📌 أخباركم – أخبارنا

بيروت – خاص أخباركم – أخبارنا

في تصعيد هو الأبرز منذ أسابيع، نفذت طائرات حربية إسرائيلية، فجر الإثنين، غارة جوية مركزة على مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أدى إلى سقوط ثلاثة شهداء وسبعة جرحى، بينهم اثنان في حالة حرجة، بحسب بيان رسمي لوزارة الصحة اللبنانية.

📌 الغارة استهدفت الطوابق الثلاثة العليا من مبنى مكوّن من تسعة طوابق بين حيّي معوض وماضي، بصاروخين موجهين، ما أحدث فجوة ضخمة ودمارًا واسعًا في الطابقين الثامن والتاسع.

◼︎ الشاباك أعطى التوجيه… والرسالة أبعد من “هدف تكتيكي”

جاء في بيان جيش الاحتلال، الذي نشره الناطق العسكري أفيخاي أدرعي، أن العملية نُفذت بتوجيه مباشر من جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، واستهدفت “عنصرًا من حزب الله كان يوجّه عناصر من حماس، وساعدهم في التخطيط لعملية إرهابية خطيرة ضد الإسرائيليين”.

لكن المفاجئ ليس فقط في نوعية الهدف، بل في الجهة التي أشرفت على القرار: الشاباك، المسؤول عن الأمن الداخلي الإسرائيلي، وليس الموساد أو الاستخبارات العسكرية، ما يشير إلى توسيع نطاق عمل الجهاز نحو الأراضي اللبنانية، وكأن المناطق التي يستهدفها الجيش باتت تحت وصاية أمنية إسرائيلية مباشرة.

وفي هذا السياق، قال مصدر أمني لبناني لـ”أخباركم – أخبارنا”:

“هذا تطور خطير ينقل طبيعة المعركة من مواجهة عسكرية إلى معركة أمن داخلي يخوضها العدو فوق أراضينا…”.

◼︎ قناة 14: كان يخطط لاستهداف طائرة إسرائيلية في قبرص

ذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن المستهدف كان يعدّ لعملية نوعية ضد طائرة إسرائيلية في قبرص، بينما أفادت وسائل إعلام عبرية أخرى أنه عضو في وحدة العمليات الخارجية 910 التابعة لحزب الله.

قالت القناة 14 الإسرائيلية أن أجهزة الأمن تلقّت معلومات أن المستهدَف في بيروت كان يُخطّط لعملية ضد طائرة إسرائيلية في قبرص. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المستهدف يعمل تحت قيادة طلال حمية، وعضو في وحدة العمليات الخارجية 910. معلومات عن الوحدة 910 هذه الوحدة مختصة بالعمليات الأمنية والاستخباراتية، وتعد واحدة من أهم الوحدات في التنظيم. وهي معروفة بتورطها في تنفيذ عمليات معقدة، بما في ذلك أعمال تجسس وتنفيذ عمليات اغتيال ضد شخصيات معارضة أو أهداف تعتبرها حركة حزب الله تهديدات أمنية.
تأسست الوحدة 910 في حزب الله في إطار الجهود التي بذلها التنظيم لتعزيز قدراته الاستخباراتية خارج لبنان، ولا سيما في البلدان المجاورة مثل إسرائيل وسوريا ودول أخرى في المنطقة. عملت الوحدة على جمع المعلومات الاستخباراتية، وتنفيذ عمليات تجسس معقدة ضد الأعداء، وهي تعمل بشكل مستقل إلى حد كبير عن الوحدات العسكرية الأخرى في حزب الله.
من أبرز مهام الوحدة 910:

1. الأنشطة الاستخباراتية: مثل جمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ عمليات تجسس على أهداف تهم حزب الله.
2. العمليات السرية: الوحدة متورطة في تنفيذ عمليات سرية ضد أهداف تعتبرها حزب الله تهديدًا لأمنه أو مصالحه.
3. العمليات العسكرية الخاصة: مثل تنفيذ عمليات اغتيال أو ضرب أهداف استراتيجية في مناطق مختلفة.
   هذه الوحدة تابعة مباشرة للمجموعة الأمنية العليا في حزب الله، وتعتبر من الوحدات الحساسة التي تتعامل مع معلومات سرية للغاية، وتتمتع بدرجة عالية من الاستقلالية والكتمان. من جهة أخرى، حلّق الطيران المسيّر الإسرائيلي فوق النبطية على علوّ منخفض جدًا.
   فيما ألقى الجيش الإسرائيلي ليلًا عدة قنابل مضيئة في أجواء علما الشعب وفوق أحراج اللبونة شرق الناقورة.

◼︎ عون: إنذار خطير…

دان رئيس الجمهورية جوزاف عون الغارة واعتبرها “إنذارًا خطيرًا حول النيات الإسرائيلية المبيتة ضد لبنان”، مضيفًا أن “التمادي الإسرائيلي في عدوانيته يقتضي مزيدًا من الجهد لحشد الدعم الدولي لسيادة لبنان الكاملة”.

📌 بيان رئاسة الحكومة اللبنانية – نواف سلام

أدان رئيس مجلس الوزراء نواف سلام الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، واعتبر أنها:

“انتهاك صارخ للقرار الأممي 1701 الذي يؤكد على سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وخرق واضح للترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية التي تم التوصل إليها في تشرين الماضي.”

وأكد الرئيس سلام أن الحكومة اللبنانية تتابع تداعيات هذا العدوان الخطير بالتنسيق مع كل من وزيري الدفاع والداخلية، مشددًا على أن لبنان لن يقبل أن يكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية أو هدفًا سهلاً لأي اعتداء.

وأضاف رئيس الحكومة:

“إننا نعتبر هذا الهجوم تهديدًا مباشرًا للاستقرار، وندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في ردع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سيادتنا الوطنية.”

◼︎ تحليل: “الشاباك” يدخل الضاحية… وإسرائيل تغيّر قواعد الاشتباك؟

العملية الإسرائيلية الليلية حملت أبعادًا استراتيجية تتجاوز عملية تصفية هدف محدد. فإشراف الشاباك، وتوقيت الغارة، ونوعية السلاح المستخدم، كلها تؤشر إلى توسيع واضح لدور الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في لبنان، وهو ما يمثل خرقًا للسيادة الوطنية وانتهاكًا صريحًا لقرار مجلس الأمن 1701.

🔴 المراقبون يعتبرون أن هذا التصعيد هو رسالة مزدوجة:

• أولاً، لإثبات قدرة إسرائيل على الوصول إلى عمق الضاحية رغم التهديدات.
• ثانيًا، لنقل المعركة نحو “المساحات المدنية” وتحميل حزب الله مسؤولية تبعاتها.

في المقابل، يأتي الصمت الإقليمي والدولي أمام هذا الخرق ليضع علامات استفهام حول الغطاء السياسي الممنوح للعدوان، ما يضع لبنان أمام اختبار جديد: هل الرد سيكون ميدانيًا أم سياسيًا؟.