أخباركم – أخبارنا/ ✍️ حسين قاسم
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، تتزايد المؤشرات على أن الولايات المتحدة تستعد لتوجيه ضربة عسكرية واسعة النطاق لإيران، قد تُغيّر موازين القوى في الشرق الأوسط لعقود. فهل نحن أمام لحظة الحسم؟ وما العوامل التي تجعل هذه الضربة وشيكة جدًا وقوية جدًا؟
أولًا: من الفزاعة إلى الهدف
عند تحليل المواقف الأمريكية خلال العقدين الأخيرين، خاصة منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة، يبدو أن الاستراتيجية الأميركية تجاه إيران شهدت تحولًا جذريًا:
- في الماضي، تم تصوير إيران كـ”فزاعة” لابتزاز دول الخليج العربي.
- استُخدمت طهران كأداة لإضعاف دول عربية محورية مثل العراق، سوريا، لبنان وفلسطين.
- خدم النظام الإيراني أهدافًا أميركية غير مباشرة: إضعاف الشيوعية السوفيتية، وضرب الجيوش العربية، ونهب ثروات الخليج عبر التهديد.
لكن هذا الدور يبدو أنه قد استُنفد بالكامل، والمرحلة الحالية تسير نحو تفكيك هذا النظام بعد أن استُهلك دوره الوظيفي.
ثانيًا: تجاوز عقدة 11 سبتمبر…
مرت أكثر من 20 عامًا على هجمات 11 سبتمبر، وهي فترة كافية سمحت للولايات المتحدة بإعادة تموضعها في الشرق الأوسط.
اليوم، تشهد المنطقة تقدّمًا لافتًا لدور السعودية والإمارات، الحليفين الاستراتيجيين لواشنطن في الملفات الاقتصادية والطاقة.
وبينما كانت إيران تحاول أن تلعب هذا الدور، فشلت في تقديم نفسها كشريك استراتيجي دائم، وفهمت متأخرًا أن دورها كان مؤقتًا.
ثالثًا: تفكيك “محور الممانعة”
الضربات المتكررة التي طالت حلفاء إيران في لبنان وسوريا واليمن خلال الأشهر الماضية، نجحت في:
- تدمير بنى تحتية عسكرية أساسية.
- تقويض قدرات إيران على الرد الإقليمي المنسّق.
- فتح الطريق أمام هجوم مباشر على إيران دون خوف من ردود فعل خارجية منسّقة أو فعالة.
رابعًا: غياب الصين عن المشهد الدولي
الحروب والتوترات في أوكرانيا، غزة، بحر الصين الجنوبي، والهندي، أثبتت أن الصين ليست مستعدة أو راغبة في التدخل في نزاعات خارجية مباشرة.
تُدرك واشنطن أن بكين:
- تفتقر إلى سياسة خارجية واضحة ومتماسكة في الأزمات الكبرى.
- غير جاهزة لخوض معارك بالوكالة أو دعم مباشر لحلفائها في مواجهة عسكرية شاملة.
خامسًا: روسيا الضعيفة… وتفاهمات محتملة
الحرب الأوكرانية أضعفت روسيا اقتصاديًا وسياسيًا، وحدّت من قدرة فلاديمير بوتين على التأثير خارج الساحة الأوروبية.
ولا يُستبعد أن تكون هناك تفاهمات غير معلنة بين ترامب وبوتين، تقضي بتمرير ضربة أميركية لإيران مقابل تنازلات في أوكرانيا.
سادسًا: الشرق الأوسط… مركز العالم الجديد
تُدرك واشنطن أن منطقة الشرق الأوسط مرشحة لتكون مركز الاقتصاد العالمي المقبل، ما يتطلب:
- استقرارًا طويل الأمد،
- إزالة العقبات الكبرى مثل النظام الإيراني وأذرعه المسلحة،
- حماية خطوط الملاحة والطاقة من التهديدات المستمرة.
سابعًا: مؤشرات عسكرية لا تقبل التأويل
التحركات الأميركية الأخيرة في المنطقة تتجاوز نطاق الردع التقليدي:
- تدفق الأساطيل العسكرية إلى الخليج العربي،
- تحريك قواعد الطائرات المسيّرة والاستطلاع باتجاه إيران،
- تنسيق أميركي – إسرائيلي غير مسبوق على المستوى الاستخباري والعسكري.
كل هذه المؤشرات توحي بأن الحدث الكبير بات قريبًا جدًا.
إيران… ولبنان على خط الزلزال
إذا اندلعت الحرب، فلن تكون ضربة محدودة، بل قد تشمل:
- الحرس الثوري الإيراني،
- المنشآت النووية،
- القدرات الصاروخية والبنية التحتية للاتصالات والأمن،
- وربما مؤسسات اقتصادية كبرى كحقول النفط والمصارف المركزية.
أما في لبنان، فعلى حزب الله إدراك حجم المتغيّرات، وتحمّل مسؤوليته الوطنية بعيدًا عن الحسابات الإيرانية، فمرحلة “اللا قرار” لم تعد مقبولة، والشعب اللبناني لن يحتمل كارثة جديدة.
نظام طهران لم يعد جزءًا من “اللعبة”، بل بات “عقبة أمامها”.
الضربة الأمريكية، إن وقعت، ستكون حاسمة واستباقية وشاملة.
والشرق الأوسط، على أعتاب إعادة تشكيل كبرى… بلا إيران كما نعرفها.
