أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين الميداني
وفي ليلة باردة الحرارة وساخنة بالقنابل استيقظت الطفلة سيلا، لتجد نفسها بين أكوام الركام والنيران المشتعلة بعد أن استهدفت طائرات الاحتلال المنزل المجاور تمامًا لمنزلهم الصغير الواقع في حي الزيتون جنوب مدينة غزة لتسويه بالأرض، لتخرج حية من تحت الركام، وتكون الناجية الوحيدة من عائلتها، بالرغم من مكوثها في نفس الغرفة مع شقيقاتها وتنقل إلى مستشفى المعمداني وسط مدينة غزة وجسدها مغطى بالغبار والأتربة، وتعاني من إصابات بالغة في قدمها اليمنى، وفي مختلف أنحاء جسدها.
سيلا خسرت قدميها… وغيرها وغيرها ، وفي احصاء اجراه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وصف الحالة في قطاع غزة، بأنها “أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث”.
وطوال الحرب التي استمرت سبعة عشر شهرًا، كانت الإمدادات والخدمات للأطفال والبالغين مبتوري الأطراف أقل بكثير من الحاجة ناجمة عن دموية الحرب. وقد أتاح وقف إطلاق النار في غزة، الذي بدأ في منتصف كانون الثاني/يناير، فرصةً لوكالات الإغاثة لجلب عدد أكبر من الأطراف الاصطناعية والكراسي المتحركة والعكازات وغيرها من الأجهزة. ومع ذلك، فإن هذا ما جُلب لم يغط سوى نحو 20% من إجمالي الاحتياجات.
انها الحرب والموت…
ميدانيا، جددت طائرات الاحتلال الاسرائيلي قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة موقعة عددا من الشهداء والجرحى .
واستشهد سبعة شهداء وعدد من الجرحى بقصف طيران الاحتلال تجمعاً للفلسطينيين في شارع النفق وسط مدينة غزة.
وارتقى شهداء خلال اقل من ساعة في حادثين منفصلين أحدهما بعد قصف منزل بالفخاري واخر برصاص الاحتلال في عبسان شرق خانيون، كما عثرت فرق الإسعاف على جثمان احد أفراد الدفاع المدني المفقود ضمن الطاقم من خمسة ايام مع تسعة من الهلال الأحمر.
وشن طيران الاحتلال غارة على منزل ابو الليل في النصيرات.
وارتفع إلى 12 شهيدا عدد المواطنين الذين ارتقوا جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة قاسم والبلي في منطقة فدعوس ببيت لاهيا شمال قطاع غزة، فجر امس.
واستشهد مواطن من ذوي الاحتياجات الخاصة في قصف إسرائيلي على منزله بحي تل الهوى جنوبي مدينة غزة.
واستشهد شاب متأثرًا بإصابته جرّاء قصف إسرائيلي سابق استهدف منزلًا في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة
وفي خان يونس استشهدت الطفلة إيلياء محمد أبو طير وإصابة أسرتها جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس.
واعلنت وزارة الصحة بغزة انه وصل مشافيها ٢٥ شهيدًا و ٨٢ إصابة خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية.
وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ ١٨ مارس ٢٠٢٥ بلغت (٨٥٥ شهيدًا ١٨٦٩ إصابة).
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى ٥٠٢٠٨ شهداء ١١٣٩١٠ إصابات وذلك منذ السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣.لليوم العاشر على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استئناف عدوانه قطاع غزة، عبر شن الغارات الجوية والقصف المدفعي على مناطق متفرقة من القطاع، وسط تكرار موجات نزوح السكان.
وكانت مصادر محلية أفادت باستشهاد 11 شخصًا، في الغارات التي شنّها الاحتلال على قطاع غزة، خلال ساعات الليل وفجر اليوم، بينهم الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، الذي ارتقى جراء قصف الاحتلال على خيمته في جباليا البلد شمال قطاع غزة،
ونعت حركة حماس الناطق باسمها الشهيد عبد اللطيف القانوع، وقالت: “إنّ استهداف الاحتلال قيادات الحركة والمتحدثين باسمها، لن يكسر إرادتنا، بل سيزيدنا إصرارًا على مواصلة الطريق حتى تحرير الأرض والمقدسات، وإنّ دماء الشهداء ستبقى وقودًا وملهمًا للمقاومة حتى النصر”.
وأضافت حماس: “نعاهد الله وشعبنا بأن نبقى أوفياء لدماء الشهداء، ماضون على درب الجهاد والمقاومة حتى التحرير والعودة”.
من جانب آخر، واصل جيش الاحتلال عمليته البرية في القطاع، وسط استمرار عمليات القصف ونسف المنازل في شمال بيت لاهيا شمالي القطاع، وبلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس، مع استمرار موجة النزوح القسري جراء القصف الإسرائيلي.
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن 142 ألف شخص نزحوا مرة أخرى بعد أن استأنف الجيش الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: “خلال أسبوع فقط، نزح 142 ألف شخص، وهذا العدد مرشح للارتفاع”، مذكرًا بأن 90 في المائة من سكان القطاع سبق أن نزحوا مرة واحدة على الأقل، منذ السابع من أكتوبر 2023 حتى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني/ يناير 2025.
وقال دوجاريك، أمام الصحافيين في نيويورك، إن الهجمات الجوية الإسرائيلية المتواصلة و”أوامر الإخلاء” واستمرار حجب المساعدات الإنسانية، زادت من سوء الوضع في القطاع.
وأشار إلى أن أوامر الإخلاء خلال الأسبوع الأخير شملت 17 بالمئة من القطاع، وأن المساحات الموجودة لبقاء العائلات تتقلص، مضيفًا: “كل شيء في غزة على وشك الانتهاء. الوقت والحياة والمواد وكل شيء ينفد”
وذكر أن الاحتلال الإسرائيلي لا يسمح بمرور المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ويضع العراقيل باستمرار لمنع وصولها إلى المحتاجين.
من جهتها، قالت مديرة العمليات في وكالة الأونروا إن استئناف الحرب في غزة كارثي للسكان، وقد كان الأسبوع الماضي الأشد قسوة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.