أخباركم – أخبارنا/ بيروت – الضاحية الجنوبية
كشفت مصادر مطّلعة أن الشهيد حسن بدير، الذي قضى في الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت فجر اليوم، هو نائب رئيس المكتب السياسي لحزب الله المكلف بالملف الفلسطيني، ويُعد من الكوادر البارزة في الحزب، وذو خلفية أمنية وسياسية خاصة.
الغارة التي استهدفت مبنىً سكنيًا عند تقاطع صفير – معوض، أدت إلى استشهاد بدير وثلاثة آخرين، وإصابة ستة بجروح، في واحدة من أكثر الضربات الإسرائيلية دقة وخطورة منذ بداية التصعيد الحالي.
مصادر قريبة من الحزب أكدت أن حسن بدير كان أسيرًا سابقًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأنه يتحدث اللغة العبرية بطلاقة، ما منحه دورًا استثنائيًا في التعامل مع الملفات الحساسة، لا سيما تلك المتعلقة بالمقاومة الفلسطينية، والتنسيق مع فصائلها، وملف الأسرى.
ويُعتبر بدير أحد العقول السياسية المنظمة داخل الحزب، وكان يشرف على الربط الاستراتيجي بين حزب الله والفصائل الفلسطينية، في الداخل والخارج، كما تولّى متابعة قضايا اللاجئين ومخيماتهم في لبنان، وتنسيق مواقف سياسية مع قوى المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.
الجيش الإسرائيلي لم يعلق رسميًا على العملية، بينما اكتفى الإعلام العبري بالقول إن “الشخص المستهدف كان يخطط لعملية خارج الأراضي اللبنانية”، في إشارة إلى الحديث عن تهديد مزعوم لطائرة إسرائيلية في قبرص.
حزب الله لم يصدر حتى الآن بيانًا رسمياً بشأن اغتيال بدير، لكن الترقب يسود الشارع اللبناني، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات على الجبهة الجنوبية.
أحد ضحايا غارة الضاحية فجر اليوم هو نجل حسن بدير الذي كان موجوداً في المنزل مع والده لحظة الاستهداف. كما استشهد شخصين من الدوير ف هما حمد محمد محمود وشقيقته هيام واصابة والدتهما. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن “غارة العدو الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية أدت في حصيلة محدثة ثانية إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى أربعة بعد وفاة جريح هذا الصباح متأثرا بجراحه البليغة، ومن بين الشهداء سيدة كما أدت الغارة الى اصابة سبعة أشخاص بجروح”.
استشهاد حسن بدير لا يُعد مجرد ضربة عسكرية، بل هو رسالة سياسية من إسرائيل ضد دور حزب الله الإقليمي في الملف الفلسطيني، وقد يكون له تداعيات مباشرة في مقاربة الحزب للرد أو التصعيد في المرحلة المقبلة.