كتب حلمي موسى من غزة يسعد صباحك وأمل لا يتزعزع بقرب الفرج وزوال الاحتلال.
تتواصل المذبحة الجارية في غزة وبكل قوة في الشمال والجنوب. ويشعر كل مواطني القطاع بشدة الحملة التي اجتمع فيها القصف مع الحصار وكل هذا في ظل اخلاءات واسعة تحشر مئات الوف من الناس في مناطق ضيقة او تجعلهم هائمين على وجوههم. ما حدث من قصف في الشجاعية ومن قصف في حي التفاح لمدرسة بن الارقم وما حدث لعشرات المنازل في خانيونس ورفح. ومجلس الامن يناقش من بعيد ومن دون تفاعل كبير لمجزرة الدفاع المدني والهلال الاحمر في تل السلطان. وهذه واحدة من جملة مجازر بحق المؤسسات الصحية والهيئات الانسانية ولكن من دون موقف رادع.
وتستمر الادانات اللفظية للحصار الذي يمنع دخول المواد الغذاىية والصحية والوقود حتى للمؤسسات الانسانية وفي ظل توقف برنامج الغذاء العالمي عن دعم او تشغيل المخابز وبعد ان اخرجت الامم المتحدة ثلث موظفيها من غزة فإن العالم ينتظر المجاعة ويرى بالبث الحي الابادة الجماعية والعقاب الجماعي ويترك شعبا باكمله يتقلب في النار دون ان يفعل شيئا فاعلا لوقف النار.
وعلى صعيد المفاوضات هناك ما يمكن وصفه بالجمود. فالجيش الاسرائيلي يكرر المكرر كما هي العادة ويمارس منطق ما لم يتحقق بالقوة يمكن ان يتحقق لمزيد من القوة. ويتباهى بالغموض العملياتي على أمل ان لا يفهم احد اغراضه العملياتية والتي هي في الواقع رهان بين امرين: ضغط عسكري تفاوضي او احتلال عقابي ضمن منطق تدفيع الثمن.
وتجهل اسرائيل رغم تجربتها في الاحتلال طوال اكثر من ٧٠ عاما ما ينبغي لها ان تعرفه منذ البداية. لا يمكن لشعب ان يتخلى عن ارضه وهذه ليست شيمة وموقف الشعب الفلسطيني فقط بل هو ما يحدث مع السوريين اليوم في الجولان وجنوب سوريا وهو ما يحدث في لبنان. وكل توسيع للاحتلالات هنا وهناك انما هو في الواقع توسيع لقبر الاحتلال الذي لن يمكنه مواصلة هذه الاحتلالات الى الابد من دون مقاومة.
مجزرة غزة والجمود التفاوضي: الاحتلال والتحدي المستمر لمقاومة الشعب الفلسطيني!
نشرت في
