أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين الميداني
في مشهد سرياليّ، خرجت فتاة في السادسة عشرة من عمرها من تحت الركام بمفردها بعد أربعة أيام من الاستهداف ، بعدما فقد الجميع الأمل في نجاتها وأُعلن استشهادها.
يروي شهود عيان، أن الفتاة ريم حسام البليّ (16 عامًا) كانت تمشي في الشارع وسط ذهول الناس، تمشي متعبة، منهكة، تنزف من عينها، مغطاة بتراب منزلها الذي تحول إلى أنقاض فوق عائلتها التي استشهدت بالكامل.
وبالعودة إلى القصة، وقت المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق عائلة الفتاة، وقبل 4 أيام، وتحديدًا الخميس الماضي، كانت ريم تجلس مع عائلتها عندما سقط صاروخ من طائرات الاحتلال على منزلهم في سكنة فدعوس شمال بيت لاهيا، فهوت الجدران على رؤوسهم، وتحول البيت إلى كومة من الركام.
هرع جنود الإسعاف والدفاع المدنيّ في محاولةً لإنقاذ ناجٍ منهم، لكن شدة الدمار ونقص الإمكانيات والمعدات اللازمة لإزالة الركام حالت دون ذلك، وتم الإعلان رسميًا عن استشهادها مع 12 فردًا من عائلتها الذين دفنوا تحت أنقاض منزلهم المدمر جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي. كالنار بالهشيم”، انتشر قصة ريم عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفها الكثيرون بـ “معجزة بيت لاهيا”، واعتبرها آخرون شاهدًا حيًا على المأساة التي يعيشها أهالي غزة، ووحشيَّة المجازر.
في المقابل، رصد المكتب الإعلامي الحكومي، امس الثلاثاء، جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق المنظومة الصحية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال دمر 34 مستشفى وأخرجها عن الخدمة، بالإضافة إلى استهداف 240 مركزًا طبيًا، مما أدى إلى انهيار شبه كامل في القطاع الصحي.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي إنه تم توثيق ارتقاء 1,402 من الكوادر الطبية أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني، فضلًا عن استشهاد 111 من عناصر الدفاع المدني أثناء محاولاتهم إنقاذ ضحايا الاستهدافات.
وأكد “الإعلامي الحكومي” أن الاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسة التجويع الجماعي من خلال إغلاق المعابر منذ أكثر من شهر كامل، ما أدى إلى منع دخول 18,600 شاحنة مساعدات، بما في ذلك 1,550 شاحنة وقود.
وتُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ 15 على التوالي، حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة، تزامنًا مع ارتكاب مجازر مروعة بحق العائلات الفلسطينية والنازحين.
وطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، سكان مناطق بيت حانون وبيت لاهيا وتل الزعتر شمال قطاع غزة، بضرورة إخلاء منازلهم، وذلك في إطار حملة التهجير المستمرة التي تهدد حياة الآلاف من المدنيين.
وكثفت قوات الاحتلال، في الساعات الماضية، قصفها الجوي والمدفعي على مختلف قطاع غزة، مستهدفًا شققًا سكنية مأهولة، ما أدى لارتكاب مجازر وارتقاء شهداء غالبيتهم أطفال ونساء.
وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس/ آذار الماضي، 1042 شهيد بالإضافة لـ 2542 إصابة، ما يرفع إجمالي الشهداء والمصابين منذ بدء حرب الإبادة في 7 أكتوبر 2023 إلى 50 ألفًا و399 شهيدًا، بالإضافة لـ 114 ألفًا و583 جريح، وفق آخر معطيات لوزارة الصحة في قطاع غزة.
أطلقت آليات الاحتلال نيرانها شمال شرقي مخيم المغازي وسط القطاع والمناطق الشرقية لمدينة غزة، فيما أطلقت زوارق الاحتلال الحربية النار تجاه مخيم الشاطئ غرب غزة.
وأصيب مواطنان إثر استهداف زوارق الاحتلال لمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، واستهدفت مدفعية الاحتلال المناطق الغربية من مدينة رفح.
واستشهد الشاب باسل عودة حميدان السميري (27 عامًا) جرّاء قصف مدفعي إسرائيلي على المنطقة الشرقية لبلدة القرارة شمالي خانيونس، فيما استشهد المواطن محمد خليل أبو جلالة متأثراً بجراحٍ أصيب بها في مدينة رفح جنوب القطاع.
وفي غارة إسرائيلية أخرى، إن طائرات الاحتلال استهدفت مركبة في شارع حميد بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة؛ أسفرت عن 3 شهداء وإصابات.
وفي وقت لاحق، استهدفت المدفعية الإسرائيلية أيضًا المناطق الشرقية من مخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أسفر عن إصابات بين المواطنين وتدمير في الممتلكات.
وتسببت طائرات الاحتلال الإسرائيلي في استهداف بالقرب من المطبخ العالمي المركزي بجوار ميناء القرارة غرب خانيونس، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين الذين تم نقلهم إلى مستشفى الكويت التخصصي لتلقي العلاج.
وفي حادث منفصل، أصيب عدد من النازحين بالقرب من دوار الخربة في رفح، جنوب قطاع غزة، إثر إلقاء قنبلة من قبل كواد كابتر تابع لقوات الاحتلال، ما تسبب في حالة من الذعر بين الأهالي.
واستهدفت المدفعية الإسرائيلية، المنطقة الشرقية لجباليا شمالي قطاع غزة، ما أسفر عن إصابة ثلاثة مواطنين جراء القصف.
وقالت مصادر محلية إن القصف المدفعي الإسرائيلي استهدف شمالي مخيم النصيرات وسط القطاع، مما أدى إلى إصابة المواطنين.
وفي وقت لاحق، أصيب عدد من المواطنين نتيجة إلقاء كواد كابتر قنبلة على نازحين بالقرب من دوار الخربة في رفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن القصف المدفعي الإسرائيلي وأعمال إطلاق النار المكثف من دبابات الاحتلال، تواصلت في شرق مدينة غزة.
وفي نفس الوقت، استهدف قصف مدفعي إسرائيلي شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، بينما أطلقت آليات الاحتلال النار باتجاه منازل المواطنين في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة.
