أخباركم – أخبارنا/ بيروت – نبيل إسماعيل
في مشهد بعيد عن صخب السياسة وضجيج المواقف، يرصد الإعلامي نبيل إسماعيل لحظة نادرة من حياة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، لحظة تتجاوز السياسة وتدخل في عمق الطقوس الشخصية التي تحيط بالقراءة والتأمل والفهم.
يكتب إسماعيل عبر صفحته على “فايسبوك” أن قراءة الصحف لدى جنبلاط ليست مجرد متابعة يومية للأحداث، بل هي طقس خاص يمارسه البيك بتفرّد لافت، أشبه بـ”رياضة ذهنية وروحية” لا تكتمل دون حضور “المتة” – هذا الشراب الجنوبي الذي يتحول في يديه إلى شريك دائم في عزلته الفكرية.
يضيف إسماعيل:
“بدا لكاميرتي أن قرعة واحدة لا تكفي… الأبريق ممتلئ ليساهم عصير العشبة الصحية في جعل الزعيم يتفرغ لإدراك ما كُتب بين سطور المقالات، وجمع أجزاء الصورة لما يُخطط له.”
فبينما يغوص السياسيون الآخرون في أوراق الاجتماعات، يختار جنبلاط العزلة مع الصحف والكتب والموسيقى و”قرعة المتة”. إنها لحظة يومية، شديدة الخصوصية، تتكرر بعيدًا عن الأعين، لكنها تمثّل نافذته الخاصة لفهم ما يجري في لبنان والمنطقة والعالم.
كاميرا إسماعيل لم ترصد هذا المشهد أمام أي زعيم سياسي آخر، فقط على طاولة وليد جنبلاط، حيث الأبريق والقرعة يتحولان إلى رمزين لثقافة سياسية مغايرة، وقراءة تتجاوز العناوين إلى ما بين السطور.
وفي زمن تتسارع فيه الأحداث ويعلو فيه ضجيج المواقف، يظل جنبلاط يحتفظ بعاداته الهادئة، متكئًا على عزلة مدروسة، وذاكرة سياسية واسعة، و”قرعة متة” لا تفارقه في رحلته اليومية بين السطور.