أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين السياسي
أعلنت فلسطين أن اليوم الأحد أول أيام عيد الفطر المبارك، وأعلن المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، الشيخ محمد حسين، أن اليوم الأحد 31 آذار/ مارس الجاري، هو أول أيام عيد الفطر السعيد في فلسطين. وحث مُفتي القدس، المواطنين على زيارة عائلات الشهداء والجرحى والأسرى، وشد أزرهم، والتواصل مع ذويهم وأرحامهم، مذكراً المواطنين بضرورة الإسراع بإخراج صدقة الفطر، وزكاة أموالهم.
ومع إعلان ثبوت شهر شوال 1446 هجرية، سيمرّ العيد على غزة كأنه يوم آخر من أيام حرب الإبادة الطويلة، ومنذ استئناف الحرب، لم يعد هناك سوى أخبار الموت والدمار، وأصبحت غزة مدينة تغرق في الحزن، بينما يعيش أهلها على أملٍ يتلاشى مع كل فجر جديد. وهذا ثاني عيد يعيشه أطفال غزة تحت الصواريخ والقنابل الإسرائيلية، دون زينة، دون فرح، دون أي من تلك الطقوس التي كانت تمنح العيد بهجته. ولا تكاد تسمع ضحكات الأطفال بين الوجوه المتعبة، والعيون التي أرهقتها الدموع، والأجساد التي أنهكها الجوع والانتظار.
سياسيا، نقل موقع “والا” العبري عن مسؤول إسرائيلي كبير، أن حركة حماس وافقت على المقترح المصري للإفراج عن 5 أسرى إسرائيليين أحياء مقابل تجديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة لبعد عيد الفصح اليهودي، وبدء مفاوضات بشأن هدنة طويلة الأمد.
وقال المسؤول الإسرائيلي، إن “الموضوع متوقع أن يُطرح للنقاش في اجتماع الكابينت الإسرائيلي مساء اليوم السبت”.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن رئيس الوزراء أجرى سلسلة من المشاورات في أعقاب الاقتراح الذي تلقاه من الوسطاء.
وأضاف، “في الساعات الأخيرة قدمت إسرائيل عرضها المضاد للوسطاء بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة”، فيما تتسارع جهود الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مع اقتراب عيد الفطر،و أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أن إسرائيل قدمت اقتراحا جديدا للوسطاء بالتنسيق الكامل مع أميركا.
وقال مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء أجرى مشاورات عقب المقترح الذي تلقاه من الوسطاء، مضيفاً “وقدمنا مقترحًا مضادا”.
يأتي ذلك على خلفية التقارير التي تفيد بأن حماس وافقت على مخطط صفقة جديدة، سيتم بموجبها إطلاق سراح خمسة رهائن مقابل وقف إطلاق نار طويل الأمد في الحرب، ومن المرجح أن يستمر لمدة 50 يوما.
حماس توافق على المقترح المصري لوقف إطلاق النار وتسلم أسماء لتشكيل حكومة توافق وطني
أعلن رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة، خليل الحية، اليوم السبت، موافقة الحركة على المقترح المصري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيراً إلى تسليم القاهرة قائمة أسماء لتشكيل حكومة توافق وطني تضم شخصيات مستقلة ومهنية.
وفي كلمة مصوّرة، قال الحيّة إن الحركة تلقّت قبل يومين مقترحاً من الوسطاء المصريين، وقد “تعاملنا معه بإيجابية ووافقنا عليه”، داعياً الاحتلال الإسرائيلي إلى عدم تعطيل الاتفاق وإفشال جهود الوسطاء. وأكد أن حماس أبدت “مسؤولية وإيجابية” في التعامل مع كافة المبادرات التي هدفت إلى وقف الحرب، متهماً الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بأنها “تسعى لإطالة أمد الحرب من أجل البقاء السياسي”.
وأشار الحية إلى أن الاحتلال أجهض كل محاولات التوصل لاتفاق دائم، ولم يلتزم ببنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، حيث “رفض استكمال المفاوضات، ولم ينسحب من محور صلاح الدين، بل عاد لشن حرب أكثر وحشية، وأغلق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية”.
وحول الجهود الجارية لتشكيل حكومة توافق وطني، كشف الحية عن “تقدم ملحوظ” في الحوارات مع عدد من القوى والفصائل الفلسطينية، مؤكداً تقديم قائمة أسماء إلى مصر، “لأشخاص مستقلين ومهنيين وخبراء”، معبّراً عن أمله في تسريع عملية التشكيل بدعم عربي وإسلامي واسع.
وشدد الحية على موقف حماس الثابت تجاه سلاح المقاومة، معتبراً إياه “خطاً أحمر”، مشيراً إلى أن السلاح “مرتبط بوجود الاحتلال”، وهو “سلاح الشعب والدولة، لحماية المقدّرات والحقوق”.
القسام
من جانب آخر، نشرت كتائب القسام مقطعاً مصوراً جديداً لأسير إسرائيلي يُدعى إلكانا بوحبوط، ظهر فيه وهو يناشد الجهات المعنية إعادتَه إلى عائلته، في ظل استمرار القصف الذي يهدد حياته. وكان بوحبوط قد ظهر سابقاً مع أسير آخر، يوسف حاييم أوحانا، في مقطع نُشر يوم الإثنين الماضي.
ويرجح أن تطلق حركة حماس سراح عدد من الرهائن لضمان وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال عطلة عيد الفطر بمن فيهم الجندي الإسرائيلي الذي يحمل أيضاً الجنسية الأميركية، عيدان ألكسندر، مقابل وقف إطلاق النار خلال عطلة عيد الفطر.
وما زال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رافضا لوقف الحرب حتى تفكيك قدرات حماس العسكرية والحكومية، وبالتالي رفض الدخول في المرحلة الثانية، بل سعى بدلاً من ذلك إلى تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار المؤقت.
ومن جانبها، أعربت حركة حماس عن أملها في تحقيق انفراجة قريبة بملف وقف إطلاق النار وفتح المعابر في غزة، مشيرة إلى تكثيف الاتصالات مع الوسطاء للتوصل إلى اتفاق.
كما يتضمن المقترح المصري تفعيل آلية عاجلة لإدخال كميات كافية من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما في ذلك الغذاء والمعدات الطبية والاحتياجات الأساسية الأخرى، لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك.
يأتي هذا المقترح في إطار الجهود الدولية والمحلية الرامية للتوصل إلى تهدئة مستدامة وتحسين الوضع الإنساني المتدهور في غزة.
وأكد المسؤولون الإسرائيليون مرارا أنهم لن يقبلوا باستمرار وجود حماس في غزة بأي شكل، وفي المقابل، تتهم الحركة إسرائيل بعدم الالتزام بالاتفاقيات السابقة ورفض التفاوض حول إنهاء الحرب وسحب قواتها من القطاع.
في سياق اخر، قال عضو مكتب حماس السياسي سهيل الهندي “أبلغنا الوسطاء بهذا القرار، وروحًا إيجابية سادت المحادثات الأخيرة مع الوسطاء بشأن وقف الحرب”.
واضاف مستعدون بنسبة 100% لتسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة إسناد مجتمعي تتولى شؤونه.
وقال في تصريحات تلفزيونية، إنّ حماس أبلغت الوسطاء بما وتحديدًا مصر بالاستعداد لتسليم غزة إلى لجنة إسناد مجتمعي تتولى إدارة قطاع غزة، وعملية إعادة الإعمار، معقبا: سندعم هذا الأمر بكل ما أوتينا من قوة.
وأضاف: “حكم وإدارة غزة ليس غاية لدينا.. الهدف الأسمى لدينا هو وقف نزيف الحرب وإعمار قطاع غزة وشعور المواطن الفلسطيني بالأمن والأمان في وطنه”.
وحول المسؤولية الأمنية في القطاع، أكد أن لجنة الإسناد المجتمعي لديها حرية التصرف في هذا الأمر، مشيرا إلى وجود كوادر كبيرة جدًا في غزة يمكنها تولي الإدارة الأمنية.
تابع: لن يكون هناك معضلة حول هذا الأمر ولا صعوبة، وإن كان هناك مد بكوادر جديدة أيضًا لا مانع لدينا في هذا الأمر.. المهم أن من يحكم غزة هو فلسطيني، ابن فلسطين وقطاع غزة هو الذي يحكمها بمرجعية فلسطينية.
واختتم تصريحاته برفض أي محاولة إسرائيلية لفرض إدارة على القطاع، قائلا: أن يفكر الاحتلال بأن يأتي على ظهر دبابة ليدير قطاع غزة، هذا الأمر أثبت التاريخ والأيام أنه لا يمكن أن يحكم الشعب الفلسطيني إلا فلسطيني باختيار الشعب وإرادته.
من جهة ثانية، كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، امس السبت، عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في سياسة التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية، حيث استولت السلطات الإسرائيلية على أكثر من 52 ألف دونم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأوضحت الهيئة، في بيان أصدرته بمناسبة الذكرى السنوية ليوم الأرض، أن الاحتلال أصدر 13 أمراً عسكرياً لإنشاء مناطق عازلة تحيط بالمستوطنات، إلى جانب إقامة 60 بؤرة استيطانية جديدة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية. وبيّنت أن 46 ألف دونم من الأراضي المصادرة خلال عام 2024 وحده تم الاستيلاء عليها تحت ذرائع متعددة، شملت إعلانها “محميات طبيعية”، واعتبارها “أراضي دولة”، أو عبر أوامر عسكرية مختلفة، في واحدة من أوسع حملات الاستيلاء منذ أكثر من ثلاثة عقود.