الأربعاء, أبريل 30, 2025
18.4 C
Beirut

علي مراد لموقعنا: لست معارضاً شيعياً.. ومعنيون بخوض الإستحقاقات بخطاب وطني تسليم سلاح الحزب ليس مطلباً خارجياً فقط بل مصلحة لبنانية

نشرت في

أخباركم – أخبارنا/حاورته: فاطمة حوحو
المنطقة على أهبة انفجار كبير، بل العالم بأسره في صراع اقتصادي يتجلى في سياسات وتوجهات الدول الكبرى. فالحرب في غزة ولبنان لم تنته، بل تدخل اليوم في مرحلة جديدة، لكنها أخطر كونها تتوسع وتتخذ أشكالاً مختلفة، حيث تطلق فيها يد إسرائيل بحرية وتدار وفقاً لمصالح رئيس وزرائها وداعمه الأميركي، بينما تبدو تأثيرات الدول الأخرى ضعيفة وغير ذات فعالية.
لبنان يعيش في المعمعة وسط انقسامات اللبنانيين حول قضايا مختلفة، فالبعض ينتظر الاصلاح الموعود والبعض الآخر ينتظر أن يصبح قرار السلم والحرب في يد الدولة. وعلى الرغم من الجهود التي تبذل من قبل العهد الجديد، إلا أن مخلفات العهد السابق قائمة والخروج من سياسات التقاسم والتحاصص صعب. فالسلاح لم يسلّم من قبل حزب الله إلى الدولة، وان جرت تسريبات عن مصادرة الجيش اللبناني بعض الأسلحة والمواقع، لكن الحزب لم يتخذ قراراً بتسليم سلاحه الذي يبقى موضوع ابتزاز، فيما الخلاف داخل الحزب قائم بين الجناح السياسي والعسكري الذي يعمل كأداة إيرانية، بينما يضغط الأول سياسياً محملاً الدولة التي عمل سنوات على اضعافها وتفكيكها وضرب مؤسساتها، نتائج حرب إسناد غزة، بينما بيئته ومعها اللبنانيون يدفعون أثمان مغامراته العسكرية.
كذلك هناك قوى وتنظيمات تعتقد إنها قد تتجاوز في رؤيتها الواقع بمجرد إستعادة شعارات من غير الممكن أن تكون في صالح لبنان اليوم، كما أن بعض التنظيمات غير اللبنانية، التي تسبّبت مغامراتها بإحراق غزة وحيدة، وأدخلت لبنان في المعمعة عبر الرهان على عون حزب الله وإيران، قد تكون حركت يدها في إطلاق الصواريخ. فمن الواضح ان هناك من يسعى لاعادة جنوب لبنان الى الفوضى، واستخدامه ساحة لإيران وغيرها حتى توصل رسائلها الى الولايات المتحدة.
وسط ذلك، يبدو أن هناك أصواتاً من جنوبيين عقلاء ترتفع من اجل حماية لبنان، وحماية الجنوبيين الذين ضحوا وخسروا اراضيهم وممتلكاتهم، بينما وعود الإعمار تتبخر مع استمرار الاعتداءات الاسرائيلية وفي ظل وقف مجهول البنود للنار. من بين هؤلاء يبرز إسم الدكتور علي احمد مراد، الذي تلقى كالعادة تهديدات وتعرض لحملة تخوين، وهو ناشط سياسي وباحث قانوني واستاذ جامعي، ترشح في انتخابات العام 2022 عن دائرة الجنوب الثالثة. إبن بلدة عيترون من سليل عائلة قاومت الاحتلال وناضلت من أجل التغيير والعدالة الاجتماعية. إنخرط في العمل السياسي في سن مبكرة، وكان من الوجوه البارزة في ثورتي 2014 و2019. يساري خارج المألوف وبعيد عن الكليشيهات اليسارية. منفتح ومثقف، وإبن المجتمع المدني بتنوعه وتعدد إتجاهاته، وله دراسات في المجالات القانونية والقضائية والإصلاح.
في حواره مع موقعنا، كان لا بد في البداية عند التوقف حول تعرضه للتخوين والانتقادات المتعلقة بآرائه السياسية فهو من أبرز قيادات تيار التغيير في الجنوب، لذلك تحدث مواقفة “صدمة سلبية” عند بعض “الرفاق” كما عند الخصوم، لكنها في الوقت نفسه تأتي بنتائج إيجابية على مستوى النقاش الهادف للخروج من الواقع الصعب.

  • ماذا تقول عن اتهامات التخوين التي يتعرض لها ناشطون وسياسيون بسبب مواقفهم من التطورات؟
  • ثقافة التخوين والاتهامات ليست بجديدة في الحياة السياسية اللبنانية وتحديداً على مستوى الجنوب، حيث خطاب التخوين والاتهام واستسهال الاتهام بالعمالة، هو وسيلة للترهيب والاغتيال المعنوي الذي يمكن أن يتعرض له أي مواطن او أي ناشط سياسي، في ضيعته أي في البيئة الصغيرة جداً.
    طبعاً، نحن الناشطون السياسيون لدينا القدرة على أن نرد عبر الإعلام وغيره. هذا الترهيب يمارس في كل منطقة، ولا سيما في مناطق نفوذ الثنائي. كل القوى السياسية تمارس شكلاً من اشكال التخوين، ولكن أن يصل مع حزب الله والثنائي الى التخوين بالعمالة لاسرائيل، فهو أمر خطير كونه يصبح اتهاماً جنائياً، وهذا ما لا يمكن القبول به بأي شكل من الاشكال وهو محاولة لالغاء الحوار.
    وفي معزل عن شخص أو فرد ينتقد ويكيل الاتهام، الموضوع ليس مرتبطاً به بل هو مرتبط أكثر بمحاولة خلق فضاء عام يسمح لأيّ كان بأن يعتبر نفسه قادراً على تخوين واستسهال القيام بذلك.
  • ما هي تقديراتك بالنسبة الى وضع المنطقة الذي يزداد توتراً يوماً بعد يوم مع الحشود الاميركية والتحركات الاسرائيلية بما يوحي بحرب شاملة، فهل ينجو منها لبنان أم تعود الحرب من جديد؟
  • المنطقة في حالة انعطاف تاريخية، ونحن لا نزال في خضمها. الأمور عادة تأخذ وقتاً، ونحن تعودنا على الحروب السريعة. ما زلنا في حالة حرب منذ 7 اكتوبر، وقد مررنا بمنعطفات كثيرة. طبعاً 7 اكتوبر منعطف، عملية اغتيال السيد نصر الله منعطف، سقوط بشار الاسد منعطف. هذه السلسلة لم تنته بعد، وطبعاً لبنان سيكون في قلب هذه العاصفة وفي قلب هذه المواجهة، وبالتالي عندما يكون الوضع الاقليمي في مثل هذه الحالة من التوتر، يجب التفكير بكيفية تأمين الحدود الدنيا أو المتوسطة للمصلحة العليا للبنان وتأمين الحصانة له. الحصانة اللبنانية لا يمكن أن تكون إلا عبر الدولة والوقوف وراء الدولة، وهذا يعني إنه لا بد من أن يتم الانتهاء من أي مشاريع ذات أبعاد خارجية، ووضع المصلحة الوطنية أولاً. هذا ليس طرحاً شاعرياً، بقدر ما هو أمر طبيعي أن يحصل، فأي بلد في العالم يضع مصلحته الوطنية قبل أي مصلحة أخرى.
    بهذا المعنى نحن اليوم في أكثر من مسار، فهناك مسار ديبلوماسي، مسار عسكري، مسار ميداني، ومسار سياسي – داخلي. في المسار الميداني العسكري، من الواضح أن هناك هزيمة عسكرية واضحة لحزب الله في الجنوب، وأكبر دليل عليها هو الاتفاق الذي وقّع. أما في الواقع الميداني، ويا للأسف، فخيارات حزب الله بعد حرب الاسناد جعلته يخسر، علماً أن البلد كله خسر أمام العدو الاسرائيلي. في الواقع الديبلوماسي، المسار شغّال، لكن هذا المسار ليس لصالح لبنان بالمطلق، علماً أن هناك دعماً دولياً لرئيسي الجمهورية والحكومة وغيرهما، لكن المقصود أن الديبلوماسية الاميركية واضحة في انحيازها لاسرائيل بشكل او بآخر، حتى وهي تلعب دور الوسيط.
    إذاً، الموضوع الاساسي لدينا اليوم هو أن نقارب موضوع حزب الله داخلياً، ومراقبة مقاربة موضوع الحزب داخلياً، أي بكل بساطة كيف نعطي للدولة دورها الكامل، وكيف تكون الدولة هي في موقع القرار في كل المجالات.
  • ما هي الشروط التي يجب توافرها لإنقاذ لبنان، وهل تسليم سلاح الحزب يحفظ سلامة البلد أم المطلوب تأمين شروط أخرى؟
  • سيكون من ضمن الشروط توحيد السلاح بيد الدولة واحتكاره من قبلها، وبالتالي تصبح مسألة تسليم سلاح حزب الله ليست مطلباً خارجياً وانعكاساً فقط لموازين قوة ميدانية وعسكرية، بل تصبح مصلحة لبنانية في إعادة الاعتبار للدولة. لا يمكن إعادة الاعتبار للدولة في أي بلد في العالم، في ظل وجود قوة عسكرية خارجها، وتحديداً بعدما فقد هذا السلاح وظيفته الاقليمية وقدرته على حماية لبنان من العدو الاسرائيلي في كل المواجهات. وبالتالي، لا بد من قرار شجاع ومسؤول ينظر الى المصلحة الوطنية بشكل واضح، والمصلحة الوطنية اللبنانية اليوم هي في استعادة الدولة كي تبدأ هذه المواجهات بالتلازم مع المواجهات من أجل تحقيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والتي لا تقل عنها أهمية.
  • ما هي صورة الوضع اليوم في القرى الجنوبية التي تمّ تدميرها على الأرض، وما هو المطلوب لحفظ أمن الناس وعودتهم الآمنة والاستقرار فيها في ظل الحديث عن شروط خارجية تتعلق بإعادة الاعمار الذي يبدو انه بعيد المنال حالياً؟
  • طبعا القرى الجنوبية اليوم قرى مدمرة، مستوى التدمير هائل، مستوى الخسارة بالأرواح والسكن وغيره مخيفة جداً. من الواضح أن ملف الاعمار لن يتحقق قريباً، وحتى في حال توافرت الأموال والارادة السياسية الدولية، وتجاوزت الادارة اللبنانية العقبات، لن تكون مسألة إعادة الاعمار سهلة. وإذا ما قارنا حجم الدمار اليوم بما حصل في العام 2006 فهو يفوقه بثلات مرات في الضاحية الجنوبية لبيروت، وربما بعشرات المرات في الجنوب. وبالتالي، عندما نتحدث اليوم عن الاعمار، نتحدث عن هدف وطني بعيد الامد، لكن الأهم أن تتأمن الشروط السياسية اللازمة لاعادة الاعمار، ومن هذه الشروط تطبيق القرار 1701.
  • هل تلحظ تغييراً في مواقف بعض القوى أو الشخصيات السياسية التي كانت تدعم سلاح حزب الله؟
  • هناك تحولات تحصل بعدما فرضتها المتغيّرات، لكنها تحصل بالتدريج. من هنا، لا بد من إعطاء الناس “شوية وقت” حتى تتبلور الأمور. أعتقد أن هناك واقعاً سياسياً جديداً تراه كل الناس، فموازين القوى تظهر عدم قدرة الرد على العدوانية الاسرائيلية والإجرام الاسرائيلي ظاهر. التغيير مسألة وقت، والناس ستنظر إلى الأمور بطريقة مختلفة، وستعبّر عنه بأشكال مختلفة وهي لا تريد إظهاره برد فعل، لكن في ما هو ظاهر على أرض الواقع وواضح وجلي، ان هنالك مرحلة انتهت. هناك شكل من اشكال العمل العسكري خارج إطار الدولة، لم يعد في الامكان العودة إليه عملياً قبل القول بالموقف السياسي المبدئي.
  • في ظل التهديدات للمعارضين الشيعة، هل سيكون رئيسا الجمهورية والحكومة ضمانة لحماية المعارضة الشيعية التي لم يعترفوا بها في الحكومة وكذلك في التعيينات؟
  • تعبير المعارضين الشيعة لا أوافق عليه، أنا اعتبر نفسي معارضاً سياسياً ولست معارضاً شيعياً. أنا لبناني موجود على المساحة الجغرافية الشيعية، وبالتالي لا أحبّذ تعبير ما يسمى بالمعارضين الشيعة. نحن نعتبر أننا بديل سياسي في الجنوب وبديل وطني ولسنا بديلاً طائفياً ولا نرحب ببدائل طائفية. التفاهمات اليوم السياسية قد لا تكون لصالح المعارضين في الجنوب والبقاع والضاحية، ولكن في كل الأحوال هذه المسألة مرتبطة بالاستحقاقات الانتخابية والبلدية المقبلة، ونحن معنيون بخوضها بخطاب وطني وليس بخطاب طائفي.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

هدوء حذر في جرمانا بعد اشتباكات دامية على خلفية إساءة دينية وتحركات لاحتواء الأزمة

أخباركم - أخبارناهدأت الاشتباكات التي اندلعت في جرمانا على خلفية تسجيل صوتي يسيء للرسول،...

More like this

الضربة الجوية الاسرائيلية بلا قيمة عسكرية فما هي مقاصد تل أبيب السياسية من التصعيد؟

كتب ابراهيم بيرم لـ "أخباركم - اخبارنا"كانت الضربة الاسرائيلية الاخيرة على الضاحية الجنوبية الأكثر...

مسارات التطبيع في عنق الزجاجة الأميركي

أخباركم - أخبارنا / كتب د. وفيق ريحان: يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية تعاني منذ...