الثلاثاء, أبريل 29, 2025
18.4 C
Beirut

خاص: الرياض تعيد ضبط التوازن اللبناني؟ زيارة سلام تحمل رسائل إقليمية و”جول الثنائي” يعيد خلط الأوراق …الكردي: للسعي لتحرير أي بقعة محتلة .. أبي المنى: السلطة المتماسكة قادرة على تحقيق السيادة وتطبيق الطائف…عودة: مؤسف ان الشياطين التي خربت البلد ما زالت متغلغلة

نشرت في

أخباركم – أخبارنا/ تقرير لبنان السياسي

بيروت – خاص
لم تكن زيارة الرئيس نواف سلام إلى المملكة العربية السعودية زيارة بروتوكولية عابرة، بل شكلت محطة سياسية مفصلية حملت في طياتها إشارات غير مسبوقة، ليس فقط في الشكل، بل في المضمون والتموضعات الإقليمية المرتبطة بالملف اللبناني.

لكن اللافت أكثر، هو ما تبع الزيارة من تطورات داخلية. فبحسب مصادر مطلعة، فإنّ ما سُمّي بتمرير “جول” للثنائي الشيعي في الساعات الماضية، سمح له بإعادة التموضع والتحوّل إلى “بيضة القبان” في لحظة ضاغطة، حيث تم ربط اسم حاكم مصرف لبنان الجديد بتفاهم داخلي مشروط بالتهدئة، خاصة على مستوى تنفيذ القرار 1701 في شمال وجنوب الليطاني، وهي ورقة حساسة تم تحريكها ضمن التوقيت الإقليمي.

زيارة سلام… وطائرة ملكية لأول مرة

زيارة سلام إلى الرياض أمس، وإن كانت سريعة، إلا أنها اتسمت بطابع استثنائي. بدءاً من إرسال السعودية طائرة ملكية خاصة لاصطحاب رئيس الحكومة اللبنانية، وهو ما لم يُمنح لأي رئيس لبناني منذ سنوات طويلة، وصولاً إلى مشاركته في صلاة العيد إلى جانب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ثم مأدبة الفطور الخاصة والخلوة الثنائية التي تحولت لاحقاً إلى اجتماع موسّع بحضور وفدي البلدين.

هذه الرمزية غير المسبوقة في البروتوكول السعودي تجاه مسؤول لبناني، فُسّرت على أنها إعادة تأهيل سعودية رسمية لمسار سياسي جديد في لبنان، قائم على دعم الدولة ومؤسساتها، مقابل تحجيم أي نفوذ موازٍ يعرقل مشروع الإصلاح والاستقرار.

رسالة واضحة: لا سلاح خارج الدولة

خلال اللقاءات التي وُصفت بالتأسيسية، كان هناك تشديد سعودي على ضرورة بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، وأن تكون هي صاحبة القرار في الحرب والسلم، في انسجام كامل مع مضمون القرار الدولي 1701.
كما تم التأكيد على أن العودة السعودية الشاملة إلى لبنان، من خلال رفع الحظر عن سفر السعوديين واستئناف التبادل التجاري، ستكون مشروطة بتحقيق الإصلاحات البنيوية وضمان الاستقرار الأمني.

الهجمة على نواف سلام… ومرحلة ما بعد الثلاثية

لم تمضِ ساعات على عودة الرئيس سلام من المملكة، حتى بدأت حملة منسقة من قبل “حزب الله” وأنصاره ضده، خاصة بعد تصريحه الجريء بأنّ “ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة أصبحت من الماضي”.
لكن مصادر مطلعة على شخصية رئيس الحكومة أكدت لموقعنا أنّ هذه الهجمة لن تؤدي إلى تراجعه، بل ستزيده تصلبًا في مواقفه السيادية، معتبرة أن ما يحصل يؤكد مدى جدية تحركه.

حماية العلاقة مع عون… ورسالة مبطّنة للداخل

في خضم هذه الحركة السياسية، برزت دعوة من أوساط مطلعة إلى الحفاظ على العلاقة المتينة بين الرئيسين ميشال عون ونواف سلام، إذ اعتبرت أن ما جرى في الكواليس سمح للثنائي الشيعي بتمرير ما يشبه “ضربة سياسية تكتيكية”، خصوصاً في توقيت الضغط المتعلق بتنفيذ القرار 1701 شمالاً وجنوباً، ما يتطلب إعادة تنسيق بين القوى السيادية وعدم التفريط بتحالفات أساسية.

الرئيس سلام عاد من الرياض بتفويض معنوي واضح: لا تسويات على حساب الدستور والطائف والإصلاح. والمملكة، في المقابل، أعادت تموضعها في المشهد اللبناني من بوابة دعم الدولة، لا عبر “الأشخاص”.
وفيما يحاول البعض إرباكه داخلياً، فإن المؤشرات الإقليمية تدل على أن مرحلة جديدة تُرسم بهدوء… ولكن بحزم.

اما داخليا فقد ركزت خطب عيد الفطر على الوحدة بين اللبنانيين وضرورة بناء دولة المؤسسات واعتماد إنماء متوازن حقيقي، ودعت إلى الإلتفاف حول الجيش والدولة في الدفاع عن لبنان والسعي الحثيث لتحرير أي بقعة ارض تحتلها إسرائيل.
واشارت الخطب إلى أن خطر العدو الإسرائيلي لا يقتصر على طائفة أو مذهب بل يستهدف كل اللبنانيين.

اذا التطورات في لبنان حضرت في زيارة خاطفة قام بها رئيس الحكومة نواف سلام إلى المملكة العربية السعودية، حيث أدى صلاة عيد الفطر المبارك في الديوان الملكي في قصر الصفا في مكة المكرمة، إلى جانب ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي استضافه بعدها على مائدة فطور، تلاها اجتماع مغلق جرى خلاله البحث في مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك، وفي سُبُلِ تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقد شكر الرئيس سلام ولي العهد السعودي على حفاوة الاستقبال والاستضافة الكريمة، وثمّن «احتضان المملكة العربية السعودية لمئات آلاف اللبنانيين العاملين على أراضيها»منوهاً «بالجهد المبذول من الطرفين للوصول إلى رفع الحظر على الصادرات من لبنان، والسماح بسفر الأشقاء السعوديين إليه» لافتاً «إلى مضي لبنان بسياسة الإصلاحات، لا سيما المالية والمؤسساتية، من أجل تفعيل الاستثمارات والنهوض باقتصاد البلاد».
كما أكد سلام «أن الحكومة اللبنانية ماضية أيضاً في بسط سلطتها على كامل أراضيها، بقواها الذاتية، وفق ما جاء في اتفاق الطائف، بما يحقق سلامة البلاد واستقرارها، ويوفر بيئة آمنة للمستثمرين والسياح» داعياً المملكة العربية السعودية «إلى دعم لبنان في هذا المسار، ليستعيد ثقة أبنائه، وكذلك أشقائه العرب وأصدقائه في العالم».

و أكد ولي العهد السعودي «أن الرياض تقف دائماً إلى جانب لبنان، وهي حريصة على استعادة ازدهاره في المجالات المختلفة، وذلك من خلال إرساء الأمن والاستقرار، وإجراء الاصلاحات الضرورية» داعياً «إلى وجوب الاستفادة من كل الفرص المتوفرة اليوم لتحقيق ذلك وللخروج من الأزمات المستمرة».
وشدد الجانبان اللبناني والسعودي في بيان صادر عن رئاسة الوزراء «على ضرورة عودة الأمن والاستقرار في سوريا، خصوصاً أن أي اهتزاز أمني تشهده سوريا سينعكس سلباً على لبنان والمنطقة».
وقد شكر رئيس الحكومة اللبنانية ولي العهد السعودي «على المساعي التي بذلتها المملكة لإطلاق مسار ضبط الحدود اللبنانية السورية وترسيمها، ومعالجة سائر النقاط العالقة بين البلدين».
وكان رئيس الجمهورية اتصل برئيس الحكومة بعد عودته من فرنسا معايداً بالفطر السعيد. كذلك، عايد رئيس مجلس النواب نبيه بري اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً متمنياً لشعوب الأمتين العربية والإسلامية فطراً مباركاً، سائلاً المولى العزيز القدير «أن يُعيد شهر رمضان وحدة وتراحماً وتعاضداً وتعاوناً لما فيه مصلحتهما وآمال شعوبهما في الاستقرار والتقدم والأمن والأمان» معلناً «اعتذاره عن عدم تقبـل التهاني بالعيد بسبب الأوضـاع الراهنة في لبنـان والمنطقة جراء الاعتداءات الإسرائيلية».

إلى ذلك، ألقى أمين دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي خطبة عيد الفطر في جامع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد الأمين في وسط بيروت وقال في خطبة العيد: «يأتي هذا العيد وجراح نازفة في أمتنا لا يسعنا إلا أن نستحضر صمود أهل غزة الذين قد ثبتوا أمام هذا التغول الصهيوني الإسرائيلي الذي يدمر ويقتل أهلنا ويقوم هذا العدو المتغطرس في أرض فلسطين بالإبادة والتهجير والتجويع، ونقف أيضا متعجبين ومستهجنين لهذا الصمت العالمي الذي لا يتناسب مع الطروحات الإنسانية المعاصرة التي يطرحها العالم الحر اليوم.
وأضاف «لا نستطيع إلا أن نستحضر آلام بلدنا والذي بإذن الله نتغلب عليها بوحدتنا وبتآخينا، وأرضنا ما زالت محتلة ونحن اليوم أكثر من أي وقت مضى ينبغي على الشعب ان يقف خلف جيشه ودولته في الدفاع عن بلده والسعي الحثيث لتحرير أي بقعة من أرضنا يحتلها العدو الإسرائيلي.
وينبغي علينا طي الصفحات الماضية وان يكف بعضنا عن أذية البعض والتهشيم في كيان هذا البلد، الله تبارك وتعالى جعلنا في بلد جميل متنوع متميز فلنشكر الله بأن نكون متآخين في ما بيننا وندفع الفتن ونلغي لغة التخوين ونظهر على بعضنا البعض لغة المحبة والنية الصادقة.

من جهته، أكد شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى في خطبة صبيحة عيد الفطر ثقته بأن السلطة المتماسكة قادرة على اتخاذ مواقف وطنية جريئة تميزها عن الحقبة الماضية وتساهم في تثبيت سيادة لبنان، مشددًا على التماسك الداخلي والوطني وعلى الإصلاح والانفتاح وعلى تحقيق العدالة القضائية وعلى التفاهم والاقتناع بحصر السلطة والسلاح بيد الدولة.

ورأى ان المطلوب استكمال تطبيق اتفاق الطائف وإلغاء الطائفية السياسية بعد اكتمال الحالة الوطنية في البلاد وإنشاء مجلس الشيوخ.

عظة الاحد
من جهته، ترأس البطريرك الماروني قداس الاحد والتقى حاكم مصرف لبنان كريم سعيد، وقال في عظته: “كأنّ لبنان مشروع مناصب لا مشروع دولة. نحن نأمل بعد كلّ المستجدّات في المنطقة ولبنان، وفي خضمّ اهتمام الدول الإيجابيّ بلبنان، وفي وجود رئيس للبلاد يصون الدستور ويحمي الوحدة الداخليّة ويحظى بالثقة الداخليّة والخارجيّة، أن يتحصّن الشعب اللبنانيّ والأحزاب بفلسفة إيجابيّة، وبنفسيّة متوقّدة وبشخصيّات ذات صدقيّة، وبتتويج لبنان بنظام الحياد الإيجابيّ، الذي يمكّنه من إداء دوره في رسالة السلام والحوار وحماية حقوق الشعوب والحريّات العامّة واحترام كرامة الشخص البشريّ والعيش المشترك المثاليّ بين المسيحيّين والمسلمين”.

في المقابل، متروبوليت بيروت للروم الاورثوذكس المطران الياس عودة اعتبر انه: “كم من شياطين تتلاعب بأبناء هذا البلد وقادتهم ويجب طردها بالصوم والصلاة، والتصميم والجهاد والإرادة الحسنة، وحفظ وصايا الله وتطبيقها. شياطين الكبرياء، والحسد، والمصلحة، والكراهية، والإستغلال، ورفض التغيير، والإستنفاع، والإستزلام، وغيرها من الشياطين التي أفسدت النفوس وخربت البلد، والمؤسف أنها ما زالت متغلغلة وتحول دون الإصلاح والتقدم في عملية إعادة بناء هذا البلد بإدارته ومؤسساته والمجتمع. كيف يبنى بلد وبعض أبنائه لا يؤمنون به؟ كيف يصلح مجتمع وبعض أفراده متمسكون بمصالحهم؟ وكيف يجتث الفساد من إدارة ما زال الفاسدون والمفسدون يحاصرونها ولا يرتدعون؟”.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

رويترز عن مصادر أمنية سورية: ارتفاع حصيلة اشتباكات منطقة جرمانا إلى 12 قتيلاً!

أخباركم - أخبارنا ذكرت وكالة رويترز نقلاً عن مصادر أمنية سورية أن حصيلة الاشتباكات...

عدد النازحين السوريين من الساحل إلى الشمال يرتفع ينتشرون في 30 قرية عكارية

أخباركم ـ أخبارنا أعلنت غرفة إدارة الكوارث في عكار أن عدد النازحين من المناطق...

الليبرالي الكندي يفوز بالانتخابات التشريعية بقيادة مارك كارني!

أخباركم - أخبارنافاز الحزب الليبرالي الكندي، بزعامة رئيس الوزراء مارك كارني، بالانتخابات التشريعية التي...

أقمار “أمازون” الإصطناعية: تأمين الإنترنت الفضائي ومنافسة “ستارلينك”

أخباركم - أخبارناأطلقت شركة "أمازون"، المملوكة للملياردير جيف بيزوس، أمس الاثنين، أول دفعة من...

More like this

عدد النازحين السوريين من الساحل إلى الشمال يرتفع ينتشرون في 30 قرية عكارية

أخباركم ـ أخبارنا أعلنت غرفة إدارة الكوارث في عكار أن عدد النازحين من المناطق...

الغارة على الضاحية تشعل المشهد السياسي … وترقب لنتائج زيارة جيفرز والانتخابات البلدية في مهب التصعيد … عناوين ومقتطفات واسرار من الصحف

أخباركم - اخبارناهيمنت التطورات الأمنية والسياسية على عناوين الصحف اللبنانية اليوم، في ظل التصعيد...

سباق محموم بين الانتخابات البلدية والغارات الاسرائيلية واطلاق غرفة العمليات في الداخلية وسلام: جاهزون … عون: حصر السلاح بيد الدولة مُتخذ … قاسم: لا...

أخباركم - أخبارنا/ تقرير لبنان السياسي بين الضربات العسكرية الاسرائيلية والانتخابات البلدية توزع الاهتمام الداخلي...