أخباركم – أخبارنا/ القريّا
أحيا المئات من أهالي السويداء، ذكرى رحيل قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، من صرح الباشا في بلدة القريّا جنوب السويداء، اليوم الأربعاء.
الاحتفال الذي كان يقتصر على قوى المعارضة قبل سقوط نظام الأسد، شهد اليوم مشاركة واسعة من المرجعيات الدينية والاجتماعية، وكان فرصة للتعبير عن مواقف سياسية متلائمة مع الاتجاه الذي سلكه سلطان باشا الأطرش.
رفض التقسيم، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية وكذلك التركية على الأراضي السورية، إضافة إلى استنكار سياسات الإدارة الجديدة في سوريا وآخرها في الإعلان الدستوري. كانت هذه من أهم المواقف التي عبرت عنها القوى السياسية والاجتماعية المشاركة في الاحتفال.
كما تخلل الاحتفال طابع كرنفالي، حيث رُفعت الأعلام الوطنية إلى جانب رايات التوحيد، وحضرت الخيول العربية الأصيلة مع التراث الشعبي للجبل..
سيرة سلطان باشا الأطرش (1891–1982)
القائد العام للثورة السورية الكبرى
الاسم الكامل:
سلطان بن علي بن أسعد الأطرش
اللقب:
سلطان باشا الأطرش
تاريخ الولادة:
5 مارس 1891 – قرية القريّا، محافظة السويداء، جنوب سوريا
تاريخ الوفاة:
26 مارس 1982 – القريّا، سوريا
خلفيته العائلية والانتماء
ينتمي سلطان باشا الأطرش إلى عائلة الأطرش، وهي من أبرز العائلات الدرزية في جبل العرب (جبل الدروز)، وكانت معروفة تاريخيًا بمكانتها السياسية والاجتماعية. نشأ في بيئة وطنية، وكان والده علي الأطرش من كبار زعماء الدروز، وشارك في مقاومة الحكم العثماني.
دوره في مقاومة العثمانيين
في شبابه، قاتل إلى جانب والده وأهالي جبل العرب ضد الحكم العثماني. وقد سجنه العثمانيون في سجن دمشق لعدة أشهر عام 1911 بسبب مشاركته في الثورة على التجنيد الإجباري.
دوره في الثورة العربية الكبرى (1916–1918)
انضم الأطرش إلى الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين، وكان قائدًا لفصائل من جبل العرب. دخل دمشق في أكتوبر 1918 مع القوات العربية والفرنسية، رافعًا راية الثورة العربية.
الثورة السورية الكبرى (1925–1927)
أسباب الثورة:
- القمع الفرنسي لسكان جبل العرب.
- اعتقال قادة الجبل من قبل الفرنسيين في 1925.
- تدهور الأحوال السياسية بعد الاحتلال الفرنسي لسوريا عام 1920 وإلغاء الحكم الوطني.
انطلاق الثورة:
في يوليو 1925، قاد سلطان باشا الأطرش انتفاضة واسعة ضد الاستعمار الفرنسي بدأت من جبل العرب وامتدت إلى دمشق، والغوطة، وريف حماة، ودير الزور.
مواقفه:
- طالب بوحدة سوريا واستقلالها.
- رفض تقسيم البلاد إلى دويلات طائفية كما أراد الفرنسيون.
- دافع عن الهوية العربية لسوريا.
نتائج الثورة:
- كانت أكبر ثورة ضد الاحتلال الفرنسي في سوريا.
- استمرت عامين، وأثبتت صمود الشعب السوري رغم القصف والتدمير.
- انتهت بسبب التفوق العسكري الفرنسي، لكن الأطرش ظل رمزًا وطنيًا.
النفي والعودة:
- بعد فشل الثورة، لجأ إلى الأردن ثم إلى السعودية (ضُيف من قبل الملك عبد العزيز آل سعود)، ثم عاد إلى سوريا عام 1937 بعد إصدار العفو العام.
- رفض أي منصب سياسي، واعتبر نفسه جنديًا في خدمة الوطن.
مواقفه الوطنية بعد الاستقلال:
- دعم الوحدة العربية.
- أيد دولة الوحدة بين سوريا ومصر (1958) بقيادة جمال عبد الناصر.
- انتقد الانقلابات العسكرية في سوريا.
- رفض الانخراط في أي صراعات طائفية، وكان يدعو دائمًا إلى وحدة الصف الوطني.
وفاته وتكريمه:
- توفي سلطان باشا الأطرش في القريّا عام 1982 عن عمر يناهز 91 عامًا.
- أقيم له ضريح وطني كبير، وتحوّل منزله في القريّا إلى متحف وطني.
- يُعتبر حتى اليوم أحد أهم الرموز الوطنية في التاريخ السوري والعربي.

أقوال مأثورة:
“الدين لله والوطن للجميع.”
“الحرية تؤخذ ولا تُعطى.”
“الثوار يزرعون والنصر يجنيه الأجيال القادمة.”
سلطان باشا الأطرش، القائد العام للثورة السورية الكبرى، كان له دور بارز في مقاومة الاستعمار الفرنسي، وعبّر عن مواقفه الوطنية من خلال العديد من الرسائل والبيانات الثورية. فيما يلي أبرز هذه الرسائل:
1. بيان “إلى السلاح” (23 آب 1925):
في هذا البيان، دعا الأطرش الشعب السوري إلى الانتفاض ضد الاحتلال الفرنسي، مؤكدًا على أهمية الوحدة والحرية. جاء في البيان:
“يا أحفاد العرب الأمجاد، هذا يوم ينفع المجاهدين من جهادهم، والعاملين في سبيل الحرية والاستقلال عملهم. هذا يوم انتباه الأمم والشعوب. فلننهض من رقادنا ولنبدد ظلام التحكم الأجنبي عن سماء بلادنا.”
2. رسائل إلى القوى الدولية:
خلال الثورة، وجّه الأطرش رسائل إلى مجلس النواب الفرنسي، ووزارة الخارجية الأمريكية، ورئاسة مجلس الوزراء في بريطانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى الصحف الأوروبية، يشرح فيها جرائم الاستعمار الفرنسي في سوريا، ساعيًا لكسب الدعم الدولي لقضية بلاده.
3. رسائل متبادلة مع الشخصيات الوطنية:
تبادل الأطرش الرسائل مع العديد من الشخصيات الوطنية، منها رسالة إلى السيد أمين الأعور، صاحب مجلة “بيروت المساء”، حيث ناقشا فيها قضايا الثورة والمقاومة.
