الأربعاء, أبريل 30, 2025
18.4 C
Beirut

مؤشرات هزيمة الغرب الأطلسي في أوكرانيا !

نشرت في

كتب زياد أ. يممين لـ” أخباركم – أخبارنا”
المهزوم في الحرب هو من يصرخ أولاً ويطالب بمفاوضات لإيقافها، وهذا ما تفعله واشنطن في أوكرانيا. لكن لسوء حظها، فهي لا تملك أي عوامل قوة تضغط بها على روسيا للحفاظ على ماء وجهها، والمؤشرات عن ذلك كثيرة وخطيرة، كالتضخم الأميركي الذي لن تتم السيطرة عليه، إضافة إلى دينها العام الذي تجاوز 36 ألف بليارد دولار، والذي يضعها في موقع كارثي مع دائنيها (سندات الخزانة الأميركية) كاليابان والصين وكوريا الجنوبية وفرنسا وبريطانيا وغيرها حيث تسعى جميعها إلى التخلص منها. زد على هذا، العجز في ماليتها العامة الذي بلغ 1600 بليارد دولار، مما سينعكس سلباً على واشنطن مستقبلاً في المحافظة على قدراتها التسلحية والدفاعية التي أصبحت متخلفة في الكم والنوع. فهي أصبحت بالكاد قادرة على تلبية مستلزمات جيشها، فكيف بأوكرانيا وجبهات الشرق الأوسط الحالية وربما بحر الصين الجنوبي لاحقاً. وهي لن تكون قادرة وللأسباب الاقتصادية ذاتها، على تمويل مجمعها الصناعي – العسكري، فمن أين ستموّل أكثر من 700 قاعدة عسكرية أميركية منتشرة حول العالم لكي تتمكن من الانتصار في حروبها الآتية؟ أما الحروب التجارية التي بدأتها بفرض الرسوم الجمركية على وارداتها لتحسين بعض قطاعات إنتاجها المحلي، فهي لن تلغي الانهيارات المالية التي بدأت فعلاً، وأهمها ما حصل في بورصة نيويورك مؤخراً حيث أدى هبوط قيمة بعض الأسهم إلى خسائر بقيمة 1700 بليارد دولار!
أما أوروبا فهي ضعيفة عسكرياً وجيوشها قليلة العدد والتسليح والتدريب والجهوزية القتالية، إضافة إلى انقسامات دولها سياسياً في ما بينها مما سيمنع وضع استراتيجية دفاع أوروبي موحدة قريباً، واقتصادات دولها (خاصة ألمانيا وفرنسا) تعاني من إفلاسات مالية بعد فك ارتباط إنتاجها المدني والصناعي بمصادر الطاقة الروسية الرخيصة التي لطالما أمّنت لها ميّزات تنافسية سمحت لهم بتحقيق فوائض ضخمة في ميزانياتها العامة وموازين مدفوعاتها محققة لشعوبهم الرخاء المعيشي والإجتماعي. لهذا، فإن المواطن الأوروبي لن يتخلى بسهولة عن هذه المكتسبات لصالح إعادة تسليح جيوشه (أقله على المدى المتوسط)، عبر التسديد من جيبه الخاص لصالح دولة ليست عضواً في الإتحاد الأوروبي في الأصل، وخاصة بعد إدراك الجميع بأن أوكرانيا قد خسرت حربها فعلياً ضد الروس. جميع هذه المؤشرات التي تعتبر الأساس في تحديد من المنتصر ومن المنهزم في الصراعات المصيرية، تؤكد بأن حرب أوكرانيا التي افتعلها الغرب الأطلسي افتعالاً لتفتيت الفيديرالية الروسية، انعكست سلباً وانقلبت هزيمة عليه .

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

هدوء حذر في جرمانا بعد اشتباكات دامية على خلفية إساءة دينية وتحركات لاحتواء الأزمة

أخباركم - أخبارناهدأت الاشتباكات التي اندلعت في جرمانا على خلفية تسجيل صوتي يسيء للرسول،...

More like this

الضربة الجوية الاسرائيلية بلا قيمة عسكرية فما هي مقاصد تل أبيب السياسية من التصعيد؟

كتب ابراهيم بيرم لـ "أخباركم - اخبارنا"كانت الضربة الاسرائيلية الاخيرة على الضاحية الجنوبية الأكثر...

مسارات التطبيع في عنق الزجاجة الأميركي

أخباركم - أخبارنا / كتب د. وفيق ريحان: يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية تعاني منذ...