أخباركم – أخبارنا
الاسم: بلين صالح
تاريخ الميلاد: 1961
مكان الولادة: حلبجة، إقليم كردستان – العراق
تاريخ الوفاة: 30 مارس 2025
النشأة والتعليم:
وُلد بلين صالح عام 1961 في مدينة حلبجة، في وقتٍ كان والده موظفًا حكوميًا في تلك المدينة. تنقل منذ صغره مع عائلته بسبب طبيعة عمل والده، الأمر الذي جعله يتلقى تعليمه الابتدائي في أماكن متعددة: الصف الأول في قضاء شقلاوة بمحافظة أربيل، والصف الثاني في حلبجة، ثم أكمل تعليمه الابتدائي في مدرستي “بيكاس” و”كوران” بمدينة السليمانية.
أما دراسته المتوسطة والإعدادية، فقد أنهاها في مدرستي “صلاح الدين” في السليمانية و”دوكاني رانْية” في مدينة رانْية الواقعة على سفوح جبل كيوَرَش، ليكمل بعدها دراسته الجامعية في العاصمة بغداد، حيث تخرج من معهد الإدارة في الرصافة.
بداياته الأدبية والصوفية:
في مطلع الثمانينيات، بدأ بلين صالح بالكتابة الأدبية والشعر، وكان على علاقة خاصة بعالم التصوف، إذ تأثر بشدة بشعر “مَحوي”، أحد أبرز شعراء الصوفية في كردستان. قصائده كانت تحمل روحًا حالمة، وعبقًا روحانيًا متجذرًا في التراث الصوفي، وكأنه كان درويشًا يكتب في خلوة بينه وبين السماء.
في ميادين الصحافة والإعلام:
مع بدايات التسعينيات، بدأ صالح يكرّس جهده للصحافة، وعمل في عدد كبير من الصحف والمجلات والإذاعات والتلفزيونات داخل إقليم كردستان العراق، حيث كان صوته وكلماته تعبّر عن هموم الناس وتطلعاتهم، وظل طوال مسيرته وفيًا لمبادئه، متجنبًا الأضواء الزائفة.
الهجرة إلى أمريكا والعمل في “صوت أمريكا”:
في عام 1996، انتقل بلين صالح إلى الولايات المتحدة الأميركية، وفي ديسمبر 1999، بدأ عمله في القسم الكردي من إذاعة “صوت أمريكا” كمحرر ومذيع.
على مدار 26 عامًا، لم يكن مجرد صحفي يؤدي واجبه، بل كان صوتًا ناطقًا باسم الكُرد، وسفيرًا لقضيتهم في الإعلام الدولي. ظل يعمل بإخلاص ونزاهة حتى آخر أيامه.
وفاته وإرثه:
في يوم 30 مارس 2025، رحل بلين صالح عن عالمنا، تاركًا خلفه إرثًا من الكلمة الصادقة، والقصيدة النقية، والخدمة المستمرة لشعبه وقضيته.
شهادات من زملائه:
قال زميله سكوت روبنز، من إذاعة صوت أمريكا، تعليقًا على وفاته:
“الأمل الذي كتبتُ عنه بالأمس صار فجأة مزيجًا من الحلاوة والمرارة، لكنه يذكّرني بالأثر العميق الذي يمكن أن تتركه حياة إنسان واحد. أشعر بحزن عميق لسماع خبر وفاة زميلي بلين صالح المفاجئة، لكن إرثه سيبقى حيًّا. كان بلين أحد المذيعين الرئيسيين في القسم الكردي لإذاعتنا، وقصته الاستثنائية دليل على شجاعته. ووفقًا لزميلنا ستيفن ل. هيرمان، فقد حُكم على بلين بالإعدام من قبل أجهزة الأمن العراقية بسبب قيادته لمظاهرة طلابية عام 1982 ضد نظام صدام حسين، ومع ذلك، استطاع أن يبني مسيرة مهنية دامت 26 عامًا في صوت أمريكا، وألهم خلالها عددًا لا يُحصى من الناس. لم أكن أعلم بهذا الجانب البطولي من تاريخه الشخصي، لكنني أتذكر صوته الجهوري وابتسامته الكبيرة حين كان يرحب بي دائمًا بعبارته الشهيرة: ‘بوسمان، كيف حالك؟’. عملنا معًا، وضحكنا معًا، وكان دائمًا حاضرًا ليمدّ لي يد العون حين أحتاج. بلين صالح، ستستمر ذاكرتك في إلهامنا، وإرثك سيبقى حيًا إلى الأبد.”
لم يكن بلين صالح مجرد شاعر أو صحفي، بل كان صاحب رسالة وحامل همّ شعب. حياته كانت انعكاسًا لمسيرة الكرد أنفسهم: المنفى، النضال، الكلمة، الأمل، والحلم المستمر.
رحل بلين بصمت كما عاش بتواضع، لكن صوته سيظل خالدًا في ذاكرة كل من آمن بالحرية والجمال.