أخباركم – أخبارنا
رأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي:” ان الكلّ يطالب بتغيير النظام في لبنان، لكنّ اللبنانيّين يختلفون على تعريف النظام الذي يريدون تطويره، وعلى توقيت إطلاق هذه الورشة المفعمة بالمغامرات والمفاجآت. نحن نعيش في ظلّ نظام ديمقراطيّ برلمانيّ لا غبار عليه، وفي ظلّ صيغة تعايش مسيحيّ-إسلاميّ نموذجيّة، وفي ظلّ ميثاق وطنيّ يرعى النظام والصيغة. عاش لبنان مراحل نشوئه واستقلاله واستقراره على ثلاثيّة: النظام والصيغة والميثاق. لم تكن الديموغرافيا معيار هذه الثلاثيّة بل الشراكة. وكانت الخلافات ذات طابع قوميّ مستقلّ عن الديموغرافيا. وكانت التعدّدية والفدراليّة والمركزيّة، حتى السبعينيات الماضية، مفردات غريبة عن قاموسنا السياسيّ والدستوريّ. كان العدد تعبيرًا حسابيًّا لا وطنيًّاو كان للفكرة اللبنانيّة فلاسفتها، وللعروبة روّادها”.
أضاف الراعي في العظة التي ألقاها في قداس الأحد في الصرح البطريركي في بكركي ان “غاية البعض هي السيطرة على الدولة، وليست تحديث النظام. يوم يصبح العدّ والطائفة معيار التقدّم تموت الحضارة. وحين يصبح تطوير النظام انتزاعَ الحكم، تولد الحرب الأهليّة. إنّ بعض الذين يطالبون بالتغيير الدستوريّ يرمون إلى توسيع سلطتهم في إدارة الدولة، لا إلى تحسين الدولة. المطلوب اليوم أن تتنازل الطوائف للدولة، لا الدولة للطوائف، وأن يحضن الطرفان المواطنين الباحثين عن دولة مدنيّة. فدور المواطن هو الغائب في دولة لبنان. “
وختم :”فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، لكي تستنير الضمائر بنور الحقيقة التي مصدرها الله، فلنصوّب نظرتنا إلى حياتنا ودعوتنا ورسالتنا.”