كتب ابراهيم بيرم لـ “أخباركم – أخبارنا”
منذ وقت غير بعيد، سرى في بعض مواقع التواصل الاعلامي في بيروت، نبأ مضمونه أن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل العائد لتوّه من رحلة الى احد العواصم الاوروبية، قد زار زعيم تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية في مقره في بنشعي، وأن البحث تركز على موضوع التطورات السياسية المتسارعة في الداخل والاقليم وسبل التعاون المستقبلي وفتح صفحة جديدة في العلاقة بين الطرفين، فضلاً عن موضوع التنسيق والتعاون في موضوع الانتخابات البلدية والاختيارية القريبة مبدئياً.
ومع أن أياً من الطرفين لم يؤكدا في حينه حصول اللقاء أو ينفيان انعقاده، إلا انه تبين لاحقاً بعد التحري والاستقصاء وسؤال المعنيين، أن الدقيق في الأمر هو ان النائب طوني سليمان فرنجية، هو من بادر في الساعات الماضية الى زيارة باسيل في دارته في البياضة.
وعلى الرغم من أن المعلومات الأولية التي رشحت عن هذا اللقاء النادر، قد أفادت أن البحث تركز بشكل اساسي على موضوع التعاون والتنسيق وسبل التفاهم المحتمل بين الطرفين في الانتخابات البلدية والاختيارية المقرر أن يبدأ اجراؤها في ايار المقبل، الا ان ثمة من يدرج هذا اللقاء في اطار اوسع واشمل خصوصاً أنه يعتبر بحد ذاته تطوراً مهماً ينطوي على أبعاد سياسية. فهو لقاء يعد الاول من نوعه بعد اعوام من القطيعة تخللتها خلافات سياسية حادة وسجالات كلامية عاصفة بين الطرفين، عجزت معها جهود حثيثة سبق أن بذلها حليف الطرفين الأمين العام السابق لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله عن جمع باسيل وفرنجية عنده بقصد تبديد هذه الخلافات، وإعادة تجسير العلاقات بينهما، وايجاد قواسم مشتركة للانطلاق معاً في رحلة شراكة سياسية جديدة، خصوصاً مع دنو موعد انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفاً للرئيس العماد ميشال عون الذي كانت ولايته الرئاسية على وشك أن تنقضي.
وبناء عليه، فإن حصول هذا اللقاء في هذا التوقيت بالذات، يعني ضمناً أن الطرفين اللذين كانا على حلف سياسي لفترة طويلة قبل أن يذهب كل منهما في طريق، قد اتخذا قراراً ضمنياً بالانطلاق في تجربة علاقة سياسية جديدة ومختلفة.
وإذ ذكرت مصادر الطرفين أن اللقاء الذي جمع اخيراً باسيل – فرنجية الابن قد تمحور حول موضوع “التعاون والتنسيق” بينهما في جولة الانتخابات المحلية المقرر اجراؤها في القريب العاجل خصوصاً في مناطق شمالية، إلا أن اللقاء هو بحد ذاته وفق مصادر على صلة بالطرفين يحمل في طياته مؤشرات توحي بأنهما قد قررا ضمناً الانطلاق معاً في تجربة علاقة سياسية جديدة، لا سيما مع المرحلة الانتقالية التي اعقبت مباشرة انتخاب رئيس جديد للبلاد وتأليف حكومة العهد الاولى برئاسة نواف سلام، والتي يتقاطع فيها الطرفان على مسألة أنهما ابعدا قسراً عن التمثل فيها رغم أنهما سمّيا معاً رئيسها المكلف، فبدا الأمر بالنسبة اليهما انه “ابعاد وعزل مقصودين” لمصلحة تمثيل فريق مسيحي آخر، وهو ما شكل اجحافاً متعمداً بحقهما وبحق أصول التمثيل الديموقراطي المفترض وفق دستور الطائف المعمول به منذ اوائل عقد التسعينات.
لقاء بين “التيار الوطني” و”المردة”:تنسيق إنتخابي بلدي عابر أم طيّ لصفحة الماضي؟
نشرت في
