أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين الميداني
في ليلة سوداء حيث لا كلمات إلا رجفة القلب وأصابع متشبثة بالكفن الأخير “لمين أضل يا خلود”، علَّها تحصل على إجابة، لكنها الحرب والموت!
وقبل أن تتعافى من صدمتها الأولى بفقد والدتها وإخوتها، يُفجِع الفقد قلب “رجاء” مجدداً ليخطف منها شقيقتها “خلود” الوحيدة التي نجت معها من استهداف سابق قبل عودة حرب الإبادة.
وأظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد قاسية للحظة وداع الفتاة رجاء عليان لشقيقتها خلود، بعد أن استشهدت في قصف غادر على مدينة بيت لاهيا شمال القطاع.
وكانت الناجية الوحيدة قد تعرضت لقصف سابق خلال فترة حرب الإبادة على القطاع، أفقدتها والدتها وشقيقتيها “مرح و بيسان”، بينما نجت معها شقيقتها “خلود” التي ارتقت الليلة الماضية.
وفي مشهد مُفجِع لا تسع الكلمات وصفه كما حال “رجاء” التي لم تستطع البوح، إلا برجفة صوت ويدين، وغصة كادت أن تخلع قلبها أمام جسد أختها المسجى على الأرض.
ميدانيا، أعلنت الصحة يوم امس الثلاثاء. ارتفاع ضحايا الحرب العدوانية إلى 50,144 شهيدا و 113,704 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقالت الصحة في تقريرها اليومي انه وصل مستشفيات قطاع غزة 62 شهيدا و 296 إصابة، خلال 24 ساعة الماضية. حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس بلغت 792 شهيدا، 1,663 إصابة.
وما يزال مصير تسعة من أفراد طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني مجهولًا لليوم الثالث على التوالي، بعد أن حاصرتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي واستهدفتهم في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية إن الغارات الإسرائيلية على القطاع الليلة الماضية، والتي وصفت بأنها “الأصعب”، أسفرت عن استشهاد أكثر من 20 شخصًا.
ففي محافظة رفح جنوب القطاع، ارتقى شهداء ومصابون في قصف الاحتلال الإسرائيلي مركبة مدنية في شارع “القصاص” بحي الزهور، عرف من الشهداء: السائق تامر برهوم، والشهيد عبد الرحمن الزاملي.
وامس تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي تخلله انفجارات عنيفة وإطلاق نار بشكل متواصل على مناطق حي تل السلطان والسعودي غرب المدينة.
واستشهد المواطن محمد خالد أبو ماضي متأثراً بجراحه في قصف إسرائيلي على المدينة، فيما انتشلت طواقم الدفاع المدني شهيدًا من منطقة الشاكوش شمال غرب المدينة، بعد إصابته برصاص الاحتلال.
وفي خانيونس، شنت طائرات الاحتلال غارة جوية على أرض زراعية، بالتزامن مع قصف مدفعي على بلدة عبسان الكبيرة شرق المدينة، فيما قصفت طائرات الاحتلال خيمة في منطقة طبريا في مواصي خانيونس.
ووسط القطاع، استهدفت الطائرات الحربية منزلاً في مخيم 1 في النصيرات لعائلة ناهض مصلح، تبعها غارة جوية إسرائيلية على منزل عائلة شومر في منطقة البصة غربي مدينة دير البلح، فيما أطلقت آليات الاحتلال النار شرق المدينة.
وفي شمال القطاع، استشهد 4 فلسطينيين وأُصيب آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بيت لاهيا، تزامنا مع قصف مدفعي مكثفا، فيما استهدفت غارة جوية منزلًا في جباليا.
وفي مدينة غزة، أفاد الدفاع المدني بارتقاء 5 شهداء وإصابة 12 شخصًا بقصف إسرائيلي استهداف عمارة جودت قرب مسجد الفاروق المجاور لمضخة الصرف الصحي في حي الزيتون جنوب شرق المدينة.
وشنت طائرة الاحتلال غارة على منزل عائلة “الوادية” في منطقة الشعف شرق مدينة غزة، حيث وصلت عدة إصابات إثر ذلك إلى المستشفى المعمداني..
وشهد قطاع غزة تصعيدًا مع استمرار الغارات الإسرائيلية التي أسفرت عن استشهاد 23 فلسطينيًا على الأقل منذ فجر الثلاثاء، بينهم أطفال، وجرح العشرات في قصف استهدف المنازل وخيام النازحين. كما استشهد الأسير المُحرر جبر عمار، متأثرًا بجراحه إثر القصف، بعد تاريخ طويل من المقاومة والإبعاد.
وتعرّضت خيام النازحين في المواصي الغربية بخانيونس لغارات مكثّفة أدّت إلى وقوع شهيدين وعدد من الإصابات، وسط حالة هلع ونزوح كبير.
وخلّفت الغارات الإسرائيليّة عددًا كبيرًا من الشهداء الأطفال جرّاء الغارات الإسرائيلية على خانيونس فجر امس، حيث امتلأت مشرحة مستشفى ناصر بجثامين الأطفال والشهداء.
وأصدر الجيش الاسرائيلي بيانًا، زعم فيه أنّ الصحافي الشهيد حسام شبات الذي ارتقى إثر غارة استهدفت مركبته بغزة، كان عضوًا في “كتيبة بيت حانون”.
واستشهد الأسير المحرر جبر عمار، متأثّرًا بإصابته في قصف إسرائيليّ سابق، وهو أسير مُحرر أمضى نحو عقد ونصف في سجون الاحتلال، وتحرر في صفقة التبادل خلال الثمانينيّات، وكان من كوادر المقاومة في غزة بعد 1967، ويعتبر من مؤسسي الحركة الإسلامية في السجون، وعاد إلى غزة بعد إبعاد استمر ثلاثة عقود إلى السودان.
ونفذت قوات الاحتلال عمليات إطلاق نار وقصف مدفعي مكثّف في المناطق الشمالية والشرقية من غزة. كما استهدفت خيام نازحين في المواصي بغرب خان يونس وأطلقت النار على منازل شرقي دير البلح.
ودعت حركة حماس قادة الأمة العربية والإسلامية إلى اتّخاذ موقف حاسم لوقف العدوان ورفع الحصار. كما طالبت خطباء المساجد بتخصيص خطبة الجمعة لدعم الشعب الفلسطيني وصموده.
ويتزامن التصعيد الحالي مع إعلان الوزير الإسرائيلي ديرمر عن خطته للسيطرة العسكرية على غزة، وسط حديث عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة عن رفضه التواصل معهم بشأن مصير أبنائهم.
ونقل موقع “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤول إسرائيليّ أنّ الوزير ديرمر سيبحث في واشنطن هذا الأسبوع خطة للسيطرة العسكرية على غزة، وقال المسؤول الإسرائيلي إنه لم بعد حسم ملف السيطرة المدنية في غزة بما في ذلك مسألة فرض حكم عسكري.