أخباركم – أخبارنا/ تقرير لبنان الميداني
بعد ثلاثة اشهر من اتفاق وقف اطلاق النار “الهش” عادت الضاحية الجنوبية لبيروت هدفا في مرمى الاستهداف الاسرائيلي، ففي تطوّر خطير هو الثاني من نوعه في أقلّ من أسبوع، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ من الأراضي اللبنانية ورصد صاروخ آخر. اما الحصيلة اليوم في الجنوب 5 قتلى و20 جريحا.
فبعد التحذير الاسرائيلي، استهدفت غارة بصاروخين الضاحية، والتي سبقتها ثلاث غارات تحذيرية تمهيدية قرب قهوة الديوان السيد في الجاموس بالضاحية الجنوبية فيما يحلق الطيران المسير فوق المنطقة وبيروت بشكل عام.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الجمعة إن إسرائيل ستواصل مهاجمة كل مكان في لبنان للتصدي للتهديدات وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع جماعة حزب الله بالقوة.
وجاءت تصريحاته في أعقاب القصف الإسرائيلي العنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأعلن الجيش الإسرائيلي: “هاجمنا بنية تحتية لتخزين مسيرات تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت”.
وعلق المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي ادرعي على منصة “اكس” على فيديو يوثق الغارة الاسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، قائلًا: “عم تسمعوا منيح! الضربة وتداعيات الضربة وسلاح المسيرات الموجود بقلب المبنى؟”
وأضاف أدرعي: “يبدو ان حزب الله مُصر “ما يتعلم” ولم يفهم الدرس جيدا”.
وكان الجيش الإسرائيلي أصدر انذاراً عاجلا إلى المتواجدين في الضاحية الجنوبية في بيروت وخصوصاً في حي الحدث.
وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة “أكس”: “لكل من يتواجد في المبنى المحدد بالأحمر وفق ما يُعرض في الخارطة والمباني المجاورة له: أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلاتكم أنتم مضطرون لإخلاء هذه المباني فوراً والابتعاد عنها المسافة لا تقل عن 300 متر وفق ما يُعرض في الخارطة”.
وسادت حالة من التخبط منطقة الحدث بالضاحية نتيجة الإخلاءات وسط مخاوف من وقوع مجزرة في ظل توقف حركة السير والنزوح الكثيف بعد الانذار الاسرائيلي.
وسمع صوت اطلاق رصاص تحذيري في الضاحية الجنوبية. وقام الجيش اللبناني بإغلاق الطرقات المؤدية إلى الموقع المهدد.
الى ذلك، ونظرا للتهديدات الاسرائيلية المعادية لمنطقة الضاحية الجنوبية ومنطقة الحدث، قررت وزيرة التربية والتعليم العالي دعوة مديري المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة الواقعة في هذه المناطق، ومجمع الرئيس رفيق الحريري الجامعي في الحدث، إلى تعطيلها اليوم وإخلائها من المتعلمين والمعلمين والإداريين، وتوخي الحذر في نقل الأولاد حفاظا على سلامة الجميع.
وأفادت المعلومات ان المبنى الذي أنذر الجيش الإسرائيلي بإخلائه تمهيدًا لقصفه في الضاحية الجنوبية يحدّه مدرستان فيهما أعداد كبيرة من التلامذة.
من جهتها، أشارت “يديعوت احرونوت” الى ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب طلب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم استهداف العاصمة بيروت او المرافق الحيوية من مطار ومرفأ وشركة الكهرباء.
وبالعودة الى الجنوب وبعد إطلاق الصواريخ، تعرضت كفرصير والأطراف الشرقية لبلدة قعقعية الجسر ويحمر والطيبة وكفركلا وأطراف الناقورة وعيتا الشعب لقصف مدفعي إسرائيلي. كما تعرض منزل مدمر على الطريق الداخلية بين العديسة وكفركلا لقصف مدفعي ، ما ادى الى قطعها أما ساحة بلدة مركبا فقد تم استهدافها بقنبلة صوتية.
وشملت الغارات فيلا شرف الدين قرب مبنى بلدية كفرتبنيت ودمرها، أدت الى سقوط 3 شهداء من بينهم سيدة، وأصيب 18 شخصا بجروح من بينهم 6 أطفال و8 نساء، بحسب مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة.
وأدت غارة من مسيرة اسرائيلية على طريق نهر يحمر الشقيف الى مقتل عاملين سوريين.
كما طالت الغارات بلدات يحمر الشقيف وأرنون وزوطر الشرقية وإقليم التفاح وبلدة كفرفيلا وجبل صافي وجبل الرفيع في الاقليم ومرتفعات الجبور ونبع الطاسة وبركة الجبور في كفرحونة في منطقة جزين ومثلث عيتا الشعب راميا القوزح وأطراف بلدة سجد وعرمتى وجبل الريحان وأطراف بلدة كفرحونة.
وأدت الغارات التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على الحي الشرقي لبلدة يحمر الشقيف الى تدمير منزلين من دون وقوع اصابات.
الى ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي قذائف فوسفورية على الأطراف الشرقية لبلدة الخيام ما أدى الى إشتعال منزل غير مأهول في البلدة، إضافة الى ذلك دوت صفارات الإنذار في عدد من مراكز “اليونيفيل” جنوب لبنان.
هذا، ونفذ الجيش الإسرائيلي عملية تمشيط من تلة حمامص حيث يسمع صوت الرصاص بكثافة في البلدات المجاورة كما القت مسيرة إسرائيلية قنابل على مقهى في وسط بلدة حولا.
وكان الطيران الاستطلاعي المعادي حلق فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط، وصولا الى مشارف مدينة صور.
كما امتنع عدد من الاهالي من سلوك طريق بلدات الغندورية وفرون بإتجاه جسر القعقعية بسبب القصف المعادي وتوتر الوضع الامني.
وكان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي كتب عبر حسابه على “أكس” عقب اطلاق الصاروخين: “إطلاق قذيفتيْن صاروخيتيْن من لبنان نحو إسرائيل حيث تم اعتراض إحدى القذائف بينما سقطت الثانية داخل الأراضي اللبنانية”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ “صفارات الإنذار دوّت في منطقة مرغليوت وكريات شمونة ومسكاف عام وتل حاي، شمالي إسرائيل، بعد صواريخ أطلقت من لبنان”.
وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي المنطقة الواقعة بين حداثا والطيري في قضاء بنت حبيل. وكذلك، ما زال الطيران الحربي والمسير يحلق في أجواء الجنوب.
وفي صور، أطلقت القوات العدو الإسرائيلية منطادا تجسسيا فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط.
من جهته، أعاد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس التهديد بقصف الضاحية الجنوبية لبيروت، ردا على “أي محاولة” لاستهداف شمال الدولة العبرية.
وقال كاتس في بيان عبر الفيديو نقلته “فرانس برس”: “أي محاولة لإلحاق الضرر بقرى الجليل، فإنّ أسطح المنازل في الضاحية الجنوبية لبيروت ستهتز”. وتوجّه إلى الحكومة اللبنانية قائلا: “إذا لن تفرضوا تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار (مع حزب الله)، فنحن سنفرضه”.
بدوره، دعا رئيس المجلس المحلي لبلدة المطلة حكومة إسرائيل لإعلان اليوم عن إلغاء اتفاق 1701، مشيرا الى أن كارثة 7 أكتوبر بدأت بعمليات إطلاق متفرّقة ولن نسمح بذلك في الشمال ويجب التحرّك بشكل عاجل.
ورأى أن إذا لم تتعاون حكومة لبنان على إسرائيل أن تهاجم أيضا الدولة وجيشها.
ومساء اعلن افيخاي ادرعي ان “جيش الدفاع أغار على أهداف تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، وأغار خلال الساعات الأخيرة على مقرات قيادة وبنى تحتية عسكرية ومنصات إطلاق وعناصر إرهابية لحزب الله الإرهابي في جنوب لبنان.
اضاف: تشكل عملية إطلاق القذائف الصاروخية نحو الجليل الاعلى خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان وتهديدًا مباشرًا على الجبهة الداخلية الاسرائيلية.
وحمل ادرعي الدولة اللبنانية مسؤولية الحفاظ على الاتفاق. واضاف ان جيش الدفاع سيواصل العمل لإزالة اي تهديد على مواطني دولة إسرائيل.