السبت, أبريل 19, 2025
20.4 C
Beirut

استسلام نظام الأسد ومواجهة أهل درعا للعدو الإسرائيلي

نشرت في

أخباركم – أخبارنا

في تطور لافت، ألقت الطائرات الإسرائيلية الخميس منشورات على بلدة كويّا في ريف درعا الغربي، محذرة من تجول المسلحين وعبورهم الطريق المؤدي إلى وادي اليرموك الفاصل بين الجانبين. المنشورات، التي حملت تحذيرات إسرائيلية وخرائط توضح المنطقة المعنية، تسلط الضوء على تصاعد التوترات في المنطقة، لاسيما مع إصرار إسرائيل على مراقبة تحركات المسلحين في الأراضي السورية، خصوصًا في المناطق القريبة من الحدود.

ويأتي إلقاء المنشورات التحذيرية على كويّا بعد ساعات من مقتل 9 مدنيين بقصف إسرائيلي على حرش سد الجبيلية في محافظة درعا، وفق بيان للمحافظة عبر تلغرام.

وأشارت المحافظة إلى وجود “استنفار وغضب شعبي كبير بعد هذه المجزرة، وخصوصا في ظل تقدم قوات الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة إلى هذا العمق”.

الرواية الإسرائيلية
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس إنه قتل عددا من المسلحين خلال عملية ليلية في منطقة تسيل بجنوب سوريا.

وذكر الجيش أن قوات من اللواء 474 قامت الليلة الماضية بعملية في منطقة تسيل وأنه “صادر وسائل قتالية ودمر بنى تحتية إرهابية”، وفق زعمه.

وأضاف أن القوات الإسرائيلية تعرضت لإطلاق نار فردت بضربات برية وجوية أدت إلى مقتل “عدد من المسلحين”.

التاريخ والتحولات السياسية:

هذه التطورات تأتي في وقت حساس، حيث مرت سوريا بتغييرات كبيرة في تركيبة السلطة خلال السنوات الأخيرة. ففي 8 ديسمبر 2024، أكمل النظام السوري سيطرته على الأراضي السورية بالكامل، منهياً 61 عامًا من حكم حزب البعث و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد على مقاليد الحكم في البلاد. من هذه السنوات، تولى بشار الأسد الرئاسة لمدة 24 عامًا (2000-2024)، وهي فترة شهدت تحولات دراماتيكية في السياسة السورية داخليًا وخارجيًا، بما في ذلك استمرار الهيمنة الإيرانية على النظام السوري وتحولات التحالفات الإقليمية.

من بين أبرز هذه التحولات هو موقف النظام السوري الذي لطالما أظهر ولاءً لإسرائيل في بعض السياقات، في حين كان في صراع مفتوح مع قوى أخرى في المنطقة، خاصة في الصراع السوري الداخلي الذي بدأ عام 2011. تاريخيًا، كان النظام السوري تحت حكم عائلة الأسد معروفًا بعدم التصدي الفعلي لإسرائيل، بل في بعض الأحيان، كان يسعى لحماية استقرار حكمه من خلال الحفاظ على هدوء على الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان.

الاستسلام أمام إسرائيل:

العديد من التحليلات تشير إلى أن النظام السوري، خصوصًا في عهد بشار الأسد، لم يكن يولي الأولوية لمواجهة إسرائيل مباشرة على جبهات القتال. من خلال سياساته، كان النظام يركز على تثبيت حكمه الداخلي، متجنبًا التصعيد على الجبهة الإسرائيلية، خاصة بعد الهزائم المتتالية في الحروب العربية-الإسرائيلية. بالرغم من بعض التصريحات الحماسية ضد إسرائيل، لم يتم اتخاذ خطوات حقيقية لمواجهة العدوان الإسرائيلي بشكل جدي. هذا التوجه جعل النظام السوري يبدو في كثير من الأحيان وكأنه يساير مواقف إسرائيل، ما أضعف موقفه في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية.

خلال هذه الفترة، كانت إسرائيل تواصل تنفيذ ضربات جوية على الأراضي السورية، مستهدفةً المواقع الإيرانية وحلفاءهم، بينما كان النظام السوري في كثير من الأحيان يتجنب التصعيد، مستندًا إلى حسابات داخلية وخارجية تتعلق بحكمه، خصوصًا في ظل تدخُّل إيران وحزب الله في سوريا.

مواجهة أهل درعا:

أما في الجانب الآخر من المعادلة، فقد أظهرت درعا، لاسيما في الفترة الأخيرة، إرادة قوية ومقاومة حقيقية في مواجهة إسرائيل. ففي ظل تدهور الأوضاع السياسية في سوريا واستمرار الهيمنة الإيرانية، نرى أن أهالي درعا، وخصوصًا في بلدة كويّا، يعبرون عن موقف مختلف تمامًا عن موقف النظام، حيث أعلنوا رفضهم التام لتواجد المسلحين الذين يحاولون اختراق مناطقهم. هؤلاء السكان لم يترددوا في رفض التصعيد مع العدو الإسرائيلي على غرار ما شهدناه في السنوات الماضية من مواقف النظام السوري الذي بدا دائمًا مهادنًا مع إسرائيل.

إقدام إسرائيل على نشر المنشورات في كويّا يأتي في سياق تزايد التوترات الإقليمية، حيث تسعى إسرائيل من خلال هذه الإجراءات إلى مراقبة تحركات الجماعات المسلحة، خصوصًا في المناطق التي قد تشهد استفزازات أو تصعيدات تهدد أمنها. من جهة أخرى، يعكس موقف أهل درعا هذا التصدّي الشعبي الصارم للاحتلال الإسرائيلي، وهو موقف غير تقليدي في سوريا التي شهدت عقودًا من الخضوع والسلطة المركزية المهادنة مع إسرائيل.

التحول في السياسة السورية:

من خلال هذه الأحداث، يبدو أن التحول الذي شهدته سوريا في السنوات الأخيرة له تأثير واضح على مواقف العديد من المناطق السورية من إسرائيل. على الرغم من الاستسلام السياسي للنظام، والذي تمثل في تبني سياسة المهادنة وتجنب التصعيد ضد إسرائيل، إلا أن هناك توجهًا شعبيًا في بعض المناطق السورية، مثل درعا، حيث يبدو أن أهلها يرفضون الاستسلام، مستفيدين من تغييرات الوعي الشعبي والسياسي.

في الختام، يشير تصدي أهل درعا للعدو الإسرائيلي إلى بداية مرحلة جديدة من الوعي الشعبي والرفض للأوضاع التي فرضها النظام السوري، خصوصًا في علاقاته مع إسرائيل. وتظهر هذه الأحداث كما لو أنها تمثل بداية لمرحلة جديدة في السياسة السورية، مرحلة قد تكون أكثر استقلالية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والتدخلات الخارجية.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

ذاكرة انتقائية: حين ينسى حزب الله من أوقف الحرب .. الأمم المتحدة تؤكد دعمها للحكومة في تنفيذ أجندتها الإصلاحية .. تحليق للطيران المسير جنوبًا...

أخباركم - أخبارنا/ تقرير لبنان الميداني النار لم تنطفئ بالمقاومة، بل بالقرار الدولي….وقف القصف لم...

أورتاغوس لجنبلاط: المخدرات مضرّة وليد

أخباركم ـ أخبارنا علّقت نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، على...

المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى: للالتزام بالبيان الوزاري والإسراع في تنفيذ بنوده!

أخباركم ـ أخبارنا رأى المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في بيان بعد اجتماعه الدوري برئاسة...

رسالة من حزب الله للعماد جوزاف عون!

أخباركم - أخبارنا حزب الله المنخرط بالصوت العالي بتنفيذ مصالح ايران اثناء تفاوضها مع...

More like this

رهانات لبنانية على المفاوضات الأميركية – الإيرانية: سلاح حزب الله إلى الواجهة !

أخباركم - أخبارنا / مصطفى أحمد همسة تستأنف المفاوضات الأميركية – الإيرانية جولة جديدة في العاصمة...

خاص: الجيش بين التفخيخ والتوريط: من لا يريد السلام .. ومن يسعى لضرب ما تبقّى من الدولة؟

خاص: أخباركم – أخبارنا في ظل تصاعد الأحداث الأمنية في الجنوب اللبناني، تتزايد المؤشرات على...

باسل فليحان: سيرة شهيد الإصلاح والوفاء

أخباركم - أخبارنا يوم قرر باسل فليحان أن يعود إلى لبنان، لم يكن في...