أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين الميداني
“طفلة ربما كانت في الثامنة من عمرها، شاهدتها وهي تستغيث وتصرخ ألمًا، والدماء تغطيها، وقد أطبق الركام على الجزء السفلي من جسدها. حاولت تخليصها، ولكنها كانت تحتضر، حتى فارقت الحياة، وأنا أنظر إليها…في كل مكان من أرجاء المدرسة كنت أسمع صرخات الألم، وأرى بكاء الثكالى، وأشتم رائحة الموت، وأكثر ما رأيته هو أشلاء الأطفال المتناثرة، والدماء التي صبغت حجارة المدرسة…
كان هذا ما عايشه الشاب أحمد جندية، والذي كان بالقرب من مدرسة دار الأرقم، عندما قام الاحتلال باستهدافها بحزام ناري مكون من عدة صواريخ شديدة الانفجار، عصر الخميس 3 نيسان/أبريل 2025، ما خلف 29 شهيدًا على الأقل، من بينهم 18 طفلًا وامرأة ومسنًا، فيما بقي العديد من المفقودين تحت أنقاض المدرسة المدمرة، إضافة إلى أكثر من 100 مصاب بعض الإصابات بحالة حرجة، وجزء منها بحالات بتر في الأطراف.
واستهدف الاحتلال المدرسة في وقت كانت تكتظ فيه بالنازحين، حيث توافد العديد من سكان حي الشجاعية الذي أُنذر بالإخلاء، إلى المدرسة للإقامة فيها، حتى أن العديد من العائلات وضعت خيامها في الساحة الخاصة بالمدرسة، وهو ما يفسر العديد الكبير للشهداء والمفقودين والمصابين، نتيجة غارة الطائرات الحربية الإسرائيلية بالصواريخ المتشظية على المدرسة.
الدماء في المدرسة تصبغ الحجارة والركام، وكانت أشلاء الشهداء متناثرة، في كل مكان، حتى الأشجار علق عليها أجزاء من أجساد الأطفال. إحدى المشاهد المؤثرة كانت لسيدة تحاول إزالة الركام، وتطلب من الحضور مساعدتها، وهي بحالة نفسية صعبة، وكان من الواضح أن فرص نجاة من تحت الأنقاض ضئيلة، ومع ذلك كانت تحاول رفع الحجارة رغم إصابتها، وهي تصرخ وتنادي بأسماء أطفالها. وتواصلت عمليات البحث عن المفقودين، رغم استمرار الحرائق داخل المدرسة، التي نتجت عن قوة الغارات الإسرائيلية.
وأمام ثلاجات الموتى في المستشفى المعمداني، احتشدت عائلات الشهداء لتوديع ذويها، ولم يتوقف المستشفى عن استقبال جثامين الشهداء، والمصابين الذين توافدوا جراء سلسلة الغارات المركزة على مناطق شرقي مدينة غزة، في يوم دموي بلغت حصيلته قرابة 120 شهيدًا، ومئات المصابين.
من جهة ثانية، قال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة” ان نصف أسرى العدو الأحياء يتواجدون في مناطق طلب جيش الاحتلال إخلاءها في الأيام الأخيرة”.
واضاف أبو عبيدة”: قررنا عدم نقل هؤلاء الأسرى من هذه المناطق وإبقاءهم ضمن إجراءات تأمين مشددة لكنها خطيرة على حياتهم”. وقال أبو عبيدة”: إذا كان العدو معنيا بحياة الأسرى فعليه التفاوض فورا لإجلائهم أو الإفراج عنهم وقد أعذر من أنذر”، مؤكدا “ان حكومة نتنياهو تتحمل المسؤولية عن حياة الأسرى ولو كانت معنية بهم لالتزمت بالاتفاق الذي وقعته”.
ميدانيا، تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ 18 على التوالي، حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة،وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر الجمعة، مجزرة مروعة بحق عائلة “العقاد” في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، بعد استهداف منزلهم المكون من ثلاث طوابق، ليرتقي على إثر ذلك 25 شهيداً.
ووسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي، نطاق عدوانه البري شمال قطاع غزة ليشمل حي الشجاعية، في إطار حملته المستمرة التي تستهدف السكان الفلسطينيين منذ 18 شهرًا.
وبدأ جيش الاحتلال التوغل شرق حي الشجاعية في مدينة غزة، مصحوبًا بقصف مكثف وفرض أحزمة نارية كثيفة على المنطقة.
ومنذ بدء عدوانه على القطاع، يواصل الاحتلال فرض حصار على المواطنين في المناطق المستهدفة، حيث يجبرهم على مغادرتها قسراً عبر إرسال تحذيرات بالإخلاء، تليها تنفيذ أحزمة نارية حول تلك المناطق لزيادة الضغط على السكان وإجبارهم على النزوح إلى أماكن غير محددة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن وصول 86 شهيداً و287 إصابةً في استهدافات إسرائيلية طالت جميع مناطق قطاع غزة، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ استئناف حرب الإبادة الجماعية في 18 مارس/ آذار 1249 شهيد، و3022 إصابة.
وارتفعت إجمالي حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 50 ألفاً و609 شهداء، و115 ألفاً و63 إصابة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
واستشهد ظهر اليوم الجمعة، طفلين وعدد من الإصابات إثر قصف جوي إسرائيلي على مجموعة من المواطنين في بلدة خزاعة شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وفي غارة إسرائيلية أخرى، استشهد المزارع أحمد ناصر هدهود، وأُصيب آخرون بقصف مدفعي إسرائيلي على مجموعة من المزارعين في منطقة قيزان رشوان جنوب غرب مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة.
وفي رفح، استشهد المواطن أشرف بربخ وأُصيب آخر جراء قصف من مُسيرَّة إسرائيلية في بلدة النصر شمال شرق المدينة.
واستشهد الطفل خليل عز الدين الحية “8 أعوام” الحفيد الثاني لرئيس الوفد القيادي المفاوض خليل الحية، صباح اليوم متأثراً بإصابته جراء قصف الاحتلال أمس والذي استشهد جراءه أخيه الأصغر “محمد”.
وتعرضت منطقة عريبة ومحيطها شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة لقصف مدفعي مكثف من قبل جيش الاحتلال.
ونفذ الاحتلال حزامًا ناريًا وشن غارات متتالية على المناطق الشرقية لمدينة غزة. وأطلقت مدفعية الاحتلال قذائف، فيما طيرانه فتح نيران أسلحة رشاشة شرق حيي الشجاعية والزيتون بغزة.