أخباركم – أخبارنا/ تقرير لبنان الميداني
على وقع التصعيد الإسرائيلي وتلويح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن بلاده ستضرب في كل مكان في لبنان ضد أي تهديد، برزت زيارة الموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس حاملة الرسائل للدولة اللبنانية لتطبيق القرار1701 بكامل مندرجاته وتفكيك بنية حزب الله العسكرية جنوب نهر الليطاني، وبوضع جدول زمني لنزع سلاح الحزب وتحض كبار المسؤولين اللبنانيين على تشكيل 3 لجان تفاوض مع إسرائيل تتخطى الطابع العسكري إلى السياسي بهدف إيجاد حل لاحتلال النقاط الخمس وبحث مصير الأسرى اللبنانيين وحل النقاط المتنازع عليها على الخط الأزرق.
واللافت في سياق عملية الضغط على لبنان هو إعلان لجنة الإشراف على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار تعليق عملها، وهو ما زاد في قلق لبنان الرسمي وفي إرباكهم.
في المقابل، أعلنت قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه، أنّه “في إطار متابعة الخروقات المستمرة من قبل العدو الإسرائيلي، عملت وحدة من الجيش في منطقتَي علما الشعب واللبونة – صور على إزالة عوائق هندسية كان العدو الإسرائيلي قد وضعها لإغلاق طريق داخل الأراضي اللبنانية، كما فككت عبوتَين استخدمهما العدو لتفخيخ هذه العوائق”.
وأضافت قيادة الجيش أنّها “تُواصل العمل على إزالة الخروقات المعادية بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان – اليونيفيل، فيما يواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على عدة مناطق في لبنان، وانتهاكاته لأمن اللبنانيين”.
من جهة ثانية، وفي خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، تعرضت بعض قرى الجنوب إلى قصف مدفعي إسرائيلي، كما أقدم الجيش الإسرائيلي على رمي قنابل مدفعية ومضيئة على بلدة حولا من جهة الغجر.
وألقت مسيرة اسرائيلية قنبلة بين بلدتي الطيبة ورب ثلاثين.
وإرتفعت حصيلة الغارة على بلدة زبقين التي استهدفت حفارة وسيارة “رابيد” الى شهيدين، سائق الحفارة علي. ح .صليبي (30 عامًا) وصاحبها ع. ف. بزيع (17 عامًا) ، وجرح عاملين سوريين .
وافادت معلومات بأن صليبي كان من مصابي حادثة “البيجر” في أيلول الماضي، حيث فقد إحدى عينيه وأصيب في يده حينها.
بالتزامن، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنّ “طائرة لسلاح الجو أغارت على عنصرَين من حزب الله عملا في آلية هندسية في منطقة زبقين في جنوب لبنان”.
وأضاف عبر منصة “إكس”: “تم استهداف العنصرين أثناء قيامهما بمحاولة اعمار بنى تحتية تابعة لحزب الله”.
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن الحصيلة النهائية للغارة التي شنها الجيش الإسرائيلي على بلدة زبقين ارتفعت إلى شهيدين بعد استشهاد جريح متأثرا بإصاباته البليغة.
كما صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة بيان أعلن أن الغارة التي شنها العدو الإسرائيلي بمسيرة على حفارة في بلدة بيت ليف أدت إلى إصابة شخصين بجروح.
واللى ذلك، انفجرت مسيرة اسرائيلية فوق سيارة “رابيد” على طريق بلدة الناقورة قضاء صور، ولم يصب احد بأذى.
وسجّل قيام جرافة اسرائيلية بحماية عدد من دبابات “الميركافا” بعملية تجريف في جبل الباط عند أطراف بلدة عيترون.
وعملت جرافة اسرائيلية بحماية دبابة نوع ميركافا على رفع سواتر ترابية في محور بركة النقار الى الغرب من بلدة شبعا، في حين قصفت المدفعية الاسرائيلية المرتفعات الجنوبية لبلدة كفرشوبا، والتي تعرضت أيضا لرشقات رشاشة.
وانفجر جسم غريب من مخلفات العدوان الإسرائيلي في بلدة بيت ليف، أثناء قيام آلية جرافة بأعمال رفع الانقاض عن منزل كان استهدف سابقا، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح طفيفة.
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن الغارة التي شنها الجيش الإسرائيلي بمسيرة على حفارة في بلدة بيت ليف أدت إلى إصابة شخصين بجروح.
إلى ذلك، نفذت طائرة استطلاع تابعة للجيش من نوع “سيسنا”، تحليقاً على علو منخفض في بلدات جنوبية عدة. وذكرت المعلومات أن الطائرة اللبنانية جابت أجواء كوثرية الرز، جديدة أنصار، أنصار، الزرارية، عبا، الدوير، أبو الأسود.
في غضون ذلك، اعتبر حزب الله أن لا شيء له القدرة على أن ينزع من اللبناني حق الدفاع عن نفسه، متحدثاً عن ضغوط أميركية وإسرائيلية وتهديد بعودة الحرب.
وجاء هذا الموقف بعد ساعات على لقاءات عقدتها الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس مع رؤساء الجمهورية جوزيف عون والمجلس نبيه بري والحكومة نواف سلام.
وقال عضو كتلة حزب الله النائب علي فياض خلال تشييع ثلة من الشهداء في بلدة حولا جنوب لبنان: الأميركي اليوم جاء متحدثاً بلسان العدو الإسرائيلي، ليخيرنا بين الرضوخ والإستسلام أو الحرب. ونحن نقول بكل صراحة وبكل مسؤولية وبكل إدراك لحجم التحديات، هيهات منا الرضوخ والاستسلام. لا شيء له القدرة في أن ينزع من اللبنانيين حق الدفاع عن نفسهم.
وأضاف: لقد التزم لبنان والتزمنا تطبيق القرار ١٧٠١ متضمناً وقف إطلاق النار. أما أي ملفات أخرى خارج هذا السياق وخارج النطاق الجغرافي للقرار ١٧٠١، فهو شأن سيادي لبناني، يعالجه اللبنانيون في ما بينهم بالطرق والوسائل المناسبة.
وختم فياض بالقول إن الإمعان في الإعتداءات من قبل العدو الإسرائيلي نتيجته تعميق شرعية المقاومة وإرادة المقاومة لدى الشعب اللبناني، وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر.
من جانبه، هاجم المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان الحكومة، محذراً من أن ما يجري جنوب نهر الليطاني خطير، وأخطر منه الانبطاح الحكومي.
وقال في بيان: ما يجري في الكواليس خطير، ولا يخدم المصلحة الوطنية، وهناك مَن لا يهمه من لبنان إلا مزرعته، ونزعة ميليشياته الغارقة بالدّم والفظاعات، مضيفاً: لبنان قيمة تاريخية، وبقاؤه له أثمان باهظة، وهناك مَن دفع وما زال أثمان بقاء هذا البلد العزيز، بينما البعض الآخر يحرِّض عليه ويدفع لاقتلاعه، وهذا يعني اقتلاع سيادته وقدرته على البقاء، والخطير أنّ الأولويات انقلبت بشدة، وتجارة الوطن الزائفة أصبحت رائجة، لدرجة أنّ السيادة عند البعض باتت لا تعني وطناً بل تعني مصدر رزق، وما يلزم من فرص للكيد والابتزاز، والأخطر أنّ البعض يصر على تجذير الانتداب الجديد بطريقة تخدم ذوبان البلد، واقتلاع سيادته، وتفكيك قوته التاريخية.
وتوجه قبلان لمَن يهمه أمر لبنان قائلاً: لبنان بسيادته، فقط بسيادته، والوظيفة الوطنية تبدأ من قمع الانتداب بكل أشكاله، ولعبة الاستجواب العابر للبحار عار وطني، ولا بدّ من تحديث النظام اللبناني بطريقة تخدم نظام الوطن والمواطنة، وتحفظ الشراكة التاريخية للطوائف. ونظام المواطنة بوصفه صيغةً سياسيةً وانتخابيةً ضرورةٌ حقوقيةٌ عليا وواجبٌ وطني كبير، والديكتاتوريات الحقوقية أمر خطير، ومصادرة المواطن مصادرة للوطن، والحكومة لا تعمل، ولبنان عزيز وحراسته أعز.
وقال: ما يجري جنوب النهر خطير، وأخطر منه الانبطاح الحكومي، ودون سياسات حكومية فلن تقوم إدارة ولا مرفق عام، ويبدو أنّ الحكومة ليست بوارد حمل الأعباء الثقيلة، بمعنى أنها لا تريد. ووظيفتنا العليا حماية القرار الوطني ووضع الحكومة على الأرض، وتذكَّروا يا شركاءنا أنّ لبنان أكبر من أن يبتلعه أحد.