في الثامن والعشرين من الشهر الجاري
لودريان، الذي يحمل في جعبته ملف إعادة الإعمار، يلتقي الرئيس عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام. وتهدف لقاءاته إلى وضع إطار مؤسساتي يتوافق مع المعايير الدولية في مجال التمويل، وهو أمر تسعى باريس إلى تحقيقه لإقناع الشركاء الدوليين بضرورة الالتزام بتمويل إعادة الإعمار في لبنان.
ورغم الدعم الفرنسي للبنان، فإن باريس تربط أي مساعدات مالية بتنفيذ إصلاحات حقيقية تعيد الثقة إلى المؤسسات اللبنانية، وهو مطلب يشكل تحديًا للطبقة السياسية
بعد انتهاء زيارته إلى لبنان، من المنتظر أن يتوجه لودريان إلى الرياض والدوحة، في إطار حراك دبلوماسي أوسع يتعلق بملف لبنان. فالدوران السعودي والقطري يُعتبران أساسيين في أي حل اقتصادي أو سياسي مستقبلي، وهو ما تحاول فرنسا استثماره لصالح مشروعها لدعم لبنان.
بالتوازي مع الجهود الفرنسية، تتحرك الولايات المتحدة في اتجاه مختلف، إذ تربط أي دعم مالي للبنان بمسألة نزع سلاح “حزب الله”. وفي هذا الإطار، من المقرر أن تصل نائبة المبعوث الأميركي، مورغان أورتاغوس، إلى بيروت الأسبوع المقبل. ووفق المعلومات الصحفية، فإنها ستؤكد على موقف واشنطن الداعي إلى نزع سلاح الحزب بالكامل، وستطرح معادلة “الإعمار مقابل نزع السلاح”، وهو ما قد يزيد من تعقيد المشهد اللبناني.
ماذا يحمل لو دريان إلى بيروت؟
من حيث المبدأ فإن لقاءات لو دريان ستحضر لزيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون للعاصمة الفرنسية حيث سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ويبحث معه التطورات في لبنان وما ستقوم به فرنسا من مساعدة بلبنان في المرحلة المقبلة أما في التفاصيل فتقول التقارير أن لو دريان سيشهد في لقاءاته على عدد من النقاط ابرزها:
- تاكيد فرنسا على لعب دور فاعل ومتميز لترسيم الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان.
- استعداد فرنسا على زيادة عديد قواتها العاملة ضمن إطار قوات حفظ السلام في لبنان، وذلك بهدف مساعدة لبنان على تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.
- متابعة تنفيذ الاتفاق الأميركي الفرنسي والذي أفضى الى وقف إلحرب بين لبنان واسرائيل.
- استعداد فرنسا لعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان في باريس. وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان تحديد موعد انعقاد هذا المؤتمر سيبحث بين الرئيسيين الفرنسي ايمانويل ماكرون واللبناني جوزف عون نهار الجمعة المقبل، مرجحة انعقاده في تموز المقبل.
ما بين الطرح الفرنسي الساعي إلى إصلاحات مؤسساتية والطرح الأميركي المرتبط بالشق الأمني، يجد لبنان نفسه أمام تحديات كبرى. فهل تستطيع الحكومة اللبنانية تحقيق التوازن بين هذه الضغوط، أم أن البلاد ستظل رهينة التجاذبات الدولية في ظل أزماتها الداخلية؟