أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين الميداني
في حي الكرامة شمال مدينة غزة، حيث تشتهر ساحة “عيسى مراد” بين الأهالي بأصوات التكبيرات في الأعياد، تتحول اليوم إلى مشهدٍ أشبه بمقبرة جماعية للذكريات، تنتصب على أرضها عشرات الخيام التي تؤوي عائلات نازحة هربت من جحيم القصف الإسرائيلي.
قبل حرب الإبادة، كانت الساحة الواسعة، محاطة بعمارات سكنية يعلو بعضها الدمار الآن، نقطة تجمع لأهالي الحي خلال عيدَي الفطر والأضحى. كانت تفيض بالحياة: آلاف المصلين يؤدون الصلاة في العراء، بينما تتداخل أصوات التهاني بضحكات الأطفال الذين يرتدون ثياب العيد الجديدة، ويتسابقون لتلقف الحلوى والشوكولاتة.
كانت الساحة قلب الحي النابض بالبهجة، اما اليوم، لم يعد في الساحة سوى ركام العمارات المتضررة، بعد أن تلقفت أول موجات من صواريخ الموت التي تهاطلت كالمطر بلا سابق إنذار على منطقة الكرامة في بدايات الحرب. خيامٌ من النايلون تتربع في المنطقة كانت مجهزة سلفا لنازحين في الجوار لكنها استضافت نازحين من منطقة “العطاطرة” بعد استئناف حرب الإبادة فجر الثلاثاء 18 مارس 2025…. انها الحرب انه الموت…
من جهة ثانية ، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء امس أن الدفاعات الجوية اعترضت صاروخين أطلقا من شمال قطاع غزة باتجاه إسرائيل. وفيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الصاروخين أطلقا من جباليا باتجاه غلاف غزة الشمالي، وأشارت إلى أن عملية الاعتراض تمت في سماء سديروت.
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح امس الأربعاء، ارتكاب مجازر مروعة وجرائم حرب موصوفة بحق المدنيين في قطاع غزة، عبر قصف المنازل المأهولة ومراكز الإيواء وخيام النازحين.
ومنذ الفجر ، استشهد 71 مواطنًا وأصيب العشرات جراء القصف المتواصل على كافة مناطق قطاع غزة.
واستشهد 19 فلسطينيًا، بينهم أطفال وأُصيب آخرون في قصفٍ إسرائيلي استهدف نازحين في عيادة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، أنّ طيران الاحتلال استهدف عيادة لـ “أونروا” تؤوي نازحين في مخيم جباليا شمال القطاع، ما أدى لارتقاء وإصابة العشرات.
وفي وقت سابق قصف الاحتلال منزل عائلة “عبد الباري” في خانيونس، جنوبي قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 13 مدنيًا فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وتستمر قوات الاحتلال بالعدوان العسكري والحرب الشعواء، لليوم الـ 16 على التوالي، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، عقب هدنة هشة استمرت 57 يومًا.
وإلى جانب مجازر الإبادة وجرائم القصف والتدمير والغارات التي لا تتوقف، صعد الاحتلال حصاره بمنع إدخال المواد الغذائية الأساسية، وهو ما يرسم مشهدًا قاسيًا للمجاعة التي يواجهها سكان القطاع. حيث أغلقت قرابة الـ 18 مخبزا أبوابها بسبب نفاد الدقيق المتوفر لديها.
وبيّنت مصادر طبية فلسطينية، أن أكثر من 53 شهيدًا ارتقوا وأصيب العشرات جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي من قبل قوات الاحتلال لأنحاء متفرقة في قطاع غزة المحاصر.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، أن مشافي قطاع غزة، قد تعاملت خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، مع 24 شهيدًا و55 إصابة، إثر استمرار العدوان العسكري الإسرائيلي وجريمة الإبادة الجماعية بعد خرق وقف إطلاق النار يوم 18 مارس الماضي.
وقالت في التقرير الإحصائي اليومي لعدد شهداء وجرحى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إن حصيلة الشهداء والإصابات، منذ استئناف الحرب العدوانية يوم 18 آذار/ مارس الماضي، بلغت 1,066 شهيدًا، بالإضافة لـ 2,597 إصابة.
وارتفعت حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر 2023، إلى 50 ألفًا و423 شهيدًا، إلى جانب 114 ألفًا و638 مصابًا بجروح متفاوتة؛ بينها خطيرة وخطيرة جدًا.
واستشهدت مواطنة وأصيب عدد آخر من المواطنين جراء استهداف خيمة فى مخيم البراق الغربي في مواصي خانيونس جنوبي القطاع.
وأفادت مصادر محلية بإصابة عدد من المواطنين في قصف إسرائيلي على منزل في بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خانيونس.
ووصل شهيدان إلى مستشفى العودة بالنصيرات، مساء امس، تم انتشالهم إثر استهداف الاحتلال على منطقة المغراقة أمس. وذكرت مصادر محلية وطبية أن 9 مواطنين استشهدوا بينهم 4 أطفال، في قصف إسرائيلي شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
واستشهد 4 فلسطينيين من بينهم اثنين من عناصر الشرطة الفلسطينية وطفل، بعد ظهر الأربعاء، في استهداف إسرائيلي على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأفادت المديرية العامة للشرطة بارتقاء شهداء وإصابات جراء استهداف طائرات الاحتلال لقوة من ضباط وعناصر الشرطة في مدينة دير البلح، غرب مسجد “الأنصار” وسط المدينة.
واستشهد 6 بينهم طفلة وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي محيط محطة التحرير شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وارتقى شهيدان بنيران مُسيّرات إسرائيلية بمنطقتي مصبح وخربة العدس، شمال مدينة رفح، جنوب قطاع غزة. بالإضافة لشهيد آخر برصاص الاحتلال أثناء جمعه الحطب شرق حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة.
وشنّ طيران الاحتلال الحربي، بعد ظهر الأربعاء، غارة جوية غربي مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة. بينما قصفت مُسيّرة إسرائيلية شرق مخيم البريج، وسط القطاع.
واستهدفت مدفعية الاحتلال، أراضٍ زراعية شرق بلدة الفخاري شرق خانيونس، جنوب قطاع غزة. وقصفت وسط وغربي مدينة رفح، بينما تعرضت المناطق الشمالية لمخيمي البريج والنصيرات، وسط القطاع، لقصف مدفعي.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء، طفًا عقب اقتحام بلدة ترمسعيا شمال رام الله. وقالت مصادر محلية، إن قوة عسكرية من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة، وأوقفت طفلا واعتقلته، جون معرفة هويته، وأغلقت الطريق الذي يربط القرية مع قريتي أبو فلاح والمغير شمال شرق رام الله.
وذكرت المصادر، أن قوات الاحتلال انتشرت في شوارع البلدة، وأوقفت عددًا من مركبات المواطنين وفنتشتها.
