كتب حلمي موسى من غزة يسعد صباحكم وأمل لا يتزعزع بقرب الفرج وزوال الاحتلال.
بعد عام ونصف من بدء الحرب يعود العدو الى ما يشبه بدايتها ولكن بالمقلوب. كانت البداية الضرب في كل مكان ولكن مطالبة الشمال بالاخلاء والتوجه نحو الجنوب. وبعد شهور من القصف الجنوني والهجمات البرية المتتالية في الشمال اتجه الاحتلال للتركيز على خانيونس. واخلاها من السكان قبل ان يتباهى نتنياهو بأن النصر المطلق لن يتحقق الا اذا اقتحم رفح. فوقف العالم وخصوصا اميركا في وجهه لكنه اصر على تحدي اميركا والعالم وهاجم رفح واحتل محور فيلادلفي وارتكب افظع الجرائم. وبعدها وجد من جديد ان المشكلة في الشمال فعاد الى الزيتون وجباليا وبيت لاهيا ليضرب من جديد. وبعد كل ذلك انتبه الى انه لم يكمل المهمة ولم يحقق الهدف في رفح وشرقي خانيونس فعاد برئيس اركان جديد ليبدأ الحرب من جديد وبمزيد من جرائم الحرب المكشوفة في تل السلطان ورفح.
وبدا في وسائل الاعلام الاسرائيلية اضطراب كبير في تحديد اهداف الحرب المستجدة بعد هدنة الخمسين يوما. البعض يقول أنها مجرد ضغط عسكري يراد من خلاله محاولة اجبار حماس على قبول خطة ويتكوف. وآخرون يعتقدون ان ما يجري ليس سوى جزء من نظرية ادامة الحرب وتمديدها. وقد اشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى ان البيانات بخصوص توسيع التحرك في رفح وشرقي خانيونس يتم وضع كلماتها من المستوى السياسي. وصباح اليوم اعلن الوزير الشكلي للحرب اسرائيل كاتس ان الغاية من اخلاء رفح هو توسيع المنطقة الامنية لصالح سكان اسرائيل. ويحاول كاتس عبر شركاء الائتلاف من اليمين المتطرف الايحاء بان اسرائيل على وشك احتلال اراض بقصد الاستيطان فيها وان هذا هو الحل لكسر صمود الشعب الفلسطيني على ارضه وتنفيذ مخطط التهجير.
تسمع كلاما كثيرا بعضه لا يشير الا الى التخبط جراء العجز عن تحقيق اهداف الحرب. والنقاشات تجري في اسرائيل على كل المستويات في ظل انشراخ الوضع الداخلي بما في ذلك داخل الجيش. بعض مما يجري في اسرائيل حاليا كان بمكن ان ينبئ بقرب زوالها لو توفر في المحيط العربي اي نوع من التماسك. وهذا ما يثبت حقيقة تغيب كثيرا عن البال. المشكلة اصلا فينا.