أخباركم – أخبارنا / تقرير فلسطين الميداني
في شوارع الحرب التي لا تهدأ، وبين أصوات الانفجارات وأزيز الرصاص، يمضي الصحفيون في غزة يومهم متنقلًين بين الميدان والمستشفيات، موثقًين فصول المأساة التي يعيشها أبناء وطنه. وبينما يتجمع الناس حول موائد الإفطار في رمضان، يظلون حاملين كاميراتهم، مسرعين بين الحدث والواجب. ومع كل مغرب، وحين تتعالى أصوات الأذان معلنةً لحظة الإفطار، يكونون إما وسط الركام بحثًا عن قصة جديدة، أو في المستشفى يستمعون إلى صرخات الجرحى، أو على خطوط النار ينقلون حقيقةً قد لا تصل لولا وجودهم.
وتعيش كاميراتهم روتينًا مؤلمًا: “كل صباح نودّع بعضنا وكأنها المرة الأخيرة، فالموت حاضر في كل زاوية من غزة، ولا وجود لمكان آمن. ورغم محاولتنا التماسك، يبقى وقع الوداع موجعًا في كل مرة، فعدساتنا تلتقط الدماء والدمار والخراب وفي عقولنا الصريخ والعويل على فقدان الاحبة…
انها الحرب والموت…
ميدانيا، دخلت حرب “إسرائيل” العدوانية وجريمة الإبادة الجماعية اليوم الـ 11 على التوالي، بعد أن خرقت قوات الاحتلال وقف إطلاق النار وهدنة غزة “الهشة”؛ والتي استمرت لـ 57 يومًا.
ولليوم الثاني على التوالي، تستعد طواقم الدفاع المدني في قطاع غزة للتوجه إلى غرب مدينة رفح للبحث عن أفرادها وعناصر الهلال الأحمر المفقودين.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025، قد بلغت 855 شهيدًا، و1869 إصابة. بينما ارتفعت حصيلة العدوان العسكري إلى 50208 شهداء 113910 إصابات منذ 7 أكتوبر 2023.
وجاءت أحدث وآخر التطورات الميدانية على النحو التالي:
ففي بيت لاهيا شمال القطاع، استشهد الشاب محمد خضر قشقش في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين في شارع الحطبية في البلدة.
وفي خانيونس، استشهد ظهر الجمعة، الشابين محمود عدوان وإسماعيل شكشك في قصف مركبة مدنية في منطقة المواصي شمال غربي المدينة، فيما تعرضت بلدة عبسان الكبيرة شرق المدينة لقصف مدفعي وإطلاق نار من الآليات الإسرائيلية.
واستهدفت طائرات الاحتلال صيدلية بصاروخين على مفترق شارع النص بمواصي خانيونس جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن إصابة مواطن واحد.
وفي جباليا، استهدفت طائرات الاحتلال الحربية، خيمة تؤوي نازحين بمنطقة الفاخورة في مخيم جباليا؛ أسفرت عن ثلاثة شهداء وجرحى، والشهداء هم، سمير موسى غانم ناجي (72 عاما)، محمد سمير موسى ناجي (31 عاما)، والطفلة آية إيهاب موسى ناجي (5 أعوام).
وفي رفح، نقلت طواقم الإسعاف والطوارئ تنقل إصابتين بعد استهداف جرار زراعي بمنطقة دير ياسين بحي الجينية شرق المدينة، فيما أصيبت امرأة برصاص الاحتلال في خربة العدس شمال المدينة.
وأطلقت مروحية إسرائيلية ومدفعية الاحتلال النار باتجاه حي تل السلطان غرب رفح، تزامنا مع إطلاق طائرة كواد كابتر النار بشكل عشوائي تجاه منازل المواطنين في شمال المدينة.
وفي غزة، استشهد فجر الجمعة، 14 مواطنًا جراء قصف طائرات الاحتلال لمنزل عائلة عوض خلال الليل في شارع كشكو في حي الزيتون جنوب شرق المدينة، حيث تم انتشال 8 شهداء وتبقى 6 تحت الأنقاض.
من جهة ثانية، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ67 على التوالي، وسط عمليات تجريف وحرق منازل، وتحويل أخرى لثكنات عسكرية.
واعتقل الاحتلال فجر اليوم 5 مواطنين من بلدات المحافظة، حيث حاصرت قوة خاصة إسرائيلية منزل عبد الكريم ربايعه في ميثلون واعتقلته بعد إطلاق النار عليه، فيما اعتقل عمار خضر من قرية عنزا بعد مداهمة منزله، وفي قرية مركة جنوب جنين اعتقل كل من وليد طوالبة، ومحمود ياسر موسى، وأحمد جميل موسى.
وتشهد عمليات الاعتقال في محافظة جنين ارتفاعا ملحوظا، حيث تشن قوات الاحتلال اعتقالات شبه يومية في المدنية وباقي بلدات وقرى المحافظة.
ودفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية برفقة جرافات إلى مخيم جنين، في حين تتواصل عمليات التجريف وتوسيع الشوارع وشق طرق جديدة في المخيم، كما يستمر بإطلاق الرصاص الحي في محيط المخيم وبشكل متوالي وسط تحركات فرق المشاة داخله، وتحليق مكثف للطائرات المسيرة.
ووصل عدد النازحين من المخيم إلى 21 ألف نازح، توزعوا بين مدينة جنين وقرى المحافظة.
وقال رئيس بلدية جنين في تصريح صحفي، إن 3,250 وحدة سكنية بمخيم جنين أصبحت غير صالحة للسكن بفعل التدمير والحرق خلال العدوان الإسرائيلي المستمر.
وأسفر عدوان الاحتلال على مدنية ومخيم جنين والمستمر منذ 67 يوما، عن 34 شهيدا وعشرات الاصابات، ومئات الاعتقالات والمداهمات للمنازل والقرى والبلدات في المحافظة.
كما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ61 على التوالي، واليوم 48 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد عسكري، وتعزيزات مكثفة واعتداءات طالت الأسواق والمحلات التجارية.
ففي ساعات بعد منتصف الليل، انتشرت فرق المشاة والآليات العسكرية في سوق الذهب وسط مدينة طولكرم، حيث قامت باعتراض حركة المركبات والمواطنين والتحقيق مع عدد منهم ميدانيا، وإجبارهم على مغادرة السوق بحجة منع التجوال.
وجابت آليات الاحتلال العسكرية ليلا شوارع المدينة، ومنها مفترق أبو صفية، ودوار المسلخ، وسوق الخضار، وعمدت إلى السير في الشوارع عكس اتجاه المرور، ما أدى إلى إرباك حركة السير والتسبب في صدم بعض المركبات.
وأفاد شهود عيان، بأن الجنود أوقفوا المركبات لفترات طويلة وأجروا عمليات تفتيش دقيقة، إضافة إلى إطلاق قنابل صوتية تجاهها.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات من الآليات والجرافات العسكرية إلى مخيمي طولكرم ونور شمس، وانتشرت في عدة أحياء، وفرضت إجراءات مشددة على حركة المواطنين والمركبات.
وشهد مخيم طولكرم انتشارا عسكريا واسعا في حارتي الحدايدة والمطار، حيث داهم الجنود المنازل وخلعوا أبوابها وعاثوا في محتوياتها تخريبا، تزامنا مع استمرار نزوح سكان حارتي الحدايدة والربايعة بعد إجبارهم على الخروج من منازلهم قسرا.